الأخبار

كلمة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ الفياض((دام ظله)) للمبلغين والمبلغات


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .....

أيها الجمع الكريم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

نبارك لكم هذا المؤتمر المبارك ، ونحيّي فيكم روح المسؤولية والاستعداد العالي لخدمة الدين والبلد والقضايا الإنسانية والاجتماعية العادلة ، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاكم ويرشدكم لما فيه صلاح الدنيا والآخرة وان يجعلكم من السائرين على منهج الرسول الكريم وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين في هداية الناس وإرشادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، فإن إرشاد الناس وتوجيههم وتبليغ رسالة السماء إليهم مسؤولية عظيمة ومهمة نبيلة أول ما أناطها الله سبحانه وتعالى بأنبيائه ورسله وجعل لكل أمة منذرين وهادين ( إنما أنت منذر ولكل قوم هادٍ ) وجعل على ذلك أجراً عظيماً وما لايعّد من الثواب والخير الكثير ، فقد ورد عن الرسول الكريم (ص) أنه قال لعلي (ع) ( يا علي لأن يهدي الله بك شخصاً خير لك مما تطلع عليه الشمس ) .

ونحن نغتنم هذه الفرصة الطيبة وهذا التجمع الكريم لنؤكد من جديد على بعض الأمور التي نجد أن لها أهمية كبيره بالنسبة لخطباء المنبر الحسيني والدعاة والمبلغين والمبلغات أعزهم الله جميعاً . فقد بات واضحاً ومما لا شك فيه إن للمنبر الحسيني دوراً هاماً وأساسياً في توعية المجتمع وإرشاده نحو المثل والأخلاق والتعاليم الإسلامية وتأثيراً كبيراً في نشر الثقافة الإسلامية وأفكارها وأحكامها الشرعية في مختلف الأوساط وشتى الشرائح الاجتماعية في القرى والأرياف وفي المدن والبلدان والحواضر المختلفة ونظراً لأهمية الدور الذي يؤديه المبلغون وخطباء المنبر الحسيني ولحجم المسؤولية التي يضطلعون بها ونبل المهمة التي تصدوا لانجازها نرى أن هناك جملة من الضوابط والشروط ينبغي أن تتوفر في المبلغ والمبلغة وان يحرصوا على الالتزام بها وتطبيقها في واقع حياتهم العملية ، وهي :

الأول / أن تكون للمبلغ مقدرة علمية معتد بها بحيث يتمكن من بيان المسائل الشرعية بحدودها بلا زيادة ونقيصة وان يتمكن من تفسير بعض الآيات القرآنية في الموارد المناسبة من دون خوض في المسائل التي لا يستطيع توضيحها وتفسيرها .

الثاني / أن يكون متديناً وملتزماً ومهذباً في سلوكه الخارجي بأن لا يكذب ولا يغتاب ولا يأكل مال الناس ولا يعتدي عليهم ولا على أعراضهم ولا على أموالهم وحقوقهم ولا يخدعهم أو يستغل بساطتهم وعدم فهمهم ومعرفتهم لتحقيق مآربه الخاصة ومصالحه الشخصية ، والجامع لذلك : أن يكون مجتنباً للمحرمات الإلهية كافة ومهذباً نفسه على ترك المعاصي حتى تصير له ملكة ، وان يعبئ نفسه بالإيمان بالله تعالى وحسن الظن به والتوكل عليه ، هذا الإيمان الذي ينبغي أن يكون في حالة نمو وتزايد مستمر في كل فرد مؤمن ليكون سلوكه الخارجي مهذبا ومعتدلاً ومستقيما ، فكما أن لأصل الإيمان بالله دوراً بارزاً وهاماً في تهذيب سلوك الإنسان واعتداله كذلك يكون لزيادته ونموه دور كبير في ذلك .

وكذلك ينبغي أن يكون المبلغ ملتزماً بالإتيان بالواجبات الإلهية والاهتمام بها كالصلاة والصيام وغيرهما ، فإن الإنسان إذا كان ملتزماً بترك المحرمات كافة والإتيان بالواجبات كذلك فهو مصداق لقوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

الثالث / أن يكون المبلغ والمبلغة صاحب خلق كريم وسلوك حسن وان يتعامل مع عائلته ومجتمعه بأدب واحترام ، ويتحاور معهم بكلام طيب ومتزن ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسن وبطلاقة وجه وتواضع ، فإن ذلك يورث المودة والمحبة ويجعل له مكانة كبيرة في نفوس الناس مما يسهل مهمته النبيلة ورسالة التبليغ السامية .

الرابع / على المبلغين والخطباء أن لا يجعلوا المنبر وسيلة لتحقيق المنافع والأطماع الشخصية / وكأن همهم الوحيد من ارتقاء المنبر هو جمع المال ومقدار ما يحصلون عليه من أجر مادي ، فإن ذلك لا يتناسب مع قدسية المنبر والجانب الروحي السامي في رسالة المبلغين .

