المجلس الاعلى
أكد سماحة السيد عمار الحكيم على ضرورة رفع الغطاء عن كل المجاميع المسلحة خارج أطار الدولة ممن يقوم بانتهاكات واعتداءات على الآخرين ، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن القانون ، لأن ذلك سيمكن الحكومة والقوات الامنية من ملاحقة هذه العصابات ووضع حد للخروقات القانونية التي تمارسها .
وأشار سماحته الى أننا نعمل جادين لتوسيع رقعة المشاركة السياسية وفتح الابواب أمام الجميع وان تكون كل الشخصيات والقيادات العراقية حاضرة وتعمل من أجل العراق ، وأن أي تغيير يجب أن يكون عبر البرلمان ، دون مشاريع تآمرية من خارج الحدود .
جاء ذلك خلال المقابلة التلفزيونية التي أجراها مراسل شبكة ( CNN ) الفضائية الامريكية آنيش رامان مع سماحة السيد عمار الحكيم في المكتب الخاص لسماحة السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد ، كما تم التطرق في هذا اللقاء الى العديد من القضايا التي تهم العراق والمنطقة ومسائل أخرى ذات صلة ، وفيما يلي نص المقابلة :-
المراسل / اريد ان اشكرك بالنيابة عن شبكة CNN لأعطاءنا جزءا من وقتك الثمين ، وباديء ذي بدء اسألك عن صحة السيد الحكيم ؟
السيد عمار الحكيم / اشكركم على ذلك ، سماحة السيد الحكيم بصحة جيدة ويواصل العلاج ونأمل ان يعود قريبا الى العراق ليمارس اعماله بشكل طبيعي .
المراسل / احداث كربلاء والتحقيقات التي تجري الان ، وكما سمعنا ان هذه المواجهات حدثت بين جيش المهدي ومنظمة بدر ونحن نريد ان نعرف ما هي طبيعة العلاقة الان بين جيش المهدي ومنظمة بدر ؟
السيد عمار الحكيم / بالتأكيد منظمة بدر لم يكن لها أي دور في هذه الأحداث ، وحتى في اطار المؤسسة الحكومية فلا المحافظ ولا قائد الشرطة ولا الشرطة من اصول بدرية ، وليس لبدر أي دخل في الموضوع كما يحلو للبعض أشاعته ، وقد تعرضت العديد من المقرات والمؤسسات التابعة للمجلس الاعلى ومنظمة بدر الى اعتداءات من قبل مجموعات مسلحة مما دعا الى الاستعانة بالحكومة للدفاع عن انفسهم ومقراتهم وذلك في اماكن خارج كربلاء ، وليس لهذا الامر أية علاقة بما حصل في كربلاء ، ومن ناحيتنا ليس لدينا أي مشكلة مع احد وعندما نسبت هذه الاعتداءات الى جهات سياسية فاتحنا هذه الجهات وحينما تحاورنا معهم قالوا لايوجد أي توجيه بهذه الاعتداءات ، وان هذه المجاميع غير منضبطة وقد تدعي الانتساب الينا ولكن لا يوجد أي توجيه من قبلنا للأعتداء عليكم ، ويساورنا ايمان عميق في ضرورة بناء مؤسسات الدولة العراقية وان لا يكون هناك أي سلاح خارج اطار الدولة .
المراسل / بعد احداث كربلاء سمعنا من السيد مقتدى تجميد حركة جيش المهدي لمدة ستة اشهر وبعد ذلك رأينا مجاميع مسلحة تهاجم مقرات ومكاتب المجلس الاعلى وحزب الدعوة ، فهل تعتقد سماحتكم انه لا يستطيع السيطرة عليهم ام انه يقول شيء ويفعل شيئا آخر ؟
السيد عمار الحكيم / نحن نحسن الظن به لأنه شريك لنا في العملية السياسية ونحمل ما أمر به بالنسبة لتجميد جيش المهدي على محمل الجد بشكل طبيعي ، ولكن على مدى اربعة سنوات نسمع بمن يقوم ببعض الاعمال غير القانونية ويسيء الى المواطنين ويدعي الانتساب الى السيد مقتدى الصدر وحين مفاتحة السيد الصدر أو مكاتبه بالأمر يقولون انه ليس هناك توجيه بهذا الشأن ، ونتمنى ان لا يكون هناك توجيه بالأعتداء على الآخرين ، ونعتقد أننا يجب أن نرفع الغطاء عمن يقوم بانتهاكات ونقف صفا واحدا للدفاع عن القانون .
