السيد عمار الحكيم : حالة الوالد الصحية جيدة والعلاج يسير بشكل ممتاز بعد ان استكمل المرحلة الرابعة من العلاج والنتائج جيدة والحمد لله وهناك مراحل اخرى للعلاج
بغداد/ المجلسأجرى مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية حوارا صحفيا مع سماحة السيد عمار الحكيم في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد . وتم في اللقاء الصحفي تسليط الضوء على آخر المستجدات في البلاد ومجمل تطورات العملية السياسية والأمنية والمواضيع والقضايا الأخرى، وفيما يلي نص المقابلة:-المراسل / كيف هي صحة سماحة السيد الوالد؟سماحة السيد عمار الحكيم / حالة الوالد الصحية جيدة والعلاج يسير بشكل ممتاز بعد ان استكمل المرحلة الرابعة من العلاج والنتائج جيدة والحمد لله وهناك مراحل اخرى للعلاج ، وهو الآن يلتقي في طهران بوفود عراقية كما يتصل بالإعلام وهو يتابع الحركة ومجمل العملية السياسية والتطورات في البلاد.
المراسل / هل ان سماحتكم تسلم رسمياً رئاسة المجلس الأعلى ام ان وجودكم مؤقت ؟سماحة السيد عمار الحكيم / سماحة السيد الحكيم هو الذي يتولى لحد الان رئاسة المجلس الأعلى وهو لايزال حاضراً بيننا يسدي توجيهاته وإرشاداته القيمة ويتابع عن كثب كل النشاطات والفعاليات التي يمارسها المجلس ، المجلس الأعلى ومنذ بداية تاسيسة عمل على أساس مؤسسي ، وفيه لجان وهناك الشورى المركزية وهناك مكاتب تابعة للمجلس ولا توجد أزمة او فراغ، ولكن هناك شؤون كان يمارسها سماحة السيد الحكيم في أطار إدامة العمل اليومي والاشراف عليه كاستقبال الشخصيات وعقد الاجتماعات واتخاذ القرارات والاتصالات الشعبية والجماهيرية والإعلامية وغيرها ، هذه الفعاليات نحن نقوم بها في الوقت الحاضر.
المراسل / كيف جاءت فكرة يوم الشهيد العراقي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم ولكونه شخصية علمية كبيرة ووطنية وكان يمثل تطور مهم على الصعيد العراقي ، حينها اجتمع مجلس الحكم واتخذ قراراً باعتبار يوم استشهاد السيد الحكيم في التاريخ الهجري اي الاول من رجب يوماً للشهيد العراقي ليكون استذكاراً لكل شهداء العراق الذين ضحوا بأرواحهم على يد النظام البائد ، وشهداء الإرهاب وهو يوم وقفه اكبار وتمجيد لكل الشهداء .
المراسل / يبدو واضحاً ان شهيد المحراب قد ترك أثاره على شخصية سماحتكم هل من نبذه عن نشأتك وعلاقتك بالسيد الشهيد ؟سماحة السيد عمار الحكيم /اولاً هو عمي وبحسب الظروف الاسرية كان هناك تقارب وتواصل عائلي طبيعي وبعد ان تجاوزت مرحلة الطفولة كنت بعيدا عنه ولا يجمعنا سوى الظرف العائلي والحالات العامة ، وفي مرحلة الشباب كان شهيد المحراب قد رأى في تحركي شيء يثير اهتمامه،ما دفعه لأن يوليني اهتماماً خاصاً كما ان زواجي من ابنته أعطاني فرصة للحضور أكثر في بيته الخاص ، ثم أن الشهيد بدأ يعتمد ويحيل مشاريع ثقافية عليّ ، وكان يطلب مني تمثيله في برامج ذات طابع ثقافي ، ولعل قدرتي الخطابية ورغبتي في التعامل والتواصل مع الناس وعلاقاتي الاجتماعية ، وانطباعات الناس الايجابية شجعته في الرعاية المتميزة اكثر فاكثر فكان لي علاقات واتصالات واسعة مع الجالية العراقية في المدن الايرانية المختلفة ومخيمات اللاجئين وهناك زيارات كنت اقوم بها الى مناطق الاهوار حيث تواجد المقاتلين من فيلق بدر وغيرهم ممن كانوا يقارعون نظام صدام كذلك لقاءاتي مع الجالية العراقية في الغرب واوربا و استراليا وكندا اضافة الى لقاءاتي مع الجاليات المسلمة غير العراقية في مناطق عديدة من العالم ومنها دول جنوب شرق اسيا حيث قمت بزيارات عديدة الى اندونيسيا وماليزيا وغيرها ، وكنت امثل سماحته في العديد من الاوساط وأدخل في لقاءات وحوارات مع أساتذة الجامعات ولعله كان ياخذ انطباعا ان مثل هذا التمثيل يحظى بالتوفيق والاهتمام في تلك الاوساط ، حيث كانت هناك دقة في ما يذكر وما ينقل ، كنت أتابع مؤلفاته وأحاديثه وكنا ننفرد ونتحدث لساعات طويلة في تحليل ومناقشة القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية كنت اسأله ويجيبني وكان يبادر في الحديث والتوضيح لقضايا منوعة في التاريخ والسنن الإلهية والقواعد التي تتحكم بالعمل الاجتماعي والفهم الخاص المنفتح الذي كان يتمتع به للاسلام وكيفية الانفتاح على الأمم الأخرى وهناك موضوعات كثيرة وتجارب عملية قيمة خلال حياته الطويلة كان يخبرني بها .كان ( رحمه الله ) يتحدث عن التاريخ والتجارب في التعامل مع الاوساط المختلفة كان يعطي هذه الدروس في الحياة ، واشعر انني استفدت كثيراً من ذلك ونتيجة لعملي الاجتماعي وتواصلي مع الناس وادارة العمل الثقافي ، بدأت المشاريع بالتدريج تزداد وتتوسع وكنت اطبق هذه الأفكار واطلب المزيد من التصورات للواقع الذي نواجهه وقد كان دائماً يسعى ان يقوم بعملية الأعداد والتربية بشكل غير مباشر، عندما كنت اجلس معه واحدثه عن ملاحظاتي بشان سفرة او فعالية معينة قمت بها يطلب مني ان اكتب ذلك ، كنت اقدم له هذه التصورات مكتوب وكان يعلق عليها ويبدي ملاحظاته ، حينما اطور العمل وآخذ هذه الملاحظات بنظر الاعتبار ، في المرات اللاحقه ايضاً يطلب مني ان اكتب ويبدي ملاحظات اضافية وهكذا العملية كانت تخضع لمزيد من الاعداد من لدن سماحته وذلك لظروف الفتوة والشباب والاندفاع في العمل والخدمة والتواصل و المشاريع الثقافية التي كنا نقوم بها ، كنت اقدم له تقارير تفصيلية عن الدراسات والفعاليات كان يبدأ هو عادة التعليق بالشكر والتقدير وبيان رايه في العمل ثم بعد ذلك يبدي قائمة طويلة من الملاحظات في كيفية التطوير في مختلف المفاصل وهكذا تراكمت الخبرة والتجربة ، اصبحت علاقتي معه اكثر جدية قبل فترة قليلة من سقوط النظام ، نتيجة تطورات الموقف ، وبعد سقوط نظام صدام وعودتنا الى البلاد كنت لصيقاً ومرافقاً له على مدى اربعة اشهر وحتى في يوم استشهاده صليت خلفه وعندما غادر بعد الصلاة بقيت اسلم على الناس حسب العادة اذ كانوا ياتون من اماكن بعيدة وكان يرى سماحته انه من اللياقه السلام على المصلين والاستماع لهمومهم ومشاكلهم ففي كل مرة يغادر وانا ابقى ساعة او ساعتين بعده وبطلب منه للقيام بهذا الدور ، بعد حصول الانفجار ونيله الشهادة تأسفت على فراقه وتمنيت لو كنت معه .
المراسل / هل تعتقد ان استشهاد السيد الحكيم هو اكثر الاحداث وقعاً عليك ؟سماحة السيد عمار الحكيم / قد يكون كذلك ، لشعوري باهمية الدور الريادي الكبير لسماحته لاسيما في بناء العراق الجديد في اجواء تعددية تتطلب شخصية مؤثرة ونافذة من جهة ، ومنفتحة وقادرة على مخاطبة مختلف الاطراف من جهة أخرى ، خلال الاشهر الاربعة التي تلت قدومه الى العراق كان الشهيد قد ترك انطباعاً مؤثرا عندما استقبل خلالها المسيحيين وعلماء السنة وابناء العشائر والشخصيات العربية والكردية والتركمانية ومختلف الاقليات ، كما استقبل اساتذة الجامعات والصناعيين والمزارعين ، وكانت له رؤية وتصور دقيق لكل من الشرائح وفي مجمل القضايا التي كانت مورد البحث والنقاش وكان السادة الضيوف غالبا ما يتفاجئون بما كان يناقشهم في طبيعة عملهم ، كان يدفعهم للحياة والنهوض . ان الشعب عندما يعيش اسيراً في نظام شمولي لايسمح بفكر ، ولا بالرأي الآخر ، عند ذلك الشعب يعيش في حالة من الحذر والترهل ، وفي ازمة ثقة بالنفس وهو يحتاج لمن يعيد الثقه له ، وكان السيد الحكيم رجل يتمتع بهذه المواصفات،الشعب والوطن كان بحاجة للسيد الحكيم ودوره في هذه المرحلة ، كما ان غيابه كان يمثل صدمة كبيرة لي من حيث الفراغ الذي تركه لمعرفتي وقربي منه كانت صدمة عاطفية من حيث علاقتي الخاصة به .
المراسل / ماذا عن التفاصيل الاخرى في حياتك الشخصية ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا من مواليد عام 1971 وولدت في دار جدي الامام السيد محسن الحكيم في النجف الاشرف تركت العراق سنة 1979 واكملت في سوريا الدراسة الاكاديمية حيث كانت وجهتنا الاولى بعد اضطرارنا لمغادرة العراق ثم واصلت دراستي الاكاديمية في طهران وانتقلت بعدها الى ، مدينة قم حيث دخلت في الحوزة العربية للدراسة الدينية ودرست في الاغلب على يد اساتذة عرب كانوا قد درسوا في النجف وهاجروا او هجروا من العراق حيث كان صدام يمنع من قدوم رجال الدين العرب من لبنان ودول الخليج او السعودية او دول عربية اخرى الى النجف فذهبوا الى قم واصبحوا يدرسون هناك .
المراسل / ماذا عن مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي ، وما هي نشاطاتها ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / التبليغ يعني الارشاد والوعي والتوجيه الديني والثقافي والاجتماعي وتعريف الناس بثقافتهم ،وترعى المؤسسة مدارس ابتدائية ومتوسطة ولنا النية في فتح مدارس ثانوية ولنا جامعة اهلية مصرح بها من الحكومة وعندنا معاهد دينية نسميها مدارس ( دار الحكمة ) وهذه المدارس الدينية كانت على عهد جدي الامام الحكيم ، وبعد ذلك انشاناها برعاية الشهيد الحكيم وكنت اقوم بادارتها في المهجر وعندما عدنا عادت الى موقعها الطبيعي في النجف في الاعداد للمختصين بالشؤون الاسلامية من الرجال والنساء .
