طالب معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي السياسيين "النظر لمصلحة الشعب العراقي ككل، قبل النظر الفئوي او الحزبي الضيق لكل واحد منهم تجاه فئته أو حزبه فقط" داعيا الى "جعل هذا الشهر فرصةً لازالة الاحتقان السياسي" جاء ذلك في خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف في اليوم الاول من شهر رمضان 1428هـ الموافق 14/9/2007. وخاطب الجماعات المسلحة بقوله "أعطوا العراقيين فرصة العيش بأمان ولو خلال هذا الشهر الكريم فقط إن كنتم فعلا مسلمين وتحترمون دينكم!!! ".
كما طالب سماحته "بعض رجال الدين ممن يكفرون من يخالفهم الرأي أو يطرحون شبهات من خلال خطبهم، التوقف عن ذلك خاصة أن هذه الشبهات قد تم دحضها منذ زمن طويل بأدلة دامغة ومنها مسألة زيارة القبور" مضيفا "كأنهم يعتبرون هذه المسألة الخطر الوحيد الذي يتهدد الأمة الاسلامية بدليل تركيزهم عليها وطرحها مراراً وتكراراً واصدار الفتاوى المترتبة عليها من هدم وازالة لهذه القبور كما أن أكثر من يبتلى بذلك هو الشعب العراقي الذي ما زال يعاني من قتل وتشريد بسبب تلك الفتاوى التي تطال حياة الزائرين لهذه المراقد المقدسة ممن يريدون التواصل مع قادتهم وأئمتهم المدفونين فيها ليستلهموا منهم قيم الخير وإعمار الأرض" كما طالب سماحته مُصدّري هذه الفتاوى "بترك الناس تمارس عباداتها وفق ما أراده الله لهم لا وفق ما يريدونه التكفيرين لهم حيث أنهم يصدرون فتاواهم وفق الهوى لا وفق موازين العلم".
وخاطب إمام جمعة كربلاء المقدسة الشعب العراقي بقوله "أوصيكم بالصبر والمصابرة والوعي لما يجري عليكم من المؤامرات التي يحيكها أعداء العراق، كما أوصيكم بالتكاتف لدفعها" داعيا "الواعين والمخلصين من ابناء الشعب للنهوض بأعباء المسؤولية الدينية والثقافية للطبقات البعيدة عن الثقافة والعلم لرفعها الى مستوى يستطيعون به مجابهة التحديات بعد أن يعوها".
وعلى خلفية الإحداث الأخيرة التي جرت في مدينة كربلاء المقدسة أشار الكربلائي بقوله "طالبنا جمع من المواطنين كي نقوم بحملة توعية كبيرة للكثير من غير الواعين ممن قاموا بتلك الأعمال خلال الزيارة الشعبانية لكي لا يسيروا خلف كل ناعق" مضيفا "إن هذه المسؤولية لا تقع فقط على رجال الدين وإنما على كل واع من المثقفين". معقباً "أن من أسباب وصول الدول المتقدمة مما وصلت إليه هو تقديسها لتطبيق القانون ونحن ممن نحتاج إلى ذلك أيضا".
كما دعا معتمد المرجعية الدينية العليا "مواطني المدن الآمنة التي استقبلت المهجرين من المناطق الساخنة الى معاملة هؤلاء بنفس الطريقة التي يحبون ان يعاملوا بها فيما لو انقلب الوضع بهم الى العكس واصبحوا هم مهجرون في ديار أولئك" مضيفا "وللأسف أننا نرى الكثير لا يفعل ذلك بينما هم مطالبون بمساعدة المهجرين ولو معنويا ان لم يستطيعوا ذلك ماديا وذلك من خلال الاهتمام بمعاناتهم وعدم إشعارهم بالغربة في هذه المدينة أو غيرها ممن هجّروا اليها".
https://telegram.me/buratha