نشرت صحيفة «الاندبندنت» ما سمّته القصة الكاملة لما حصل في الحادث الذي استشهد فيه 28 مواطناً عراقياً برصاص رجال شركة الحراسة الخاصة الاميركية «بلاك ووتر» في حي المنصور في بغداد الاحد الماضي، في واحد من ابشع الحوادث التي وقعت في العراق حتى الآن وادت الى اصدار رئيس الوزراء نوري المالكي قراراً بفسخ العقد الذي يجري بموجبه استخدام «بلاك ووتر» لكن الشركة استأنفت اعمالها امس، بعد 4 ايام من تعليقها.ففي تقرير على شكل تحقيق صحافي اعده مراسل «الاندبندنت» الذي زار موقع الحادث يتضح ان اطلاق الرصاص انطلق فجاة وفي شكل كثيف جداً صلية تلو صلية، فانبطح المواطنون المذعورون على الارض رجال ونساء واطفال، فيما تلاطم آخرون مع السيارات التي اسرعت فجاة لتهرب من الموقع فسقطوا على الارض، ونتيجة لكثافة الرصاص انفجرت خزانات الوقود في عدد من السيارات فاشتعلت ألسنة اللهب في جنبات عديدة من الموقع وشوهدت سيدة وهي تحترق مع طفلها وسط هذه النيران.
ونقل مراسل الصحيفة عن احد الجرحى المحامي حسن جبار سلمان الذي اصيب باربع طلقات في ظهره وتخردقت سيارته بالرصاص، في ما كان يحاول ان يهرب بسيارته من وجه قافلة الحراسة التابعة لشركة «بلاك ووتر» التي كانت تمّر من الموقع انه شاهد «امراة قفزت من سيارتها مع طفلها وبدأت تزحف على الارض هرباً من الرصاص. وتزايد اطلاق النار وشاهدت الكثير من الناس وقد قتلوا. شاهدت صبياً في العاشرة من العمر وهو يقفز من حافلة ركاب، لكنه اصيب بطلقة برأسه، فاخذت امه تبكي، ثم قفزت هي من الحافلة فقتلت هي الاخرى، وبان ذعر شديد على الناس جميعاً. وعندما انتهى اطلاق الرصاص بدا المشهد رهيباً فالجثث كانت ملقاة في الشارع بين حطام السيارات، الامر الذي صعّب وصول سيارات الاسعاف اليها».
ووفقاً لمصادر طبية عراقية وصل عدد قتلى الحادث الى 28 قتيلاً ومن المتوقع ان يرتفع العدد اكثر بسبب ارتفاع عدد الاصابات الخطيرة الناتجة عن اطلاق الرصاص من مسافة قصيرة الى جانب نوعية الرصاص الذي يستخدمه رجال «بلاك ووتر».
وقال مراسل الصحيفة انه رغم مرور ستة ايام على الحادث لمس في شكل شخصي حجم الغضب الذي خلفه الحادث في الشارع العراقي واستمراره بلا توقف، الامر الذي دفع الادارة الاميركية الى منع خروج المسؤولين خارج حدود المنطقة الخضراء المحصنة جيداً.
ومع ان الحكومة العراقية سحبت ترخيص العمل الممنوح لشركة «بلاك ووتر»، الا ان الحكومة الاميركية ما زالت متمسكة بها وبخدماتها، وعبّر الرئيس جورج بوش عن ذلك بوضوح في مؤتمره الصحافي الخميس الماضي، لكن الى جانب هذا الموقف وعدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس باجراء تحقيق «شفاف» في ظروف الحادث، فيما يواصل رجال الحراسة التابعين للشركة الادعاء بانهم اطلقوا الرصاص دفاعاً عن النفس خوفاً من قناصة كانوا في الموقع، من دون تقديم دليل على تعرضهم لاي اطلاق نار او اعتداء في تلك اللحظة.