المراسل / هل ان سماحتكم قلقون من الانشقاق الذي حصل في جيش المهدي والمجموعات غير المنضبطة ، واذا كان السيد مقتدى الصدر لا يملك السيطرة على هذه المجموعات فما هو الحل برأيكم ؟
السيد عمار الحكيم / بحسب تصوري ان افضل حل هو رفع الغطاء عن كل المجاميع المسلحة خارج أطار الدولة ، ويجب على القوى السياسية ان تقول كلمتها ، نحن نريد بناء دولة المؤسسات ، دولة القانون ، يجب أن لانسمح لأي سلاح خارج أطار الدولة ، واذا تضامنا وتوافقنا على كل ذلك فان كل هذه المجاميع والاوساط المسلحة ستتعرى وستصبح مكشوفة ، وعندها سيكون بمقدور الحكومة والقوات الامنية ان تلاحق هذه العصابات وتضع حدا لهذه الخروقات القانونية .
المراسل / هل لدى سماحتكم الثقة الكاملة بما يقوله السيد مقتدى الصدر فيما يخص تجميد نشاطات جيش المهدي ؟
السيد عمار الحكيم / نتمنى ذلك ...
المراسل / آخر النجاحات التي صنعها الجيش الأمريكي كانت في محافظتي الانبار وديالى ، حيث أصبحت العشائر تقاتل القاعدة بتمويل وتسليح من القوات الامريكية ، والسؤال هل هذا يعني خلق ميليشيات سنية قد تصبح مشكلة امام الحكومة العراقية في المستقبل ؟
السيد عمار الحكيم / تحقيق الاستقرار في أي منطقة في العراق موضع ترحيب ونحن سعداء بتحقيق الاستقرار في البلاد ، أما مسألة اعطاء الشرعية لعشائر تحمل السلاح فنحن نعتقد ان هذه الطريقة غير صحيحة الا اذا كان ذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية والتحقق من ولاءات هؤلاء وانها للعراق الجديد والدولة العراقية ، حينذاك يصبح من الممكن أن ينخرطوا في صفوف القوات المسلحة كأفراد وليس جماعات ، فقد يكون العمل الذي يقومون به في مناوئة القاعدة ليس لعداءهم للقاعدة دائما وانما ليفرضوا سيطرتهم وهيمنتهم على مناطقهم وعلى الناس الساكنين فيها مما يخلق مشكلة أخرى في المستقبل ، ونحن نرى أنه من الافضل ان ينخرط هؤلاء في صفوف الجيش والشرطة للدفاع عن البلاد وتحت اطار القانون ، وكنا مصرين دوما على تنسيق هذه الامور مع الحكومة العراقية .
المراسل / العراق بلد مستقل ، والجيش الامريكي له سياسات مختلفة ، والسياسيون العراقيون امثال سماحتكم لديهم افكار وتحفظات ضد بغض هذه السياسات الجديدة ، مثلا في تسليح العشائر في الانبار ، فهل تخبرون الامريكان بتحفظاتكم ضد مثل هذه الافكار وهذه الستراتيجيات ؟
السيد عمار الحكيم / انا لم أشر الى تحفظ على هذا الامر ، أو عدم صحته ، وانما ذكرت ان هذا الموضوع صحيحاً حينما تراعى فيه الضوابط والشروط التي ذكرتها ، وبالتالي فنحن في اتصال وحوار مستمر مع السفير الامريكي وقائد العمليات ومع المسؤولين الامريكان وغيرهم من مسؤولي المتعددة الجنسيات ، لنقنعهم في الالتفات والاهتمام بهذه المسألة المهمة ، وبما نعتقد ان فيه مصلحة العراق وكذلك المصالح المشتركة في استتباب الامن والاستقرار في العراق .
