أقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية في النجف الأشرف بإمامة العلامة السيد صدر الدين القبانجي (دام ظله) إمام جمعة النجف الأشرف في الحسينية الفاطمية الكبرى حيث شارك فيها السادة فضلاء وطلبة الحوزة العلمية وأبناء العشائر وأهالي المدينة والأقضية والنواحي التابعة للمحافظة.
وقد تحدث سماحته في خطبته السياسية عن أحداث كربلاء حيث رسم صورة للذي حدث ليلة ويوم الخامس عشر من شعبان في هذه الزيارة المليونية وهي ذكرى مقدسة ومكان مقدس والحشود هم من شيعة أهل البيت (ع) الذين أرادوا أن يسجلوا ملحمة بطولية جديدة في هذا اليوم المبارك، فقد حاولت مجموعة تحمل العصي والهراوات أن تتجاوز التفتيش وتدخل إلى صحن الإمام الحسين (ع) فلما منعوا بدأ جدل وأخذ ورد وانتهت إلى أطلاق نار وضرب وهجوم لعشرات الجماعات التي ربما كانت مهيئة لهذه العملية وخلال فترة وجيزة سقطت منطقة ما بين الحرمين بيد المسلحين وكانت الشرطة وحماية الصحن قد تدخلت في بادئ الأمر وانسحبت ومن ثم بدأت أعمال التخريب وأطلاق الرصاص العشوائي ومن ثم اطلاق النار على باب العباس (ع) أمام العالم وبفوضى واستهتار بشكل لا يصدقه إنسان. وتساقطت جثث الزوار ما يقارب 50 قتيلاً وأكثر من 300 جريح في هذا المشهد العبادي والعروج إلى الله. وأشار سماحته إلى أن هذه الأعمال قد بدأت منذ 1/5/2007 حيث جرى تصعيد للمشهد بأعمال عنف وقتل معتمدي المرجعية وقتل محافظي الديوانية والمثنى وتطور المشهد إلى هتك مقدساتنا والظهور بالسلاح والقاذفات بشكل علني وتهديد الناس بالسلاح، وإذا كان هدم قبة العسكريين(ع) فاجعة أليمة فأن هتك حرمة الأمام الحسن(ع) فاجعة لاتقل عنها، وبالأمس استمعنا إلى تهديدات لهدم قبة الإمام الحسين(ع) بالذات واستمرت هذه العملية للوصول إلى النجف الأشرف ورميت قاذفات واحرقت مؤسسات وكيانات واستمرت إلى بغداد في عملية عدوان بدون مبرر لأن جماعات تملك السلاح والقاذفات تريد الاستبداد بالموقف.ماهو الهدف؟لا يمكن الافتراض ان هذه العملية هي بدون هدف أو مخطط ولا يمكن قبولها كصدفة بل خططت هذه العملية بألف يقين فقد كانت هناك أخبار إنها ستحدث في النصف من شعبان وعلى المستوى السياسي عشية أحدث ينتظرها العراقيون والعالم وهو تقديم التقرير الذي يرسم السياسة الدولية للعراق، كذلك تصريحات سفير الجامعة العربية لتدويل القضية العراقية، وتصريحات وزير الخارجية الفرنسي(كوشنير) بأن الحكومة العراقية فاشلة قائلاً:مهما كانت التسميات فأن المخطط لأحداث كربلاء كبير وأجمل سماحته الهدف من وراء تلك الاحداث قائلاً:إعطاء صورة للعالم بأن العراق غير مستقر وان هذه التجربة فاشلةوكذلك ان الأزمة ليست في الاوساط السنية فقط وإنما في الاوساط السنية والشيعية ، وأضاف سماحته ان الأدوات التي استخدمت في كربلاء ليست الأدوات الصحيحة قائلاً:إنها خروج على القانون وخروج على الدين وان كل الأطراف أدانت هذا الاعتداء من هو وراء هذه العملية؟حيث وصف سماحته هذه العناصر بأنها:عناصر معاندة للواقع العراقي الجديد من مكونات شيعية وهذه العناصر تحمل السلاح باسم المقاومة وهناك خروقات وتسلل وهي أشبه بالبحيرة مفتوحة الروافد وقد أصبحت ملوثة ويجب تطهيرها.وأوضح سماحته ان هناك خيوط ودعم أجنبي بلا شك بسبب التسليح المتطور وممكن ان الجهات المسؤولة تكشف لنا من يدعم هؤلاء قائلاً:ان هذا الدعم للجماعات المسلحة من بعض الدول هو ذبح للشيعة باسم المقاومة.وأشار سماحته إلى تجربة حزب الله في لبنان وان لها عدو واضح وهو إسرائيل ولم تدخل في حرب مع الدولة واستنساخ تجربة حزب الله على العراق شيء خاطئ وان الذي جرى هو محاولة تمزيق العراق وليس طرد الامريكان.ماهو الموقف؟وتحدث سماحته عن معالجة جذرية للموقف قائلاً: أتحدث لكل المكونات كصديق فهم أبناؤنا. ودعاهم سماحته إلى التعاضد على نزع السلاح ، ولا نريد لسمعة هذا الكيان ان تتلوث والتيار الصدري وجيش المهدي مكون مهم في الساحة ويجب ان يتخلصوا من هذه الأدران العالقة به، وكانت خطوتنا الأولى هي حل منظمة بدر بعدما كانت عسكرية وتحويلها إلى منظمة ثقافية.وطلب سماحته منهم وضع يدٍ بيد لبناء الدولة وتوحيد السلاح كي يعرف البعثي والبراءة ممن يقتل العراقيين وتجميد جيش المهدي غير كاف.لنعمل سوية كي لا يتكرر هذا الأمر، فلا بد من بناء أجهزة الدولة، ونزع سلاح الميليشيات وفرض هيبة الدولة، وتغيير سياسات الدول التي تريد ان تحافظ على صداقة العراق ولابد من تطهير أجهزة الدولة.وشكر سماحته مبادرة السيد رئيس الوزراء حضوره في كربلاء وسيطرته على الموقف والتهدئة.وأكد سماحته يجب علينا عزل أنفسنا عن المجموعات المتسللة في صفوفنا حينئذٍ نبرز أسرة واحدة ونعتذر للإمام الحسين(ع) عما حدث رغم انه ليس من صنع أيدينا. وتطرق سماحته إلى قانون المسائلة والعدالة قائلاً: أن هذا القانون سابق لأوانه وهو في هذه الظروف يعتبر مكافأة لحزب البعث والبعثيين مع استمرار البعثيين بالعمل والتخريب والإرهاب وعدم وجود ملاحقة جادة من الحكومة وأن من هذه المواد ما كان خطيراً جداً وقد تم استدراكه مثل إعادة كوادر الأمن والاستخبارات والعمل بالدولة والآن هناك نقاط أيضاً تحتاج إلى مراجعة منها أن البعثي يستطيع العمل بدوائر الدولة في عدا المناصب المهمة وإن كانت ثمة شكوى تقدم خلال ثلاثة أشهر والا سوف تسقط لكن الشعب غير مستعد في هذه الظروف حيث أن السلاح لا زال في يد البعثيين والناس مهجرة في أوطانها. ودعا سماحته مجلس النواب عدم الخضوع للضغوط وكذلك عدم التصويت لهكذا قانون في هذه المرحلة وعلى الأقل اطلبوا تفعيله بعد سنة من الآن حيث أن الشعب غير مستعد في هذه المرحلة.
https://telegram.me/buratha