منعت السلطات الايرانية منذ يومين عبور اعداد كبيرة من الشاحنات المحملة بالبضائع الى اقليم كردستان بعد ان قررت اغلاق المنافذ الحدودية احتجاجا على اعتقال القوات الاميركية ايرانيا في السليمانية الاسبوع الماضي.وقال عبد الواحد كواني قائممقام قضاء جومان الحدودي الذي يقع قرب منفذ حاج عمران الرسمي ان هناك مجموعة كبيرة من الشاحنات محملة بالبضائع تنتظر العبور الى اقليم كردستان ولكن السلطات الايرانية لا تسمح بذلك. واضاف في تصريح صحفي "منذ يوم (الاثنين) تنتظر هذه الشاحنات السماح لها بالدخول وهي محملة بمواد مجمدة مثل الدجاج واللحوم وكذلك البيض”. واضاف "نخشى ان تفسد هذه المواد اذا بقيت فترة طويلة" مؤكدا "لقد قمنا باتصالات مع المسؤولين الايرانيين في مدينة كرمنشاه طلبنا منهم السماح فقط لهذه الشاحنات بالعبور ولكنهم رفضوا ذلك”. واشار الى وجود محاولات لارسال هذه الشاحنات اما الى المنافذ العراقية الاخرى خارج نطاق اقليم كردستان بالدخول العراق او اعادتها الى الشركة المصدرة”.واوضح ان هناك شاحنات متوجهة من اقليم كردستان العراق الى الجانب الايراني لم يسمح لها بالدخول منذ يوم امس الاول وعادت ادراجها الى اربيل. وقررت السلطات الايرانية الاثنين اغلاق جميع المنافذ الحدودية بين ايران واقليم كردستان احتجاجا على قيام القوات الاميركية باعتقال ايراني في السليمانية الاسبوع الماضي. وكان جنود اميركيون اعتقلوا الخميس في احد فنادق السليمانية ايرانيا تتهمه القيادة الاميركية بالضلوع في تسليم اسلحة لمجموعات عراقية متمردة. لكن طهران اكدت ان المعتقل مسؤول رسمي عن تطوير التجارة عبر الحدود، لافتة الى انه عضو في وفد تجاري من اقليم كرمنشاه في غرب ايران الحدودي مع شمال العراق. في تلك الاثناء، اعلن مسؤولون اكراد في اقليم كردستان امس ان قرار السلطات الايرانية اغلاق المنافذ الحدودية يؤثر بشكل سلبي في اقتصاد الاقليم. وقال رئيس غرفة تجارة السليمانية حسن باقي ان "اغلاق المنافذ الحدودية بين ايران والاقليم سيؤثر على القطاع التجاري في اقليم كردستان"، مشيرا الى ان "اقتصاد الاقليم يعتمد بشكل كبير على القطاع التجاري لانه الاهم بين القطاعات الاخرى ويعتمد بشكل كبير على السلع المستوردة من ايران”. واضاف ان "سكان اقليم كردستان يستهلكون المواد الايرانية بالخصوص المواد الغذائية والانشائية" مشيرا الى ان "هناك عقودا كثيرة وكبيرة بين التجار الاكراد وشركات ايرانية”. واكد ان "نحو 35 الف شخص حرموا من العمل اثر اغلاق المنافذ بين عامل وسائق وتاجر وهذا كله يثقل كاهل حكومة الاقليم والوضع الاقتصادي فيها”.بدوره، قال محمد كريم مسؤول اتحاد الاقتصاد الكردي ومسؤول هيئة الاستثمار السابق في تصريح صحفي ان "محافظة السليمانية التي يسكنها مليون وسبعمائة الف مواطن ستكون المتضرر الاكبر من هذا الاغلاق، لانها الاقرب على الحدود مع ايران وستؤثر على عموم الاقليم بالنتيجة”. واشار الى ان "محافظة دهوك ومحافظة اربيل تعتمدان من جانبهما على البضائع التركية”. واضاف ان "اغلاق المنافذ الحدودية يؤدي بالنتيجة الى ارتفاع الاسعار كما يؤدي الى تفشي البطالة في الاقليم وليس في المناطق الحدودية فقط بل في داخل المدن الكبيرة ايضا”.وقال آزاد رؤوف الذي كان ينتظر مع مجموعة من التجار "لدي شاحنة مليئة بالمواد الغذائية تنتظر في داخل الحدود الايرانية منذ امس متوقفة”. واضاف ان "السائق حاول مرتين العبور لكن السلطات الايرانية منعته”. وتوقفت في معبر باشماخ الذي يبعد نحو 130كليومترا شمال شرق السليمانية طوابير من السيارات والشاحنات قادمة وذاهبة دون السماح لها بالمرور.وكان وزير تجارة الاقليم محمد رؤوف عبر عن استيائه امس من غلق معابر الحدودية من قبل الحكومة الايرانية. وانتقد رؤوف الجانب الايراني لاتخاذه هذا القرار قائلا "لا يمكن ان تعامل ايران اقليم كردستان والعراق هذه المعاملة وتقرر اغلاق المنافذ في شهر رمضان المبارك”.