هذا كله بالنسبة لوظيفة المبلغين والخطباء الشخصية وعلى مستوى سلوكهم الخاص .

أما وظائفهم بالنسبة إلى المجتمع فهي كالآتي :

الأولى ـ بيان الأحكام الشرعية من الواجبات والمحرمات في كل وقت ومناسبة ، لا سيما في شهر رمضان المبارك وهو شهر الرحمة والفضيلة وشهر العبادة والطاعة فينبغي على المبلغين تعلمها وتعليمها وإبلاغها للناس على إنها واجبة شرعاً فعلى كل مكلف أن يتعلم الوضوء والغسل والتيمم وشروطها لأنها إذا كانت باطلة بطلت الصلاة التي هي عمود الدين ، وأحكام الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس والاستحاضة وأحكام الصلاة وشروطها وأحكام المسافر وأحكام الصوم والحج وغيرها ، لأن للأحكام الشرعية والالتزامات الإلهية كافة و بلا إستثناء لها دوراً بارزاً ومهماً في تزويد النفس بالإيمان بالله تعالى والملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة ، كما أن لها دوراً كبيراً في تهذيب سلوك الإنسان في الخارج وتحقيق العدالة الاجتماعية والأمن والاستقرار في المجتمع ، ولا يجوز للمؤمنين أن يتمسكوا ببعض الأحكام ويتركوا البعض الآخر أو يلتزموا ببعض الواجبات والتعاليم على حساب البعض الآخر ، بل لا بد أن يهتموا بجميع الالتزامات الشرعية بلا استثناء .

الثانية ـ بيان الآداب والأخلاق الإسلامية وحث الناس على التأسي والاقتداء بآداب النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار (ع) ، والتعامل مع الآخرين بالرأفة والرحمة وحسن السلوك وابتسامة الوجه .

الثالثة ـ دعوة الناس إلى الهدوء والاستقرار والاجتناب عن كل ما يثير البلبلة في البلد ، وتخويف الناس ، وقتل الأبرياء لأن القتل من اشد المحرمات الآلهية وأكبرها بنص قوله تعالى ( من قتل نفساً بغير نفس او فساد فكأنما قتل الناس جميعاً ) لان الله تعالى جعل قتل نفس واحدة بريئة اكبر جريمة في عالم البشرية وهي قتل الناس جميعاً وجزاؤه جهنم خالدين فيها ، ولا يجوز لأي فرد أن يقتل فرداً بأي سبب كان إلا في مقام الدفاع عن النفس او العرض او المال حتى إذا كان ذلك الفرد قاتلاً فان لولي المقتول حق الاقتصاص منه دون غيره فلو قتل غيره القاتل متعمداً يقتص منه ، وعدم الدخول في المسائل الطائفية المثيرة للفتنة والفساد ، ودعوة الشعب بكل أطيافه وشرائحه إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة والتوافق والتلاحم ، لإنقاذ البلد من الإرهاب .

الرابعة ـ دعوة الحكومة بسلطاتها الثلاث ان يوحدوا صفوفهم وكلمتهم لإنقاذ البلد من هذه الأوضاع المأساوية والتخلي عن الأغراض والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة والأخذ بعين الإعتبار المصالح العامة للبلد والشعب ككل واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لبسط الأمن والاستقرار ، والقضاء على الإرهاب والمخربين وتطبيق أقسى العقوبات ضدهم ، فإن دماء العراقيين الأبرياء ليست رخيصة وينبغي أن لا يتسامح أبدا مع من يعتدي عليها ويتجاوز على حرماتها والعمل معهم بالمثل ، كما ينبغي على المبلغين أن يدعوا الحكومة أيضا إلى العمل بجد ومثابرة أكبر لتوفير الخدمات ومستلزمات الحياة الضرورية كالكهرباء والماء والبنزين والنفط وغيرها مما له تأثير في استقرار الناس ورفاهم .

الخامسة ـ على المبلغين والمبلغات أن يطلبوا من الحكومة محاربة الفساد بكل أشكاله ، سواءً الفساد الأخلاقي والظواهر المنحرفة التي تطرأ على مجتمعنا ، أم الفساد الإداري الذي يستشري في جميع دوائر الدولة وينخر في مفاصلها بدرجة كبيرة ، وعلى الحكومة ان تتخذ الإجراءات الحازمة لحل هذه المشكلة الخطيرة لأنها اخطر من الإرهاب حيث إنها تهدد مكانة شعب العراق وقيمه الاسلامية والإنسانية .

السادسة ـ على المبلغين والمبلغات كافة أن يتخذوا طريق الحياد في تبليغ الأحكام الشرعية وتثقيف الناس ، وان لا يسيسوا الدين بتجيير المنبر وتكريس الشعائر الدينية إلى حزب أو طائفة أو شخص معين ، أو لتحقيق أهداف خاصة وأغراض شخصية ، لأن الدين لله وحده لا شريك له .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك