اشار سماحة سماحة السيد عمار الحكيم الى عدم وجود تغييرات كبيرة على المستوى الاستراتيجي في السياسة الامريكية في العراق على الرغم من وجود بعض التغيرات على المستوى التكتيكي على بعض التفاصيل وان الرسالة التي حملتها زيارة الرئيس بوش الى محافظة الانبار واضحة وتصب في دعم العملية السياسية وتشير الى التحسن الملموس في الوضع الامني ، كما اشار سماحته الى اتفاق جميع الاطراف السياسية العراقية على ركيزتين اساسيتين هما ان لا يكون العراق منطلقا لاي عدوان على اي دولة الى جانب عدم السماح لاي دولة بالتدخل في الشان الداخلي العراقي ، وحول انسحاب القوات البريطانية من البصرة قال سماحته ان الامر مرتبط بجهوزية امنية للقوات العراقية وبالتالي فليس هناك حاجة لأن تبقى القوات البريطانية منتشرة في البصرة ، وعن الجهود المبذولة في مجال اجراء المصالحة اكد سماحته : اعتقد اننا قطعنا اشواطاً مهمة في هذا السياق واجتماع القوى الخماسية وما تمخض عنه من بيان قد وضع النقاط على الكثير من التفاصيل والآليات ، وما تشير اليه التقارير الامنية من انخفاض واضح يصل الى 75% في العمليات الارهابية يعد من الملامح الواضحة للنجاح في مساعي المصالحة ، الى ذلك اشار سماحته الى ان وسائل الاعلام ونتيجة بحثها عن الاثارة وتنفيذها لاجندات اقليمية وربما دولية اهملت الاشارة الى الايجابيات الكبيرة المتحققة في الوقت الذي تكثر فيه من تسليط الاضواء على مواضع الخلل مما يولد صورة سوداوية حول الاوضاع في العراق ، وحول موضوع الفيدارلية اكد سماحته قائلا : نعتقد ان هذا النظام سيضمن فرصاً افضل للأدارة ونبتعد عن حالة المركزية التي سببت الكثير من المشاكل والتلكؤ في تنفيذ المشاريع، فحينما تكون هناك اقاليم ستتوزع الفرص
جاء ذلك خلال اللقاء الذي اجرته مع سماحته قناة الحرية الفضائية مساء الاربعاء 5/9/2007 في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، كما سلط سماحته الضوء على موضوعات اخرى في العملية السياسية والاوضاع العراقية العامة وفيما يلي نص اللقاء :
المراسل / سماحة السيد كيف تقرأون زيارة الرئيس بوش الاخيرة للعراق من خلال محافظة الانبار؟سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان زيارة الرئيس بوش في هذه الظروف الى مدينة عزيزة على قلوبنا تتمثل بالانبار حملت معها رسالة واضحة في دعم العملية السياسية في العراق، وفي نمط من الرؤية المتوازنة للواقع العراقي بكل تلاوينه الطيبة، وعن تطور امني ملحوظ في المنطقة الغربية بحيث يجتمع قادة العراق في هذه المنطقة ويلتقون بشيوخ العشائر، وهذا اللقاء يعكس اهتماماً اكبر بالفعاليات الاجتماعية لأبناء هذا الشعب وبالتالي، جاءت ليعبر عن دعم المشروع السياسي والحكومة العراقية في هذه المرحلة، كما جاءت لتعطي رسالة للشعب الامريكي بأن هناك تطوراً ملحوظاً ولتكون رداً يقدمه الرئيس بوش قبل ان يستمع الشعب الامريكي الى التقرير المزمع تقديمه من قبل السفير كروكر وقائد القوات باتريوس .
المراسل / يقال ان زعامة الائتلاف متفق عليها للمجلس الاعلى ، ورئاسة الوزراء لحزب الدعوة ، فهل هذا صحيح؟ سماحة السيد عمار الحكيم / لم يكن هناك شيء من هذا القبيل ، وزعامة الائتلاف كانت لسماحة السيد الحكيم بوصفه الشخصية التي اجتمعت عليها القوى الائتلافية وتصدرت هذه القائمة لأعتبارات معروفة ، اما بالنسبة لرئيس الوزراء فهناك آلية موجودة داخل الائتلاف تمت ، وهناك خصوصيات ، مما ادى الى ان يجتمع الائتلاف على ترشيح السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء في المرحلة السابقة .
