تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي إلى "أعمال التحقيق الحكومية والبرلمانية في أحداث الاعتداء على عتبات كربلاء المقدسة في الزيارة الشعبانية الأخيرة " حيث بيّن أن " التحقيق في هذا الحادث أمرٌ مهم لأن الإمام الحسين وأخيه سيدنا أبي الفضل العباس عليهما السلام ومرقديهما يمتلكان مكانة خاصة في قلوب المسلمين وغيرهم من الأحرار في العالم وكل أولئك يريدون معرفة حقيقة الجهات المنفذة والمخططة والممولة للحادث الأليم سواء كانت جهة واحدة أو أكثر" جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف في الثامن من شهر رمضان 1428هـ الموافق 21/9/2007م.
وأضاف السيد الصافي " لقد شـُكلت لجنتين للتحقيق في حقيقة ما جرى، الأولى كانت من مجلس الوزراء والثانية من مجلس النواب واعتقد أن الثانية رقابية على الأولى كون المجلس يمتلك سلطة رقابية لا تنفيذية " معتبرا "وجود اللجنة الثانية أمراً جيداً لكن الشعب يريد خروج النتائج بأسرع وقت كي لا تغيب معالم القضية ويتم تسويفها".
كما انتقد السيد الصافي"عمليات التصفيات الجسدية (الاغتيالات) التي تطال العديد من المواطنين" منوها الى أنه "لا يقصد بذلك اغتيال معتمدي المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني فقط" معقبا "حيث اغتيل بالأمس احد المعتمدين في مدينة البصرة" مضيفا "أن هناك في محافظة كربلاء المقدسة خلال الثمانية أشهر الماضية حوالي 200 عملية اغتيال وهو أمر خطير بالقياس إلى حجم هذه المحافظة نسبةً إلى العديد من مدن العالم" منوها إلى أن " عمليات الاغتيالات التي تحصل قد تحمل تداعيات كثيرة ومنها ما جرى في هذه المحافظة أبان الزيارة الشعبانية الماضية".
وأكد أن "هناك تقصيرا من المسؤولين المعنيين بالجانب الأمني إزاء ما يجري من اغتيالات لأن الأمر لا يعجزهم، واعتقد أن السيطرة على الأمور كان من الممكن ومازال، سواء في كربلاء المقدسة أو العديد من المحافظات الأخرى الآمنة نسبيا". وحذر إمام جمعة كربلاء المقدسة من أن "هذه الجرائم قد تنسحب على شخصيات أخرى لغرض إحداث خلل في مفاصل الدولة وهو أمر يدق ناقوس الخطر على مستقبل البلاد".
وحول الوضع السياسي في البلاد بيّن السيد الصافي" لقد مضى أكثر من أربع سنوات على سقوط (اللانظام) الذي كان قائما، ونعتقد أنها مدة تكفي لمعرفة ما بجعبة الكيانات المشاركة في العملية السياسية من خزين فكري وسياسي " موضحاً أن " المواطن في العراق يتأثر بالجانب السياسي تأثرا كبيرا أكثر من مواطني معظم دول العالم الذين يجهل الكثير منهم حتى اسم رئيس وزراءه أو رئيس دولته لعدم تأثير ذلك على مسار حياته" مبينا "ومن أجل ذلك صار لزاما على الكتل السياسية الوقوف وقفة تاريخية شجاعة لإنقاذ الوضع السياسي مما هو فيه" مضيفا "أن الخلافات بين تلك الكيانات لابد أن تنتهي أو على الأقل أن تضيق دائرتها بحيث لا تمس المواطن في وضعه الأمني أوالخدمات المقدمة إليه ".
وطالب ممثل المرجعية الدينية العليا "كافة السياسيين بان يظهروا للمواطن الفوائد الظاهرية لاشتراكه في الانتخابات والتي تشمل الأمن والخدمات لأن الفوائد غير المنظورة – مثل سن دستور يحفظ اغلب حقوق المواطنين وسن القوانين المنظمة لحياتهم – وان كانت موجودة لا تكفي في نظر المواطن وهو أمر صحيح طالما إن السياسيين قادرون على إبراز الفوائد المنظورة وحصاد ما زرعه المواطن بسبب مشاركته في العملية السياسية ولولا ذلك لما طلبت منهم ذلك، ولا كلفت نفسي والمستمعين مئونة هذا الطلب" معقبا "وهذا الطلب ممكن تنفيذه رغم علمنا بما يحيط العراق من وضع عالمي متأزم وإقليمي يريد بالعراق سوءً خاصة مع وجود بعض جيرانه غير الراغبين بالوضع الجديد فيه، فضلا عن معرفتنا بالمشاكل الداخلية وتقديرنا للمعاناة التي تواجه الحكومة" . وقد بين السيد الصافي أن "تأخر صدور القرارات التي تظهر الفوائد الظاهرية للانتخابات مما يمس حياة المواطن اليومية - كما بينا- إنما هو ناتج من أمزجة بعض السياسيين ليس إلا !!!" .
https://telegram.me/buratha