المراسل / الجيش الامريكي يقوم بتسليح العشائر على شكل جماعات وليس على شكل افراد ويدخلونهم في سلك الجيش والشرطة فهل تعتقد ان الامريكان يتبعون سياسة يحاولون فيها أشراك هذه العشائر وممثلين لهم في العملية السياسية والحكومة والبرلمان ويدعمونهم ، كما أن بعض الامريكان يدعمون السيد أياد علاوي ، فهل تعتقد أن هذا الفعل هو خلق لمسار آخر كأن تكون هناك حكومة منافسة لحكومتكم ؟
السيد عمار الحكيم / نحن نعمل جادين قبل الامريكان لتوسيع رقعة المشاركة السياسية وفتح الابواب أمام الجميع ، واية جهة تريد الانضمام الى العملية السياسية سوف ننفتح عليها ونحاورها ويسعدنا أنضمامها الى العملية السياسية وهذا مسار صحيح ، يجب أن نقلل من المعارضة ولاسيما المعارضة المسلحة ، و من له وجهة نظر اخرى من الممكن أن يقف تحت قبة البرلمان ليقول كلمته ورأيه بحرية ، وهذه هي الديمقراطية ، وهذه هي الأسس الصحيحة التي نعتمدها ، اما اصطفاف الامريكان الى جانب قيادات سياسية في مقابل قيادات اخرى فهذا يجب ان ندقق فيه اكثر ولم تتبين لي معلومات دقيقة بهذا الخصوص .
المراسل / هل سماحتكم قلق من تحركات اياد علاوي ومن اعلانه نيته بالرجوع الى العراق لأخذ منصب رئيس الوزراء ، بدلا من السيد المالكي ، أي أنه لايريد الشراكة ؟
السيد عمار الحكيم / عودته مرحب بها وانا شخصياً اتصلت به في عمان حينما كانت تجري هنا اجتماعات القيادات السياسية وأبلغته ترحيبنا به ، وطلبت منه المجيء والمشاركة في هذه الاجتماعات ، بودنا أن تحضر كل الشخصيات والقيادات العراقية وتعمل من أجل العراق ولكن عملية التغيير يجب أن تكون تحت قبة البرلمان ومن دون مشاريع تآمرية من خارج الحدود ، لأننا لا يمكن ان نؤمن بالديمقراطية حينما تكون لصالحنا ، ونرفضها حينما تكون لصالح غيرنا ، ويجب أن نحترم الديمقراطية في كل الاحوال ، وهذه هي الاسس والمباديء التي وضعناها في العراق ويجب ان نحترمها .
المراسل / الولايات المتحدة الامريكية دعمت الائتلاف العراقي الموحد والحكومة التي شكلها نوري المالكي وهو من الائتلاف ، فهل سماحتكم تشعرون بالقلق أزاء التقرير الذي سيقدمه السفير الامريكي والجنرال باتريوس الى حكومته ، والذي ربما يغير أو يضغط باتجاه التغيير بخصوص دعم الحكومة الامريكية للعملية السياسية الجارية في العراق لانها لم تحقق النتائج المرجوة منها ؟
السيد عمار الحكيم / نحن نراقب بدقة ونتابع مجريات الامور ونحن حريصون على مصالح بلادنا ونتخذ الاجراءات والخطوات التي تضمن هذه المصالح ، ومن الطبيعي أن الولايات المتحدة لها مصالحها الخاصة وتفكر بها وتتخذ القرارات التي تنسجم مع مصالحها ، ونحن تواقون في ان نجد السبل التي من شأنها التقاء مصالح البلدين في نقطة معينة ، ووجدنا في دعم العملية السياسية مصلحة مشتركة ، وكما ذكرتم فالرئيس بوش دعم حكومة السيد المالكي منذ تأسيسها الى يومنا الحاضر .