المراسل / سماحة السيد لدي سؤال مباشر وهو : هل انتم مرشحون لرئاسة الائتلاف ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ذلك ليس وارداً لأن سماحة السيد الحكيم يواصل مشوار العلاج وقد تخطى مراحل عديدة منه وسوف يعود ان شاء الله ويواصل مهامه الاعتيادية بما فيها زعامة الائتلاف .
المراسل / القصف الحدودي على مناطق اقليم كردستان، ان كان من جهة ايران او تركيا، والذي يأتي في وقت متزامن ـ طبعاً ـ مع زيارة السيد رئيس الوزراء الى الدولتين ، كيف ترون ذلك ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة هناك تبني من جميع القوى السياسية العراقية واجتماع على موضوعين هما : ان العراق يجب ان لا يكون منطلقاً للعدوان على اية دولة اخرى ، والموضوع الآخر عدم السماح للدول الاخرى بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي ، وان التوازن بين هذين الموضوعين هو الذي سوف يوصلنا الى كيفية معالجة هذه الامور، وهناك احاديث تتحدث بها كل من تركيا وايران عن وجود مجاميع مسلحة معارضة لهاتين الدولتين، والحكومة العراقية حتى هذه اللحظة لم تنفي وجود هؤلاء، وانما تقول ان تواجدهم في اماكن يصعب الوصول اليها في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة هذا التحدي من الارهاب، وبالتالي فان هناك هواجس من هذه الدول ، ومن واجبنا نحن كعراقيين ان نبدد هذه الهواجس، ومن ناحية اخرى فان هناك ألتزامات في منظومة العلاقات الاقليمية مع هذه الدول، وان لا تتخذ الاجراءات الا بالتنسيق مع الحكومة العراقية .
المراسل / البعض يتساءل بما ان العراق محتل من قبل دولة اخرى فلماذا لا تتدخل هذه الدول لحماية القرى الحدودية ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الولايات المتحدة تقصدون ؟ تعرفون ان امريكا لها اولوياتها في استتباب الامن في العراق وقد سمعتم من الرئيس بوش في زيارته الاخيرة للعراق وهو يتحدث عن زيادة او نقصان هذه القوات ، وقد كانت زيادة في القوات في الفترة الماضية لشعور هذه القوات بأنها غير قادرة على بسط الامن وسد الفراغ الامني بالشكل الكامل فتبقى هذه القضايا خاضعة للأولويات الامنية التي يبديها القادة العسكريون .
المراسل / هل ترون بالأفق تغيراً ملحوظاً في السياسية الامريكية في العراق ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / انا لا اعتقد ان هناك تغييرات ستراتيجية، وقد قامت الولايات المتحدة بأسناد العملية السياسية في العراق وهذا الامر فيه مصلحة كبيرة للولايات المتحدة والعراقيين ويدعم المصالح المشتركة والمتبادلة بين الطرفين، وبالتالي هذا المشروع يمضي للتكتيك على بعض الجزئيات، وعالم السياسية تحصل فيه بعض التغييرات، في بعض التفاصيل، وهذا ما نلاحظه داخلياً كحكومة عراقية وكدولة لها مؤسساتها يمكن ان تتغير من وقت لآخر في مواجهة التحديات والمتغيرات، ولكن على المستوى الاستراتيجي لا اتوقع وجود تغييرات جادة .
المراسل / أنسحاب القوات البريطانية من اغلب مناطق البصرة وتسليم القصور الرئاسية للعراقيين هل ترون ان ذلك سينعكس ايجاباً على الامن في تلك المحافظة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعناه من القوات المتعددة الجنسيات انه كلما توفرت فرص اكبر للقوات العراقية كلما خرجت القوات المتعددة الجنسيات من المحافظات وسلمتها للعراقيين، وهذا ما حصل في العديد من المحافظات العراقية، وما سمعناه من القوات البريطانية انها تقيّم الجهوزية الامنية للقوات العراقية، وكلما رأت بان القوات الامنية العراقية اقدر على مسك الملف الامني سلمتها،اذن هذه الرؤية التي تتحدث بها القوات البريطانية صحيحة وهذا الشيء يدعو الى التفاؤل من ان العراقين اصبحوا قادرين على توفير الامن .