وجاء في بيان «بلاك ووتر» عن الحادث ان «اولئك الذين قتلوا كانوا متمردين وان الحراس تصرفوا في شكل قانوني لحماية ارواح اميركية في ساحة قتال». وتضاربت اقوال الشركة مع البيانات الرسمية الاميركية عن الحادث، اذ ان الناطقة باسم السفارة الاميركية ميرنبي نانتانغو ابلغت الصحافيين في اليوم التالي للحادث ان «تصرف فريق بلاك ووتر كان رد فعل على هجوم بسيارة مفخخة». بل ان الملحق الاعلامي في السفارة يوهان سكومونسيس اكد ان «السيارة المفخخة كانت تقريباً قرب المكان الذي كان مسؤولون من وزارة الخارجية الاميركية يعقدون فيه اجتماعاً، وهذا هو السبب في الطريقة التي تصرّف بها رجال بلاك ووتر».
وكتبت «الاندبندنت» انه ازاء تضارب المعلومات من الجانبين قررت ايفاد مراسلها الى الموقع لاستطلاع حقيقة الامر، حيث وجد انه لا اساس للقصة التي تتمسك بها «بلاك ووتر». فقد عثر في مكان قريب من الموقع على آثار انفجار قنبلة، لكن جميع الذين قابلهم مراسل الصحيفة نفوا انهم شاهدوا او سمعوا اطلاق رصاص من قناصة. ووفقاً لشهود، كان من بين الذين قتلوا عدد من الجنود ورجال الشرطة العراقية. وقالوا ان اطلاق الرصاص لم يقتصر على رجال قافلة الحراسة، بل جاء من مروحية تابعة للشركة يبدو ان الحراس على الارض كانوا على اتصال بها ووجهوها لاطلاق الرصاص على الموقع، ما زاد في عدد القتلى والجرحى.
واكد مراسل «الاندبندنت» ان المواطنين العراقيين يروون قصة مختلفة كلياً، واكد المحامي سلمان ان «احداً لم يطلق النار على حراس بلاك ووتر. ولست ادري لماذا اطلقوا النار علي». وقال انه سمع صوت انفجار قنبلة في مكان بعيد، لكنه لم يشاهد اطلاق نار على رجال قافلة «بلاك ووتر».
وروى مواطن آخر يدعى محمد حسين ما حصل معه قائلاً «كان اخي يسوق السيارة، فرأينا قافلة سيارات سوداء. ثم رأيت أخي ينزلق الى ارضية السيارة. سحبته من السيارة، فرأيت انه اصيب بالرصاص في صدره. حاولت ان احميه واحمي نفسي من اطلاق الرصاص، لكني اكتشفت انه فارق الحياة».
اما جواد كريم علي فكان في طريقه الى «مستشفى اليرموك» لاخراج عمته من المستشفى، فاصيب برصاص الحراس الاميركيين في وجهه وكتفه. وقال لمراسل الصحيفة: «انظر اصبحت انا نزيلاً في المستشفى وعمتي خرجت منه». واضاف انه سمع صوت انفجار بعيد، لكنه لم يشاهد تعرض حراس «بلاك ووتر» الى اطلاق نار. وقال شرطي عراقي كان موجودا في الموقع انه سمع صوت انفجار بعيد وكان مع زملائه الشرطة يحاولون افساح الطريق امام قافلة «بلاك ووتر» التي يبدو ان رجالها ضاقوا ذرعاً بالبطء الذي كانوا يتحركون به ففتحوا النار من دون مبرر. فيما قال شهود آخرون ان رجال الشركة بدأوا اطلاق النار بعد سماع صوت الانفجار ببضع دقائق.الى ذلك (رويترز) - كشفت، أمس، صحيفة «ذا نيوز اند اوبزرفر اوف رالي» في نورث كارولينا، ان ممثلي ادعاء اتحاديين يبحثون في ما اذا كانت شركة «بلاك ووتر» شحنت اسلحة الية ومعدات عسكرية من دون ترخيص الى العراق.
أضافت ان «الموظفين السابقين في شركة بلاك ووتر أقرا بأنهما مذنبان في غرينفيل في نورث كارولينا في الاتهامات الخاصة بالاسلحة»،واوضحت «انهما يتعاونان مع التحقيق». وذكرت الصحيفة ان «مدعين اتحاديين في نورث كارولاينا يتعاملون مع القضية
المرصد العراقي
https://telegram.me/buratha