المراسل / في الاسابيع القليلة الفائتة ، وجدنا أن الدعم الذي قدمه الرئيس بوش الى المالكي اصبح غامضاً قليلا ، فهل الدعم لايزال بنفس القوة للسيد المالكي ؟ وسماحتكم كسياسي بارز هل تشعرون أن هناك تغير في الدعم والسياسة الامريكية ، وهل هناك فرصة لأكماله دورته في رئاسة الوزراء ؟
السيد عمار الحكيم / نحن نتمنى ان تتظافر الجهود وتتم لملمة الشتات لانجاح المشروع السياسي ، و أن حكومة السيد المالكي هي الخيار المطروح الذي ندعمه ونقف وراءه ، و في عالم السياسية هناك الكثير من المتغيرات والتطورات ولانستطيع أن نتكهن ماذا ستقرره الادارة الامريكية في المستقبل ، ونحن راغبون في انجاز هذا المشروع الوطني والتقدم به الى الامام .
المراسل / هل سيقوم الشعب العراقي باستمرار دعم حكومة المالكي حتى انتهاء مدتها ؟
السيد عمار الحكيم / لاشك أن هناك حالة من الأمتعاض والاستياء لضعف الخدمات المقدمة ، ولكن بالرغم من ذلك لاحظنا الحضور الحاشد والقاعدة الجماهيرية العريضة التي وقفت لتدعم العملية السياسية والمسار العام ، فأعتقد ان الحكومة لا تزال تتمتع بالدعم الواسع .
المراسل / بالنسبة لمشروع الفيدرالية ، وانتم تدعمون المشروع بقوة ، هناك الكثير من القلق من تأثير ايران لا سيما في جنوب العراق ، وهل تعتقدون ان هذا المشروع سينجح ؟
السيد عمار الحكيم / نحن حريصون على المحافظة على وحدة العراق ، ولا نؤمن بالتقسيم ، ونظام الولايات معمول به في الولايات المتحدة الامريكية وفي كثير من دول العالم الاخرى ، وقد وحّدها ولم يقسمها ، واما بالنسبة لنفوذ ايران في الجنوب ، انا اعتقد اننا لايمكن ان نشكك بوطنية الغالبية العظمى من المواطنين في منطقة جغرافية معينة ، فهذا التقييم غير صحيح ، لان كل مناطق العراق تجاور بعض الدول ، فهل نتهم المواطنين في الشمال بانهم ينحازون الى دولة في الشمال ، ونتهم غيرهم في الغرب بأنهم ينحازون الى دولة في غرب العراق ، وهذا ليس صحيحا ، لان الشعب العراقي شعب وطني ويعمل على بناء مشروعه الموحد ، وسيعمل جادا للحفاظ على سيادة العراق واستقلاله .
المراسل / لقد سمعنا ان هناك سبعة وعشرون من اعضاء مجلس النواب هم من الحرس الايراني ، أما الآن أو سابقا فهل هذا صحيح ، والسؤال الأخير نود من خلاله معرفة ما يطرح عن التأثير الايراني في العراق ، هل هو صحيح ؟
السيد عمار الحكيم / بالنسبة للسؤال الاول فأنا أسمع منكم لاول مرة مثل هذا الخبر من جهة ، ومن جهة ثانية ان الحرس الثوري الايراني لا يدخله الا الايرانيين ، ونحن هنا في العراق لايدخل في برلماننا الا من هو عراقي ، ولا اعتقد ان هناك فرصة بان يأتي حرس ثوري ايراني ويدخل في البرلمان فهذا الامر بعيد عن الواقع ، وجوابا على السؤال الثاني كل دول الجوار لها نوع من التواصل مع العراق قد يزيد أو ينقص ، أما بالنسبة لأيران هناك حدود طويلة بين البلدين ، وبالتالي قد يكون هناك تأثير بشكل أو بآخر ، ومن جانب آخر فأن ايران كانت مهتمة بأن تتفاعل مع المشروع السياسي الجديد في العراق ، وكانت أول دولة في المنطقة اعترفت بمجلس الحكم وهو أول بادرة عراقية واستمرت في التواصل على مختلف المستويات ، وايران كما بقية دول المنطقة مرحب بها للتعاون في الجانب السياسي والاقتصادي والثقافي والتواصل البنّاء . ، واما التدخل في الشأن العراقي فانه مرفوض بشدة من قبلنا سواءاً حصل من ايران او من أية دولة اخرى .
https://telegram.me/buratha