المراسل / ورد في الخطاب الاخير لرئيس وزراء بريطانيا والذي قال فيه ان هذا الانسحاب كان مخططاً له من وقت بعيد، وانه لم يعلن في وسائل الاعلام وللسياسيين فهل هذا صحيح ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / قلت ان الموقف العراقي لم يتحدث عن هزيمة، وانما يتحدث عن ان هناك جهوزية امنية للقوات العراقية، وبالتالي فليس هناك حاجة لأن تبقى القوات البريطانية منتشرة في البصرة .
المراسل / هناك تصريح للسيد رئيس الوزراء يقول فيه : ان العراق لن يصبح ساحة صراعات للدول الاقليمية ، فما رأيكم في هذا القول ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / بعض الصراعات التي تجري على الساحة العراقية لايستطيع احد ان ينكرها فهناك صراعات دولية واقليمية كما ان هناك صراعات داخلية على خلفيات سياسية معينة ولنكن واضحين في تقييم المشهد وبالتالي فان هاجس العراقيين كيف يبعدوا العراق عن تصفية حسابات خارج مصالح العراقيين وهذا ما نعمل جميعاً من اجل تحقيقة .
المراسل / المصالحة الوطنية التي عولت عليها حكومة الوحدة الوطنية اين وصلت ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / انا اعتقد اننا قطعنا اشواطاً مهمة في هذا السياق واجتماع القوى الخماسية وما تمخض عنه من بيان قد وضع النقاط على الكثير من التفاصيل والآليات لمعالجة ما تبقى من مواد قد تمثل الاختلاف في وجهات النظر بين هؤلاء القادة، وهذه خطوة مهمة في السير الى الامام، وهناك ايضاً اتفاق رباعي جاء ليعبر عن التطور في مواقف القوى السياسية وهناك ارادة واسعة لمجموعات كانت خارج العملية السياسية، في الانضمام الى العملية السياسية ، واذا اردنا ان نتحدث عن زيارة الانبار ودور العشائر في اقصاء القاعدة هذه العشائر التي كان البعض منها يحمل السلاح اصبحت اليوم توجه فوهة اسلحتها نحو القاعدة والى اعداء العراق وليس الى الحكومة العراقية، هذه كلها خطوات في الاتجاه الصحيح، ولكن المصالحة هي ليست عبارة عن مؤتمر يعقد او تصريح او لقاء او صورة فوتوغرافية يلتقطها الآخرون، وانما هي حالة معينة يجب ان تحصل في البلاد، وكل الاجراءات التي نتحدث عنها هي مصاديق ومفردات لأيجاد ذلك المناخ العام، فالمحيط الاقليمي والمحيط العربي له دور مهم في اسناد ودعم عملية المصالحة ، والارادة السياسية الجادة من كل الفرقاء السياسيين في اللحمة الوطنية وفي بناء العراق الموحد، وفي حل الاشكاليات التي تجسد عبر القوى الخمسة، واجتماعات المجلس السياسي للأمن الوطني ومن اجراءات، اذن نحن نعيش في هذه الاجواء ونريد ان تتعزز الرؤية، واليوم نجد حتى المعارضين يستشهدون بمواد من الدستور، مما يعني ان هذا الدستور الذي كان موضع اختلاف في يوم ما اصبح اليوم مورد اجماع، والكل يستشهد به ويستدل على حقوقه بمواد من الدستور، والكل يتحدث عن الانخراط في العملية السياسية، وحتى المعارضين اليوم يتحدثون عن ان هذه الحكومة مجدية او غير مجدية، فكل الخيارات اصبحت ضمن الاطار السياسي بغض النظر عن صحتها او عدم صحتها، وهذا كله يكشف اننا نسير في مناخ صحيح يعزز المصالحة ويوسع المشاركة في العملية السياسية .
المراسل / حسب رأي الصحافة والمراقب فأن المواطن يحمل السياسيين مسؤولية ما يحدث من خراب امني بقوله لو تصالح السياسيون لأصبح العراق آمناً هل هذا صحيح ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقة انا لا انزه السياسيين، لأنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية، واعتقد انه من الخطأ ان نحمل السياسيين كامل المسؤولية، لأن السياسي يعبّر عن تطلعات القاعدة التي انتخبته والتي ارتبط بها او ارتبطت به، وهناك مواقف كثيرة مختلفة فالموقف الدولي والموقف الاقليمي وكل هذه الاطراف تتحمل جزءاً من المسؤولية، اذن ليست المسؤولية على السياسيين وحدهم ولكن السياسيين يتحملون جزءاً منها.
