اكد ممثل المرجعية الدينية العليا والامين العام للعتبة الحسينية المقدسة على ضرورة احتضان شريحة الشباب وتهيأة الاجواء الملائمة لصناعة القادة لخلق قاعدة شبابية قيادية جاء ذلك خلال استقباله وفد مديرية شباب ورياضة واسط الذي انهى فعاليات المخيم التدريبي الذي أقامه مركز رعاية الشباب التابع لقسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة لكوادر المديرية.
وقال (الشيخ عبد المهدي الكربلائي) خلال كلمته ان من الضروري احتضان شريحة الشباب من خلال توفير الاجواء الملائمة لصناعة القادة في كافة الميادين ووضع برامج مناسبة للمساهمة بخلق قاعدة شبابية قيادية بإمكانها ان تتسلم زمام الامور في المستقبل، مشددا على ضرورة اغتنام الفرص من قبل الشباب قائلا: "على شبابنا اليوم ان يغتنموا الفرص والمحافظة عليها كما يحافظ المرء على هويته ولا يجعلها عرضة للضياع الناتج من الفراغ الذي يعيشه لان هنالك ايضا فرص لربما تؤدي بالشباب الى الانحراف".
وعلى صعيد ذي صلة أشار رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة الاستاذ (حيدر السلامي) خلال لقاءه بالوفد ان من الضروري الانتقال بالشباب العراقي من حالة الاتكال والاعتماد الكلي على الدولة والوظيفة الحكومية إلى بناء الذات والارتكاز إلى ما منحها الله تعالى من قدرات وأودع فيها من طاقات معنوية ومادية، روحية وجسمية تمكن الشاب من تأسيس مشروعه الشخصي.
وأضاف ينبغي على كل شاب عراقي أن يحدد لنفسه هدفا في الحياة وأن يعمل بجدية تامة للوصول إلى ذلك الهدف وعلى المتصدين مسؤولية توجيه الشباب نحو الأهداف الحقيقية التي تصب في مصلحة المجتمع ولا تتقاطع مع ثوابت الدين والقيم الوطنية العليا، مبينا ان من واجبنا كمتصدين للعمل الشبابي أن نحسن التعامل مع هذه الشريحة ونفهم احتياجاتها وندرس واقعها ونتفاعل معها بإيجابية لأنها الشريحة الأكبر في المجتمع والأخطر في الوقت عينه فهي أكثر الشرائح استهدافا من قبل الإرهابيين وحملة الأفكار المنحرفة والمشاريع الهدامة".
وتابع: "علينا أن نسعى بكل قوة التقرب الى الشباب وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقياداتهم الدينية والوطنية الحقيقية وعدم الانسلاخ عن الهوية أو التفكير بسلبية وإحباط ومن ثم الركون إلى خيار الهجرة والاغتراب. ونبه إلى "ضرورة تركيز الاهتمام بالشباب المحرومين من التعليم بسبب بعض الظروف ومساعدتهم للبحث عن فرص العمل بعد تقديم الدعم النفسي والتدريب المهني اللازم لكي يصبحوا مواطنين صالحين قادرين على المشاركة في بناء مستقبل الوطن والمحافظة على مكتسباته بدلا من يضيعوا أو يستغلهم الإرهابيون ".
واردف في حديثه إن "الإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى وانما خلقه الله لغاية سامية وهي العمل باعتبار العمل أشرف العبادات وبه تعمر الأرض وكثيرا ما حثت الأديان السماوية على العمل وكل الأمم إنما تقدمت بتقديسها للعمل ولم نشهد أمة تقدمت بالشعارات والخطب من غير أن تقترن تلك الشعارات والخطب بحركة العمل النافع الصانع للحياة ومن هنا ينبغي لنا أن نرسخ لدى الشباب احترام العمل ومحاربة البطالة بأي صورة كانت، مؤكدا علينا أن نشجع الشباب كلا بحسب ميوله واهتماماته ونبوغه ورغبته على تصميم مشروعه الشخصي أو ما يعرف بمشروع العمر".
وفي ختام اللقاء أشار السلامي "أتمنى على الإخوة أعضاء الوفد أن يستفيدوا من البرامج التي قدمت لهم خلال هذا المخيم وان يحثوا الشباب على ايجاد فرص عمل مناسبة لهم وان يجعلوا لكل شاب هدفا يسعى الى بلوغه بالجد والاجتهاد بعد التوكل على الله تعالى والاستفادة من الوسائل المتاحة والمتطورة والأساليب الحديثة والحضارية"، بدورهم أثنى المشاركون على جهود العتبة الحسينية المقدسة ومشاريعها الإنسانية الكبيرة مقدمين الشكر إلى قسم الإعلام ومركز رعاية الشباب على تعاونهم وحفاوتهم بالوفد متمنين فتح آفاق تعاون أوسع خدمة للمجتمع العراقي وخاصة الشباب كونهم الفئة الأكبر.
وكان مركز رعاية الشباب في قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة، أبرم اتفاق تعاون بينه وبين وزارة الشباب والرياضة ويأتي مخيمه التطويري لقيادات شباب واسط في إطار هذا الاتفاق.
رواد الكركوشي ـ غسان العقابي
تحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha