النجف الأشرف-7/9/2007
دعا إمام جمعة النجف الأشرف سماحة العلامة السيد صدر الدين القبانجي(دامت بركاته) في مراسم صلاة الجمعة إلى تفعيل المشروع الذي طرحه رئيس الوزراء العراقي الأستاذ المالكي وباركته المرجعية الدينية، في جعل العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وغيرها مناطق منزوعة السلاح خاصة بعد أحداث كربلاء الدامية والتي انتهكت حرمة الإمام الحسين(ع) وسيدنا أبي الفضل العباس(ع) وأضاف: لا مبرر لوجود السلاح في هذه المناطق حيث لا وجود للمحتل فيها، فالسلاح لا يخدمنا بل ان نزع السلاح يكون لصالح الجميع حتى للذين يحملونه، وأوضح ان السلاح يجب ان يكون بيد الدولة وعليها توفير الأمن وضمان الحركة العامة للمجتمع.
وفي جانب آخر من خطبته السياسية رحب سماحته بانسحاب القوات البريطانية من البصرة ودعا أهاليها وتكتلاتها السياسية إلى نبذ الخلافات وأوصاهم بالوحدة في بناء محافظاتهم كي لا يعود الاحتلال، كما أشار إلى تسلم الملف الأمني في محافظة ديالى إلى الإدارة المحلية فيها ودعا أهاليها إلى وحدة الكلمة ودعا المهجرين عنها إلى الرجوع إلى مساكنهم والعمل على حماية مناطقهم من عودة الإرهاب وأوصى الحكومة إلى تعويضهم بما يناسب الأضرار التي لحقت ممتلكاتهم.
وفي ضوء زيارة الرئيس الأمريكي إلى العراق بهدف تفعيل دور السنة في الحكومة العراقية وعدم تهميشه قال السيد القبانجي: إننا مع حضورهم وهم مسؤولون عن العودة إلى الحكومة ولكن هناك أزمة بينهم وبين الشارع السني خاصة بعد قضية وزير الثقافة وفراره وأضاف: ان أبناء السنة غير راضين عن بعض النماذج الذين يدعون أنهم يمثلونهم فعليهم ان يعالجوا مشاكلهم، وأثنى على أبناء السنة بأنهم غير طائفيين ويمثلهم الشهيد عثمان العبيدي الذي أنقذ بعض الشيعة في حادث جسر الأئمة. وأضاف: ان المصالحة الوطنية قد تبنته الحكومة والمكونات السياسية في الحكم ولكن الطرف الآخر غير مستعد ويسعى لإخضاع طرفه بقوة السلاح، وعليه فالمطلوب من دول الجوار والبلدان الكبرى الضغط باتجاه مشاركة السنة والعمل بالمصالحة والمشاركة والرضا بالواقع، وفي هذا السياق دعا إمام جمعة النجف الأشرف الجميع إلى بناء نظام سياسي مستقر بهدف إنهاء الاحتلال سريعا كما هو حاصل في بعض المحافظات ولكن بطرق معقولة وليس بقيمة إحراق العراق كما حصل في كربلاء حيث لا عراقي يرضى بما حصل ولم يكن هناك احتلال وما حصل هو حرق جدران الصحن الحسيني الشريف وإصابة قبته الشريفة.
وفي جانب آخر من خطبته دعا سماحته إلى الحذر واليقظة تجاه ما ينقل من وجود مخطط لانقلاب سياسي علماني في العراق يشارك فيه بعثيون وعلمانيون وأجانب، الانقلاب الذي حظي بعض شخصياته بدعم المجرم عزة الدوري، ووصف هذا الانقلاب بأنه فاشل ولا يحصل أصحابه على شيء وهم يستندون فيه إلى الأزمة السياسية وأزمة الخدمات فعلينا عدم تقديم الذرائع لهم خاصة وان المرجعية الدينية تدعو دائما إلى الاهتمام بالطبقة المسحوقة من الشعب العراقي وحل مشكلات الشعب العراقي.
وأشار سماحته أخيراً إلى الاستغاثة الواصلة إلى النجف ومراجعها العظام من شيعة أهل البيت(ع) في اليمن الذين يتعرضون للاستئصال من قبل حكومة علي عبد الله صالح الذي يتبع منهج الطاغية صدام وقال: إننا ندين مواقف الحكومة اليمنية من هؤلاء الشيعة وإنها سوف لن تفلح كصدام الذي لم يفلح فأن كلمة الله هي العليا.هذا وقد تحدث السيد القبانجي في خطبته الأولى عن آداب العلاقات الاجتماعية ومنها آداب التزاور الذي أكده الإسلام حيث يقوم على أساس التآخي وكون المسلمين جسداً واحداً وليس على مصالح مادية فقط وأشار إلى استحباب زيارة الأخوان والمريض وتقديم الهدايا والتحابب بينهم وإكرام الضيف وكراهة التكلف للضيف واستخدامه.
وبمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان المبارك وفي ضوء خطبة النبي(ص) المعروفة بهذا الشأن دعا إلى اغتنام الفرصة فيه للقيام بالأعمال الصالحة التي يضاعف ثوابها في هذا الشهر، مشيراً إلى مبدأ التفاضل بين الأزمنة والأمكنة على أساس ما يحدث فيها من تفاعلات غير مرئية. ودعا الحكومة والإدارة المحلية إلى اتخاذ الموقف اللائق بهذا الشهر الفضيل والمساهمة في إكرامه من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية وان تكون ذات مسحة رمضانية وتحترم آدابه وهي أهل لذلك، ودعا الجميع إلى إحياء ليالي هذا الشهر المبارك بمجالس الثقافة والطاعة وتلاوة القرآن، ودعا فضلاء الحوزة العلمية إلى التبليغ وإعلاء حكمة لا إله إلا الله.
https://telegram.me/buratha