المراسل/ خلال الفترة الماضية هل كنتم تتوقعون حدوث حرب اهلية في العراق ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / لم نكن نتوقع هذا الامر حتى في احلك الظروف، ونحن نقول ان هناك حرباً على الاهالي وليست حرباً اهلية، ونعتقد ان تركيبة الشعب العراقي والعلاقات التاريخية بين ابناء هذا الشعب والتداخل الواسع والكبير بين مكونات الشعب العراقي لا يسمح بالحرب الاهلية لأن الشعب العراقي شعب مسالم ويتمتع بعمق حضاري وثقافة، فلا يمكن ان يتعدى بعضه على البعض الاخر ، والواقع ان هناك مجموعات لها اجندة سياسية تقوم بممارسة هذه الاعمال وهذه الاساءات، وكما نراقب اليوم فان هناك انخفاضاً كبيراً حتى في ممارسات تصدر عن مثل هذه المجموعات الصغيرة، والتي لا تمثل العراقيين .
المراسل / بعض العراقيين يتساءلون الى متى ستبقى الاوضاع متدهورة في جميع الميادين ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة ان الاعلام يتحدث عما هو مثي،ر وهو يجيد الاشارة الى السلبيات، وهناك اجندة جاءت من محيط اقليمي او وضع دولي معين، وحتى من بعض من في الداخل، يركزون فيها على السلبيات ايضاً، واحياناً الانسان في خضم هذه المعلومات التي تبرز عن الجوانب السلبية ونسيان الابعاد الايجابية في هذا المشروع، ونحن نعتقد ان كل من يغادر العراق لسنة او سنتين وهذا ما نلاحظه ايضاً ممن يزور العراق يجد ان هناك اموراً كثيرة اختلفت على المستوى السياسي والامني وفي مجال الاعمار، صحيح ان وتيرة الاعمار يجب ان تكون في مستوىً اعلى، وصحيح ان هناك ضعف في الخدمات، وان هذه القضية لا تنكر، وان هناك تراجعاً في مستوى الخدمات نتيجة العمليات الارهابية والتلكوء السياسي وتأثيره على الوزارات ، من هنا نقول ان هناك مشكلات حقيقية ويجب ان نعترف بها بشجاعة كي نعالجها وان هناك تقدم كبير ، فاليوم كل التقارير الامنية تؤكد على وجود انخفاض يقدر بـ 75% في مستوى العمليات الاجرامية وهو شيء مهم على المستوى الامني، فأذن نحن نسير بالأتجاه الصحيح، والعراق ليس البلد الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه المشاكل، لأن هناك بلدان واجهت مثل هذه المشاكل لسنوات عديدة لكي تخرج منتصرة من كل المعوقات والمشاكل، وهذه سنن الحياة والواقع الاجتماعي، ونحن لا نستسلم لها ولا نقبل بها، ولكنها واقع يجب ان نتعاطى معه ونفكر كيف نخرج منه .
المراسل / هل تشبهون ما يجري في العراق بما يجري في لبنان ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نعرف ان الشعب اللبناني تحمل كثير من المشاكل والويلات على مدار 15 سنة، ولبنان بلد صغير، وكانت هناك ارادة دولية للحل وارادة عربية، ومع ذلك اخذ هذا وقتاً طويلاً، ونحن في العراق نختلف كثيراً لأن البلد اكبر والظروف اصعب والصراعات والتجاذبات وتشابك المصالح اعمق الى حد كبير، داخلياً وأقليمياً ودولياً، ووجود قوات اجنبية اكثر من ( 100 ) الف وتعطي ذرائع للكثيرين، وبالرغم من ذلك كله نحن نتقدم بوتيرة جيدة لحل النزاعات والوصول الى نتائج مرضية للأطراف المختلفة .