المراسل / علمت ان من اهتمامات المؤسسة والمجلس الأعلى بشكل عام هو تعويض عوائل الشهداء والقيام بعمليات الزواج الجماعي ودفع نفقات الحج ، هل هناك نشاطات إنسانية أخرى ؟سماحة السيد عمار الحكيم / هناك الكثير على المستوى الإنساني، فهناك ( 65.000 ) يتيم على مستوى العراق ومن مختلف الأطياف مكفولين لدى المؤسسة ، وتاتي هذه الاموال من تجار ومحسنين لهم ثقة بنا ونحن جسر لتوصيل هذه المساعدات المادية ، كما ان هناك ( 25.000 ) عائلة من المهجرين نحن نتواصل معهم كما قامت المؤسسة ببناء (400 ) دار عبادة ومنتدى ثقافي اضافة الى اقامة زواج جماعي لطلاب الجامعات وعوائل الشهداء والعوائل الفقيرة من مختلف الشرائح . وقبل فترة قليلة تم تزويج (2000 ) شخص من مختلف مناطق العراق على نفقة المؤسسة ، وكانت قبلها زيجات اخرى بالمئات لتشجيع الشباب ، نحن نساعدهم ونوفر كامل التجهيزات لما يحتاجونه ، وفي بعض الحالات ، تصادف ان تكون هناك مساهمات نقدية من قبل المسؤولين ، في العام الماضي السيد رئيس الجمهورية ساهم بمبلغ ( 500 دولار ) لكل زوج . ان سياستنا في الشان الانساني ان نضع بذرة جيدة او فكرة صحيحة لتكون نواة صالحة وتتخذ مديات اوسع ، الزواج الجماعي كان غير مالوفاً وغيرمعمولا به في العراق ، قمنا به ، واذا بالتجار ومجالس المحافظات والمحسنين ومؤسسات خيرية تأخذ به .نرى انفسنا دائماً ان نعطي نماذج طيبة ، من حيث المدارس الأكاديمية كنا نريد ايجاد مدرسة اهلية ، ليس كبقية المدارس ، من حيث البناء وطاقم التدريس أرسلنا شابات خريجات في دورات الى الخارج ،حيث لاحظوا مثل هذه التجارب في دول عربية واسلامية وقاموا بتطبيقها هنا ، وعملنا مدرسة نموذجية في هذه المدرسة اسلوب العمل والاداء والتعامل متميز ، كما أنها تركز على المناطق الشعبية وعوائل الشهداء الذين فقدوا معيلهم ويجب ان يحظوا باهتمام اكبر ، في هذه المدرسة ، الدراسة على احسن مايرام ،تصرف جهود وأمكانات كبيرة ، وتتوفر صفوف فارهة وكبيرة ، الغرض من كل ذلك أشعار الطلبة بالثقة ، مما يدفع الطالب الى ان يلتزم بالضوابط ويتجه نحو الدراسة والاجتهاد ، واليوم هذه المدرسة اصبحت المدرسة الاولى في النجف بالرغم من ان عمرها ثلاث سنوات ،الا ان النتائج التي حصلوا عليها تفوق التوقعات وهناك رغبة كبيرة من الناس لتسجيل ابناءهم في هذه المدرسة ، ان مثل هذا النموذج سيشجع الكثير ممن يراقب ان يحذوا حذوه ، نحن لا نستطيع ان نفتح مئة مدرسة ، ولكننا نستطيع ان نفتح مدرسة واحدة بكفاءة عالية ، نعطي هذه الصورة للناس حتى نفتح مئة مدرسة من مئة جهة خيرية اخرى،نحن نعتقد ان عملية الاصلاح في البلد يجب ان تبدا من تقديم نموذج متواضع وبسيط ولكن متطور وهذا يفتح المجال لتعلم الاخرين منه وتطبيقه فثم التجارب والمشاريع المتميزة .
المراسل / وما هي مصادر التمويل لهذه المشاريع ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بالدرجة الاساس من التجار والمحسنين ، كما ان هناك بعض المسؤولين في الحكومة العراقية يقدمون الدعم احياناً ونحن شاكرين لهم ، كذلك الحقوق الشرعية واحدة من الروافد لمشاريع من هذا القبيل وعندنا تصاريح من السادة المراجع بصرف الحقوق في هذه المجالات . نحن نسير نحو الاكتفاء الذاتي ولكن ببطء ، ثقافة الناس غير مشجعة لهذا الامر من جهة ، وخبرتنا في هذه المجالات متواضعة الى حد كبير من ناحية اخرى ، نحن نسعى لان يساهم الناس في هذه الامور وحتى البسطاء منهم .
المراسل / هل ان الغاية من مثل هذه الاعمال هي كسب شعبية اكثر لسماحتكم في المجتمع ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لم نفكر ان ندخل مثل هذه المداخل في يوم من الايام حتى نحصل على شعبية ، اسرة آل الحكيم تحظى بالحب والاحترام من الناس بشكل عفوي ، حيث هناك تاريخ وتضحيات وعمل مشترك كبير في خدمة الناس،لسنا اناس مجهولين حتى نعرّف بانفسنا من خلال العطاء ولا حتى تقديم الخدمة ، في زمن الفضائيات التي من الممكن ان تكون للشخص إطلالات اعلامية معينة مقابل جزء قليل مما نصرف من الاموال في هذه المشاريع الإنسانية ، لسنا في وارد التعريف بأنفسنا .
المراسل / كنتم قد تحدثتم عن تفعيل اللجان الشعبية ، ما الهدف ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اللجان الشعبية هي لجان محلية من الشباب في المحلات السكنية المختلفة ، نحن نعتقد انه في هذا الظرف الذي لاتوجد مؤسسة استخبارية قوية تستطيع ان تخزن المعلومة ، ولا توجد مؤسسة أمنية فاعلة وباللياقات الكاملة ، يجب ان نستعين بالناس للاتصال برجال المؤسسة الامنية وابلاغهم بالتحركات المشبوهة ، لو اننا نستعين بعيون الناس كل في منطقته ، لاستطعنا الحصول على الكثير من المعلومات المهمة ، فاذا اعطينا الفرصة للناس لتتحمل مسؤولياتها ويكون لها نوع من انواع الارتباط بالمؤسسة الامنية من الشرطة والجيش، كأن تكون لها باجات معينة ، وهذا الشيء موجود في كل دول العالم ، والشباب يريد ان يساهم ويبادر وعندما تعطى له هذه الفرصة يشعر بالانتماء الى الوطن،ونتوقع أنه بهذه الطريقة يمكن معالجة الكثير من الإشكاليات.
المراسل / ما هي الفكرة والهدف من اصراركم على تشكيل اقليم جنوب بغداد ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ان الاصرار على تشكيل الاقاليم لاننا نعتقد ان صمام الامان او الطريق للاستقرار في العراق ، هو التوازن السياسي ، والتوازن يعني الفرص المتكافئة ، حينما يكون عندنا اقليم كردستان العزيز بصلاحيات ضخمة ومناسبة ونراه يتقدم ويتطور وهذا شيء يسعدنا ويفرحنا ، ولكن حينما لا يكون كذلك في مناطق اخرى من العراق ، هذا الشيء يؤدي بالتدريج الى حالة من الاختلال في التوازن ، في منطقة فيها فرص للتقدم، ومناطق أخرى لاتوجد فيها مثل هذه الفرص ، نحن قلنا اما ان يكون هناك نظام المحافظات في كل مناطق العراق او يقام نظام الاقاليم في كل مناطق العراق .وبما ان الدستور اقر النظام الفيدرالي ، وهناك بالفعل فيدرالية واقليم في شمال العراق ، فيجب العمل على اقامة الاقاليم في الاماكن الاخرى في باقي مناطق العراق ، كما اننا ندعم ونشجع اختيار اخواننا في غرب العراق ونتبنى اختيارهم لاقامة اقليمهم وهكذا في كل مناطق العراق ، اما بالنسبة لاقليم جنوب بغداد ، هذه المحافظات التسع نحن نعتقد انها مهيأة لاقامة الاقليم ، وكل هذا من شانه تحقيق التوازن واعطاء فرص عادلة للجميع .
المراسل / عدة فرقاء ومواطنين وشيوخ عشائر في البصرة يبدون تخوفات لهذا المشروع ، والبعض يربط اغتيال محافظي الديوانية والسماوة بالمعارضة لهذا المشروع ، ما هو تعليقكم ؟سماحة السيد الحكيم / انا لا اعتقد ذلك ، كمبدا عام تشكيل الاقاليم يتم باستفتاء شعبي ، هل يريدون ذلك ام لا ، هل يريدونها تسع محافظات ام اقل ، نحن من واجبنا ومن مسؤوليتنا التاريخية أن نعرّف الناس بمصلحتهم وهم احرار في ان يقرروا ما نقوله او ما يقوله الفرقاء الاخرون ، وليس لنا أرغام لأحد، ونحن في حراك سياسي وكل له رؤية لاستتباب الوضع في العراق ، نحن نطرح ما نعتقد انه صحيح ويبقى الامر اولاً واخيراً للشعب .اما بالنسبة لاغتيال المحافظين نحن نتعقد ان هناك صراع على سيادة القانون ، هناك من يريد تطبيق القانون وبناء مؤسسات الدولة ، وهناك من لا يريد ذلك ، يريد أن تبقى الفوضى ، وان تبقى المجاميع المسلحة خارج اطار الدولة ، هذا هو جوهر الصراع ، وبالتاكيد فأن عموم الناس تريد القانون ، ومن اجل ان يربكوا الصورة ، تارة يقولون ان هذا الصراع بين قوى سياسية ، او ان الصراع بين من يريد تشكيل الاقليم وبين من لا يريد ، لانحتاج أن يقتل بعضنا بعضا ، الصحيح أن نذهب الى صناديق الاقتراع ونقول ما نريد .
المراسل / اذا تم تشكيل اقليم جنوب بغداد الا يكون تحت تاثير النفوذ الايراني ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا اعتقد أن الناس في هذه المناطق كما في بقية المناطق وطنيون وشرفاء يعتزون بترابهم وولاءهم للعراق اولاً واخيراً ، كما انهم لا يقبلون أي نوع من انواع الابتزاز والتاثير او النفوذ لدول اخرى في قراراهم وفي سيادتهم ، وهذا المنطق الذي يقول ان ابناء الجنوب يكون ولاءهم لدولة اخرى ، اما ابناء الشمال والغرب ولاءهم للعراق ، فهذا هو المنطق الصدامي الذي كان يميز بين ابناء العراق على اساس عرقي او مذهبي او قومي او مناطقي،كل ابناء العراق هم وطنيون ويجب ان لا نشكك في ذلك ، يجب ان لا نستدرج الى اوهام غير صحيحة ، نحن نؤمن بعلاقات طيبة وحسن الجوار مع كل دول الجوار ونشعر بالتقدير الكبير للدول العربية لاننا نشترك معها بعدة مشتركات منها الدين واللغة والثقافة والحضارة والتاريخ وغيرها ، كما اننا نحترم ايران كدولة مجاورة ، ولكن هذا التشكيك في الولاء للعراق لا نقبله لانه لا ينطلق من توقعات جادة .
المراسل / لماذا يسعى المجلس الاعلى الى اقالة محافظ البصرة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / هذا الشيء هو ما اتخذه مجلس المحافظة ، المجلس الاعلى داخل في تحالف مع الآخرين ولا يملك عدد كبير من الاصوات في مجلس المحافظة ، هناك قائمة البصرة الاسلامية التي يتواجد فيها المجلس الاعلى وآخرين ، وليست القائمة لوحدها كانت لها وجهة النظر هذه ولكن هناك تصورات معينة،كانت هناك مؤاخذات على السيد المحافظ من قبل الاعضاء ، ودعاهم للتصويت وبعد ان قرر مجلس محافظة البصرة إقالة المحافظ، كان له تحفظ على هذا القرار وتمت احالته الى المحكمة وهي التي ستقرر وتحسم الموضوع . لنا علاقات طيبة مع حزب الفضيلة وهناك لقاءات متواصلة معهم ، هناك حديث عن انضمامهم للاتفاق الرباعي بل وعودتهم للائتلاف ، نشعر انهم طرف سياسي نحترمه ونقدره ونحن كمجلس اعلى ليست لدينا مشكله. وفي نظام ديمقراطي،عندما يطلب استبدال مسؤول ، لايمكن النظر اليه من زاوية المؤامرة ، في الحكومة المركزية في بغداد استبدل ثلاثه رؤساء وزارات في فترة قصيرة هل هذه مؤامرة ، كلا انها الديمقراطية .
المراسل / محافظ البصرة يتهم المجلس الاعلى بانه يسعى لاقالته لكونه يمثل عائق امام مشروع تشكيل الاقاليم وبالتالي رغبه المجلس الاعلى في السيطرة على الاقاليم ، ما هو تعليقكم ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / اولا بامكانكم الاتصال بقيادات حزب الفضيلة التي ينتمي اليها السيد المحافظ في بغداد وتسألونهم هل يحملون هذا التصور ام لا ، اعتقد انها رؤيته الشخصية ان كان قالها ، ثانياً اعضاء من المجلس يديرون عدة محافظات ، بامكان أي صحفي ان يذهب الى تلك المحافظات ويعمل تقرير خبري ، ليرى هل ان هناك استحواذاً من المجلس ، ام أنه اعطى فرص للجميع وحرّك فرص الاعمار .
المراسل / يتهم بعض الناس المجلس الاعلى بان افعاله بعد الانتخابات تخالف الاقوال والشعارات قبل الانتخابات ، ولم يرى الناس شيء أيجابي ، وأن الوظائف ذهبت للموالين للمجلس ، ما هو ردكم ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ان تواصلنا مع الناس مستمر لا ينقطع ويتواجد معهم قبل الانتخابات فقط فهم اهلنا وعشائرنا ودائماً نزورهم ونلتقي بهم سواء قبل الانتخابات او بعدها ، بالتاكيد هناك اماكن عامة نزورها ونخطب في تلك المنطقة وقد لا يطلع البعض او لا تسمح ظروفه بالحضور واما بالنسبة للوظائف ، صحيح كانت هناك اشكاليات في التوظيف واعطى انطباعاً وكأن البعض يسعى لأن يوظف اشخاصاً من مجموعته والمحسوبين عليه ، لكننا نزعم ونترك الامر لكل تحقيق دقيق ومنصف ان المجلس الاعلى كان اقل الجهات في اجراءه التعديلات في أي مؤسسة تولى مسؤوليتها ، نحن رشحنا وزراء لادارة وزارات معينة ويمكن ان يدخل الانسان الى هذه الوزارات ويبحث عن الموجودين الذين يعملون في الوزارة ابتداءً من وكيل وزير الى المدير العام الى مدير مكتب الوزير ، سيجد في الوزراة موظفون في مختلف المستويات من السابق ولم يتم استبدالهم ، نستطيع ان نقول ان ساعدهم المجلس الاعلى في الوصول الى المواقع وفرص التعيين هم ليس لهم علاقة تنظيمية بالمجلس ، ولكن فقط يمتلكون الكفاءه ولهم القدرة على العمل الجاد وتم تزكيتهم من شخصيات محترمة في المناطق العراقية .
المراسل / ما تعليقكم على خروج البريطانيين البصرة ، من اماكن معينة من المدينة ، ومنها القصور الرئاسية ، وهل ان القوات العراقية جاهزة لتسلم الملف الامني في المحافظات ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نتمنى ان يتطور الوضع الامني في العراق ايجابياً وان تكون المؤسسة الامنية العراقية قادرة على مسك المبادرة واستتباب الامن بنفسها ، حتى تعود القوات الاجنبية الى اوطانها بكل احترام ، وهذا ما نعمل عليه ،نحن نعمل على استعادة السيادة الكاملة وملء الفراغات الامنية عبر المؤسسة العراقية،ونطمح ان تكون لنا علاقات مع المجتمع الدولي ولكن ليس بلون عسكري وانما بلون ثقافي وسياسي واقتصادي وفي مجال مكافحة الارهاب ، نتمنى ان تكون الظروف مناسبة لذلك ، ورحبنا في كل محافظة حينما وصل النضج بالمؤسسة الامنية. والقدرات الى حد استتباب الامن،اما فيما يتعلق بقضية توقيت جاهزية المؤسسة الامنية العراقية ، فنحن بحاجة الى الخبراء العسكريون في تشخيص ذلك .
المراسل / ولكن تم اغتيال محافظ السماوة بعد تسلم الحكومة العراقية الملف الامني ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / يجب ان نكون واقعيين ، لو كان اغتيال المحافظ ( رحمه الله ) قد تم عن طريق هجوم ميليشيا بمئات الناس على داره او على المحافظة واحتلاله وقتله ، فهذا موضوع له مؤشرات أخرى .اما عبوة تزرع في مكان مجهول ، حتى القوات الاجنبية تتعرض الى عبوات ويقتل جنودها ، ليست الشجاعة من احد وليس مؤشرا على تدهور امني ان يزرع شخص عبوة ويضعها في مكان عام او يضعها في سله نفايات او في شارع عام ، من يستطيع ان يحمي مئات الكيلومترات؟ .
المراسل / ماذا عن مداهمة مؤسسة شهيد المحراب في النجف من قبل القوات الامريكية ؟ السيد عمار الحكيم : هي ليست مداهمة ، قوات امريكية جاءت وانتشرت قرب المكان والتقطت صور ثم انسحبت ، قدمنا أستيضاح الى القوة الامريكية وتعرفون ان النجف اليوم من المحافظات التي أستلمت الملف الامني من القوات الأجنبية ، لذا هذه القوات ليس لها وجود داخل المحافظة واستفسرنا عن الموضوع ولكن لحد الان لم نحصل على اجابة وليس لنا تفسير واضح لهذا الموضوع وتقدير الموضوع يبقى عندما نتلقي الرد .
المراسل : بالنسبة للتكتل الرباعي الجديد كثيرا من الناس وبالخصوص خارج العراق تتساءل عن مغزى الائتلاف وانتم في الاصل شركاء في العملية السياسية ؟ السيد عمار الحكيم : هو ليس تكتلاً ، وانما اتفاق القوى السياسية وهو الاسم الصحيح وهو يعبر عن جوهره ، العراق يعيش ظروفا صعبة وتلكؤ في البرلمان والحكومة ، الامر الذي ادى الى ضعف تقديم الخدمات وفي توفير الامن ، وفي المضي قدماً في العملية السياسية ، وفي اقرار القوانين المطلوبة ، فكان لزاماً على هذه القوى الكبيرة ان تمسك المبادرة وتطلب من الآخرين ان يلحقوا بها اذا ما حصلت لهم قناعة بذلك ، كانت الفكرة ان القوى الاربعة زائدا الحزب الاسلامي بما تمثّل من حالة وطنية عامة ، وهذه القوى بطبيعة الحال مؤثرة في الساحة والمكونات ، كان يتحتم علينا اعادة الحيوية للحكومة والبرلمان وتعزيز الشراكة بما يضمن نجاح العملية السياسية وحل الاشكاليات ، وهذه هي الازمات الحقيقية في البلد تحتاج الى وقفة في العمل السياسي ، عندما تكون هناك حالة من التلكؤ ، يقوم الكل بالبحث عن خيارات أخرى ، فهناك من يتآمر ، وهناك من يتردد وهنك من يزداد تردده ، الى غير ذلك من الامور ، كان يتحتم علينا أعادة الحيوية الى العملية السياسية عبر التئام هذه القوى السياسية الاربعة ، ولم يكن الحزب الاسلامي مهيئاً للأنضمام الى هذا الاتفاق حاليا ، وقد ظم في مرحلة لاحقة ، منذ ان أقدمنا على هذه الخطوة نجد ان هناك حراكاً سياسياً قد بدأ ، اجتماعات للقادة ، اجتماعات المجلس السياسي للأمن الوطني ، هناك عروض كثيرة من قوى سياسية مختلفة ترغب للأنضمام وهذا كله مؤشر صحي ودليل ان ألتام هذه القوى يستطيع استقطاب الاخرين ويدفع الجميع الى انجاح العملية السياسية .
المراسل : البعض يقول ان الاتفاق يؤدي الى المزيد من التوتر والانقسام ما هو ردكم ؟ السيد عمار الحكيم : كلا ، لو كان هناك رغبة في الانقسام لما فاتحنا الاخرين ، الاخوة في التوافق والحزب الاسلامي يعلمون اننا أجلنا الموضوع واعلان الاتفاق عدة أشهر من اجل اقناعهم في الانضمام الى الاتفاق الجديد ، لانستطيع ان نقف و نتفرج والواقع السياسي لايحتمل التوقف يجب ان نتقدم وقد جاءت رسائل وتهنئة من الحزب الاسلامي ومن السيد طارق الهاشمي للقيادات الاربعة وهي تبارك لهذا الجهد وتدعوا الى المضي وتذكر ان لهم ظروفهم الموضوعية التي لاتسمح لهم الان بالأنضمام .
المراسل : البعض يقول ان هذا الاتفاق والتكتل جاء عبر صفقة بين المجلس الاعلى والاكراد هم يريدون كركوك ضمن أقليمهم وانتم تريدون اقليم جنوب بغداد ؟السيد عمار الحكيم : أولاً الاتفاق واضح ومعلن عبر وسائل الاعلام ولا نتحدث عن مجهول ، ثانياً : لو كانت هناك صفقة ، فكما ذكرتم أن هذه القوى حاضرة في الحكومة وهي تستطيع ان تعمل هذه الصفقة بدون الاعلان عن اتفاق معين، ثالثاً : بعض ما تشيرون له هي مواد دستورية ولا تحتاج الى صفقات مع قوى في تنفيذ الدستور ،هذه مواد نص عليها الدستور ونحن نطالب بتنفيذ الدستور وأن 80% من المصوتين قالوا نعم للدستور وهو يجب ان يحترم سواء في هذه الامور ام في غيرها .
المراسل : لماذا هذا التمسك والاصرار بشخص السيد المالكي علماً ان حكومته لم تحقق شيئاً وهناك عدة جهات لاتريده ، كما ان هناك انتقادات حادة للحكومة من قبل الشخصيات والمسؤولين الامريكان ؟ السيد عمار الحكيم : من وجهة نظرنا ان شروط النجاح عديدة ويجب ان تتوفر ولا تختصر بشخص السيد المالكي ، فقبله كان السيد علاوي والسيد الجعفري والان المالكي ، بعضهم بألوان اخرى و اولوليات اخرى وكلهم لم ينالوا الرضا وحصل ما حصل من رفض ، وهذا يجعلنا نتساءل هل ان المشكلة في شخوص هؤلاء ام ان عوامل وشروط النجاح غير متوفرة في المشروع وهل هناك بديلاً يمتلك عصا سحرية ، أن أي شخص يأتي مالم يوفر شروط النجاح ، من المؤكد وبعد عدة اشهر سنكون ساخطين عليه ، يجب ان نوفر شروط النجاح لنحصر المشكلة بالشخوص ونضعهم على المحك ، فان كانوا قادرين ان يوظفوا ويستثمروا شروط النجاح في انجاح المشروع ، فهذا شيء جيد وأذا كانت المشكلة في هذا الشخص او ذاك عندها يفكر بالبدائل، المشكلة اليوم ليست مختزلة بشخص رئيس الوزراء حتى نحمله المسؤولية كاملة ، هذه القضية هي هروب من الواقع ، نحن دائما نحاول أن نشخص شماعة ونضع عليها المشاكل ، كما يضع البعض هنا في العراق القوات المتعددة الجنسيات شماعة لكل المشاكل ، هذا هو المنطق الذي يحاول اختزال المشاكل الكبرى في شخص ما ،او في جهة ما ، ولا ننظر الى كل شروط النجاح وكل المؤثرات ، مشكلة العراق جزء منها مرتبط بوضعه الداخلي وجزء يرتبط بالوضع الاقليمي وجزء بالوضع الدولي وفي كل هذه المساحات الثلاث هناك تفاصيل كثيرة ويجب ان ننظر اليها بواقعية ، هذه رؤيتنا .
المراسل : الولايات المتحدة تتهم ايران بانها العامل لعدم الاستقرار في العراق وهي تدعم المليشيات وتدربها وتسلحها بالمتفجرات الحديثة ، هل توافقون على هذه الاتهامات ؟ السيد عمار الحكيم : اذا ما ثبتت ادلة واضحة من الحكومة العراقية تجاه أي دولة من الدول فسنأخذ بها ونعتبره انتهاك لسيادة العراق وتدخلاً في شؤونه الداخلية ، تحدثنا عن مبادئ ، قلنا ان أي تدخل في الشأن العراقي مرفوض من قبلنا من الشرق او من الغرب من الجنوب او من الشمال ، أي دولة من دول الجوار اذا ارادت ان تتدخل فهذا التدخل غير مرحب به ، اذا ارادت أي دولة مساندة العملية السياسية والشعب العراقي فسوف نرحب بها ، هذا مبدأ عام ، نحن نعلم أن دول الاقليم عموماً لها رؤية معينة للواقع العراقي على خلفيات مختلفة ، وكلاً منها ينطلق في الدفاع او تحقيق مصالحه بطريقة معينة ، فنرى ان من الضرورة بمكان وضع حد لهذه التدخلات ووضع تصور دقيق ، لمعالجة الهواجس التي تشعر بها هذه الدول ، يمكن أن تكون هناك دولة لها قلق على النظام السياسي الموجود لديها ، من حيث وجود قرابة ال 140000 جندي أمريكي في العراق ، ويجب أن نأخذ هذا الهاجس بنظر الاعتبار ، ونضع تصورا في كيفية تبديد هذا الهاجس حتى لا تنطلق منه وبذريعة الحرص على أمنها القومي في معالجة موضوع معين على الارض العراقية ، ويمكن أن هناك دول لديها قلق من الافرازات السياسية ومعطيات العملية السياسية في العراق ، أو أن النظام الديمقراطي والتعددية بهذا الشكل في العراق يشعر هذه الدول أن ذلك يحرج أنظمتها والتي هي على أسس وأطر أخرى في العمل وأدارة البلاد ، فلا بد من الذهاب الى هذه الدول وأقناعها بان ما يجري في العراق الجديد من أصلاحات سياسية لا تؤثر عليها ولا تشكل خطراً عليها ، ويجب ان نقنعها بأن تكون ايجابية من الوضع العراقي ، و يجب ان لا تسيّس هذه المعالجات ، ومن خلال هذا التحرك نستطيع ان نعالج هذه المسألة بحالة من التوازن وبواقعية . نحن نشعر بأن ياتي طرف ليركز على جانب من التدخلات ويأتي طرف آخر يركز على جانب آخر ويستغفل الجانب الآخر ويحول عملية التدخل في الشأن العراقي الى حالة سياسية لينحاز الى طرف على حساب طرف آخر ويساعد على جعل العراق ساحة لتصفية حسابات بين أطراف اقليمية على الارض العراقية ، هذا بحد ذاته مساعدة لهذه الاجندة ويجب ان لاننجر اليها وأن لانكون طرفاً في أصطفافات اقليمية على الارض العراقية .
المراسل : كيف ترى الدور الايراني في العراق ؟ السيد عمار الحكيم : ما نسمعه من السادة المسؤولين الايرانيين من رغبة وحرص في دعم ومساندة العراق والعملية السياسية ، أضافة الى بعض الشواهد التي رأيناها ، فأيران كانت اول دولة اقليمية ارسلت سفيرها الى العراق وايران اول دولة اوفدت وزير خارجيتها ، وهي دائما تظهر رغبة في التواصل ، وفتحت أبوابها واستقبلت كبار المسؤولين، واعترفت بالعملية السياسية أبتداءا من مجلس الحكم حتى وقتنا الحاضر ، وفتحت أبوابها للعراقيين في دخولهم للزيارة والعلاج ، كما أنها أبدت حسن نية في تفاصيل كثيرة ، ولكننا في نفس الوقت كما ذكرتم نسمع تقارير عن ادوار اخرى غير هذا الدور ، فأذا كان هذا صحيحا فهو مرفوض ، واذا كانت لأجندة سياسية لأغراض معينة فهذا شيء آخر ، نحن عموماً نتمنى ان يكون التحرك على الارض بالنحو الذي نسمعه من الساده المسؤولين والموقف الرسمي .
المراسل : البعض يتهم المجلس الاعلى مراراً وتكراراً بانه ينفذ اجنده ايرانية وان المجلس الاعلى له اجنده في ترسيخ النفوذ الايراني في العراق ؟ سماحة السيد عمار : قد يكون الحديث مفهوماًً شيئاً ما في الاشهر الاولى بعد سقوط النظام حيث كنا في ايران ، وفي هذه النقطة بالتحديد لابد من الاشارة الى الاقامة في بلد ما اذا كانت مدعاة للعمالة او ارتباط من نوع خاص ، فنحن نجد ان اغلب وجوه القوم من كل المكونات ، كانوا خارج العراق في احدى البلدان حيث ان النظام البائد كان نظاماً ديكتاتورياً شمولياً لايسمح بالمعارضة ، وكل من كان يريد ان يعمل ويتحرك ضد النظام كان يجب ان يخرج من العراق ، وكل هؤلاء الذين يتهمون المجلس الاعلى بالعمالة ، أين كانوا ، وفي أي بلد؟ فهل يمكن القول ان كل هؤلاء عملاء لهذه الدول حتى يقال من كان في ايران عميلاً لإيران .
واما اليوم وبعد مرور خمسة سنوات ، نحن في المجلس الاعلى كجهة سياسية كبيرة ،سياساتنا واضحة،اداءنا واضح،امام العالم وامام الفضائيات فلو كانت هناك مواقف تفسّر على انها تثبيت وترسيخ لسياسة دولة ما ، فمن المفروض أن تظهر،نحن لا نعمل بمجاميع سرية تحت الارض لنا عمل جماهيري سياسي مكشوف،لنا صحف وفضائيات وتلفزيونات ، لنا جمهور ، لنا خطباء وعلماء وجامعات واصدارات وكلها مكشوفة ، هذا الحديث يكون عادة على خلفيات سياسية وهي تدخل في عملية التنافس والتقديم والتاخير والمزايدات ، نحن لسنا من الذين يستدرجون الى مثل هذه الامور ، لان لنا ثقة كافية في مشروعنا وفي وطنيتنا وليس من الوارد ان ندافع عن وطنيتنا امام الآخرين ، كما ليس من الوارد أن نشكك في وطنية الاخرين ، وانا اعتقد ان هذه هي المداخل الصحيحة لايجاد وفاق وطني ، يجب ان نصبر ونتحمل وهذه ضريبة التصدي ، حينما لا يجد الاخر في نفسه قابلية على المواجهة ضمن السياقات الطبيعية ، فيذهب الى منطق التراشقات والاتهامات ، نحن لا نجد انفسنا مضطرين لذلك ونعتقد ان اداءنا على الارض وامام الملأ كافِ لبيان مصداقيتنا .
المراسل / هناك اوساط شيعية تتهم المجلس الاعلى بالدكتاتورية وفرض نوع من الهيمنة في الوسط الشيعي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / الحديث بهذه الحرية وبما يريد وبما يعتقد مفرح لنا ، فلو كانت هناك هيمنة او سلطة قمعية لما استطاع الانسان ان يتكلم بحرية كاملة دون خوف او تردد . الائتلاف برئاسة السيد الحكيم حصل على هذه الموقع في البرلمان،ولكن لنرى على الارض كم هي حصة المجلس في الوزارات والمواقع ، من الممكن ان ترى حصة حزب صغير حصل على مقاعد عديدة في الحكومة هي ثلاث أو اربع وزارات ، ولكن اين حصة المجلس الاعلى في الحكومة وفي الدولة ، في المواقع ، أين هو الاستحواذ ، الم يكن بإمكان المجلس ان يدخل لوحده دون ان يجمع الاخرين في قائمة الائتلاف ويحصل على عدد من المقاعد تفوق بكثير مقاعده الفعلية الان ويدخل في تحالفات مع حلفاء كثيرين في الساحة العراقية وياخذ المبادرة من الاخرين كما يدعى ، الم يكن باستطاعة المجلس ان يصر ومنذ اليوم الاول على ان يطالب بمنصب رئاسة الوزراء ، لا يشك احد حتى من المناوئين والمنافسين بثقل المجلس على الارض ، فمن يعرف موازين القوى والمعادلات السياسية يعرف ان الاستبداد له آليات واساليب وطرق اخرى ، الفرص كبيرة امام المجلس الاعلى وكان بامكانه الاستفادة منها ، هناك لوم من قواعدنا على اهداء تلك الفرص لأناس آخرين ، خلال خمسة سنوات لم نأخذ الموقع الاول في رئاسة الوزراء مواقع كثيرة اخرى ليس لعجز وانما لرغبة وأولويات ، نحن ننظر الى موضوع نجاح المشروع السياسي العراقي اكثر من موضوع تقدم المجلس الاعلى وتسلمه المواقع الاولى.
https://telegram.me/buratha