المراسل / المراقبين يقولون ان الازمة السياسية في العراق ازمة كبيرة ولكن لقاءات الكتل السياسية كثيرة وبعيدة عن الاضواء كيف تقيمون هذا القول ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / هذه واحدة من المؤشرات الايجابية التي قلما ينظر اليها، ونجد في تجارب كثيرة من العالم ان هناك دولاً تتوسط لكي تجمع الفرقاء على طاولة واحدة، اما العراقيين بكل تلاوينهم قد يختلفون في المواقف او النظرة تجاه الاخر في الاعلام، نراهم يتعايشون يوميا ويجلسون في حوارات مطولة وناجحة وبناءة ويأكلون ويمرحون، وهناك علاقات طبيعية جداً على المستوى الشخصي بين كل الفرقاء، وهذه مؤشرات صحيحة ودليل كبير على ان هناك فرص حقيقية لحل الاشكاليات ولا توجد قطيعة حقيقية بين السياسيين العراقيين وهذا واحد من المؤشرات التي تدعو الى التفاؤل .
المراسل / عن ماذا تمخض لقاءكم الاخير مع السفير الامريكي ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نجري لقاءات ومشاورات كثيرة ودوماً نتحدث عن رؤيتنا لحل الاشكاليات، واعتقد اننا كلما نتوصل لرؤية مشتركة عن المشكلة وعن الحلول فسوف نكون قريبين من اتخاذ قرارات تأريخية وشمولية تضع البلاد في اجواء مختلفة عن الاجواء التي نعيشها، وهذا هو الخط البياني المتصاعد نحو الحل وآفاق المعالجة وكل هذه اللقاءات توظف لشرح مواقفنا وتصوراتنا لأقناع الاطراف الاخرى بمستوى الجدوى فيما نعتقد وان نستمع بعمق لما يقوله الآخرون ومن خلال هذه المشاورات يمكن بلورة تصور معين ورؤية حقيقية للبلد يمكن ان تخرجه من هذا المأزق الذي يعيشه الان .
المراسل / الا ترون ان المواطن العراقي يحاصر من جميع الجوانب فنجده في بلده مهدداً بحياته ولقمة عيشه وانسانيته، وفي الخارج يحارب من خلال عدة امور كفرض التأشيرة عليه ، كيف ترون هذا الموضوع ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / يجب ان نكون منصفين حينما ننظر بالمنظار العراقي ونحن كعراقيين سنشعر بحالة من الفرح حينما نزور هذه الدولة او تلك، ولكن حينما ننظر من زاوية هذه الدول فهي تعيش ضغوطاً متزايدة لعدد النازحين الموجودين على أراضيها، وخوفاً من انتقال المشاكل الأمنية الى بلادها، ونحن نقدر ونحترم الهواجس والإجراءات التي تتخذها هذه الدول، وبين هذه وتلك يجب ان تواجه الفرص التي من خلالها يضمن العراقي امكانيته للخروج والتواصل والانفتاح على العالم الخارجي، وان نضع تصورات كفيلة لمعالجة الهواجس التي تعيشها هذه الدول .
المراسل / من المعروف ان الاعلام يكتسب دوراً بالغ الاهمية بأيصال الخطاب السياسي والثقافي والحضاري للمجتمعات ، أترون ان اعلامنا اصبح بهذا المستوى ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن لا نشك ان التجربة الاعلامية في العراق تجربة فتية فقد كانت مؤسسة واحدة يشرف عليها ويحدد سياستها نظام شمولي ، وثم انفتحت الافاق ولم توجد ازمة في المؤهلات العراقية، ولكن هناك نقص في الخبرة والاحتراف والممارسة ، فلو سألنا في الجامعات كم كلية اعلام عندنا؟ وكم خرجت من الطلاب؟ وما هي المناهج التي درستها؟ ومن هم الاساتذة لدينا؟ وحركة الاعلام العراقية هل تنسجم مع هذا التحول المهول؟ فحينما نقارن الفضائيات والقنوات المحلية و الاذاعات والصحف التي نمتلكها في العراق والامكانيات والتقنيات العالية في كيفية تسويق الخبر وعرض الموضوع وتناول القضايا المختلفة الى غير ذلك من الامر، نشعر اننا بحاجة الى المزيد من تطوير قنواتنا الاعلامية، واليوم اسمع ان هناك ما يقارب 30 فضائية في خمسة سنوات، وهناك العشرات من القنوات المحلية، وهذا تطور كبير وكل هذه الكوادر التي تدخل وتكتسب الخبرة في العمل، فانا متفائل ان الحركة الاعلامية في العراق ستكون قادرة على ان تقول كلمتها ولكن ليس اليوم بالضرورة وانما مع عمل دؤوب سوف نواصله .
المراسل / كيف ترون التخصص في القنوات فأذا كانت سياسية او ترفيهية او تعليمية فهل في ذلك خدمة للمجتمع العراقي ، ام القنوات العامة الجامعة لكل ذلك افضل ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / برأيي ان هذا الشأن لا يخص الشعب العراقي وحده، وانما نشرك فيه كل الشعوب فمن يكن لديه منحى رياضياً، قطعاً سوف يحب القنوات الرياضية، والاخر يمكن ان يهتم بمشاهدة الافلام وهكذا تنوع الرغبات، فأذا تعززت التجربة الاعلامية وتطورت فسوف تمضي بشكل طبيعي لتكون هناك قنوات رياضية واخرى اخبارية، ولكي تدفع التجربة وتأخذ القنوات كل هذه البرامج لتكون قنوات ملمة بالوضع الاجتماعي من حيث تلبية حاجة مختلف الشرائح من المواطنين الى ان تبدأ عملية التخصص بشكل تلقائي .
المراسل / الفيدرالية ارتبطت بأسم العراق وقد اصبح أسمه العراق الفيدرالي ، فكيف ترونها ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / كما هو معروف فنحن واضحين في هذه القضية ونؤمن بمسألة التوازن السياسي، فاما ان يدار العراق كله عن طريق المحافظات، او على طريقة الاقاليم وكما حسمنا الموقف في الدستور بتشكيل اقليم كردستان فقلنا ان الخيار يكون بتشكل اقاليم وقد دعونا اخواننا في المنطقة الغربية لكي يتحركوا في هذا الاتجاه ونحن مستعدين ان نقف معهم ونساعدهم، ودعونا الى اقامة اقليم جنوب بغداد ونعتقد ان هذا سيضمن فرصاً افضل للأدارة ونبتعد عن حالة المركزية التي سببت الكثير من المشاكل والتلكؤ في تنفيذ المشاريع فحينما تكون هناك اقاليم ستتوزع الفرص وسوف لن تكون هناك رغبة ملحة في ان يأتي الشخص لكي يكون وزيراً في بغداد، لأنه يستطيع ان يحقق فرص المشاركة حينما يكون وزيراً في اقليم ، لذا فنحن مع فكرة تكوين الاقاليم وبشكل جاد .
المراسل / البعض يقول ان فكرة الاقاليم هي فكرة لتقسيم العراق فكيف تردون على هذا القول؟ سماحة السيد عمار الحكيم / انا اعتقد ان تطبيق النظام الفيدرالي هو واحد من الضمانات لوحدة العراق بعكس ما يقوله البعض انه تقسيم للعراق، فالفرد لا يفكر في التقسيم الا حينما يرى ان حقوقه ضائعة ولكن الوطن الذي يحقق للأنسان ذاته فأنه يشعر بالأعتزاز في الأنتماء اليه فلماذا ينفصل عنه، ووجود الاقاليم معناه وجود فرص اكبر للمشاركة وللتنمية الاقتصادية والاستثمارات، واتخاذ الاجراءات المناسبة وملاحظة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والعلمية، وتوظيف هذه الامور في المناهج الدراسية وفي الاداء العام، وبالتالي فأن الموطن سوف يشعر بتوفير جميع احتياجاته في الحياة ومتوفرة في اطار الاقليم، وهذا ما سيجعله منشداً اكثر الى الوطن ،ونحن لا حظنا حينما تم تحويل بعض الاموال الى المحافظات سرعان ما تحولت هذه الاموال الى مشاريع شاهدها المواطن، ولكن في عمل الوزارات فان هناك المليارات ولم يلمس المواطن تأثيرها في الحياة اليومية، فتشكيل الاقاليم سيساعد بدرجة كبيرة في اعطاء هذا الزخم في التنمية الاقتصادية والسياسية وفي مراعاة الاحتياجات الواقعية للمواطن .
المراسل / المادة 140 من الدستور والخاصة بكركوك والمناطق المستقطعة الاخرى كيف ترون تطبيقها ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نعتقد ان الدستور يجب ان ينفذ بشكل كامل، وحينما ينفذ بشكل كامل سوف يشعر الجميع بأنه اخذ فرصهُ وحقوقهُ ، وانا اعتقد ان جزءاً من التحسس الذي حصل في التعامل مع المادة (140) لأن الاهتمام انصب على الفقرة (ا) فقط، وهي جانب مهم من هذه المادة والمرتكز الموجود في ذهن المواطن العراقي فانه حينما يقال المادة ( 140 ) تعني المناطق المتنازع عليها في كركوك، والمادة ( 140 ) لا تقول كذلك فالفقرة (ا) مرتبطة بكركوك والمناطق المتنازع عليها في كركوك والفقرة (ب) تهتم بالمناطق المتنازع عليها في العراق، والاهتمام بالفقرة (ب) الى جانب الفقرة (ا) واعطاءها حيزاً من التركيز والمتابعة للمناطق المتنازع عليها والتي وسعها او ضيقها النظام البائد لأعتبارات سياسية، واين هي الاراضي التي اخذت واعطيت لمحافظة اخرى على خلفية طائفية وهي كثيرة وفي مختلف مناطق العراق ويجب ان يشعر كل مواطن بحالة من التوازن وتلبية احياجات كل الناس، مما يجعل الجميع مندفعاً لتطبيق المادة (140 ) من الدستور والفقرة (ب) كانت واحدة من الامور التي أثارت شيء من التحسس، وقد تحدثنا قبل ايام عن اللجنة المكلفة بتطبيق هذه المادة وطلبنا ان تحظى الفقرة (ب) بالأهتمام كي لا يشعر احد بانه مظلوم ويجب ان ترجع كل الحقوق الى اصحابها .
المراسل / قانون النفط والغاز، اثيرت حوله الاقاويل الكثيرة ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، فكيف تجدونه ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نحترم اي تحفظ ينطلق من حرص القوى السياسية في العراق على هذه الثروة، لأن هذه الثروة للعراقيين ولكنني اعتقد اننا يجب ان نبتعد عن اجواء المؤامرة واجواء الريبة التي تساور الكثيرين حينما ينظرون الى هذا القانون، فبمجرد ان تقول قانون النفط والغاز يتحدث البعض عن وجود اجانب جاءوا للحصول على النفط وان هذا القانون سوف يبدد الثروات، ونحن لسنا اول دولة تريد أستثمار منشآتها النفطية وان نستثمر النفط لتطوير بلادنا، وهناك دول تقدمت علينا في المنطقة حينما استفادت من قوانين وتشريعات واعطت الفرص حتى استطاعت ان توظف هذا النفط في مشاريع اقتصادية وأستثمارية كبرى، وان جف النفط سوف تبقى محافظة على قوتها، فالنفط لن يبقى الى الابد هو مصدر الطاقة في العالم، لان هناك الطاقة البديلة التي أصبحت تأخذ طريقها بالتدريج فيجب ان نفكر كيف نستفيد من بحيرة النفط الكبيرة التي تحت اقدام العراقيين لأيجاد نهضة كبيرة تمكن العراقيين من مواصلة مشوارهم وتحول العراق الى قطب اقتصادي وحقيقي كبير يستطيع ان يحافظ على هذا التألق حتى بغياب النفط لذلك يجب ان نذهب الى تلك الدول لنتعرف على تشريعاتها، اما ان ندخل في المزايدات التي لم تأت من الحرص على العراقيين وانما خوفاً ان يعالج العراق مشاكله بأستغلال النفط مما يضر بمصلحة العراقيين ، نحذر ايضاً من الحرص على العراقيين برفع شعار الحرص عليهم واخفاء ثرواتهم والنفط.اليوم له قيمة وغداً ربما سينفذ ويجب ان نفكر في استغلال نفطنا في المرحلة القصيرة المتبقية، ومن هنا نقول ان قانون النفط فيه رؤية متوازنة ويمكن ان يخدم العراقيين، فأذا كانت هناك بعض الاشكاليات فيجب ان ننظر الى تجارب الاخرين ونستفيد منها .
المراسل / الكثير من المراقبين يقولون ان الحكومة العراقية ينخرها الفساد الاداري ، فما هو ردكم على ذلك ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا اقول ان المركزية هي جزء من الفساد الاداري فأذا كانت المليارات بيد مجموعة صغيرة تبدا الضغوط والمسائلة وما الى ذلك فأذا وزعنا الصلاحيات ووزعنا هذه الاموال على اكبر عدد من الناس تصبح عملية التجاوز على المال العام اصعب .
https://telegram.me/buratha