واضاف الحاج الزاملي انه وبعد لحظات بسيطة ازداد اعداد الجماعات التي اعلنت حالة الشغب متوجهة نحو نقاط التفتيش حاملين معهم العصي مما ادى الى حدوث اشتباكات بين الطرفين.
واردف الحاج الزاملي حديثه بانه شاهد عناصر هرعت الى سيارات الشرطة والخدمة المتواجدة بالقرب من مرقد ابي الفضل العباس عليه السلام وقامت بكسر زجاج سيارة الأمن وسرقة بعض مقتنياتها، في حين قامت مجموعة أخرى بالتعرض لسيارة نوع (كوستر) وكسر زجاجها بالكامل، واخرى توجهت الى سيارة لنقل المياه الصالح للشرب وكسرت الزجاج الامامي لها.
وانتقلت بعد ذلك للقاء بصاحب إحدى الفنادق المحيطة بالعتبتين وسألته عن اهم ما شاهد أمامه من خروقات، وقبل ان اكمل السؤال بادرني بغضبه قائلا اننا حاولنا تغيير الكثير من معالم حياتنا حتى آل بنا الحال الى تغيير مراسيم زياراتنا، موضحا ان الزوار في السابق كانوا يأتون الى الزيارة وكلهم ادب ووقار إلا انه في هذا الوقت نشاهد الرقص والغناء والاهازيج التي لا تليق بالذكرى أو المناسبة.
وتابع قائلا أن هذا الحدث لم يكن اعتباطا انه أمر مدبر من قبل جماعات ارهابية استغلت الجهل الذي يعم الغالبية من الزائرين، الذين سرعان ما تفاعلوا مع تلك الشعارات الكاذبة.
وانتقلت بعد ذلك للقاء بأحد افراد الشرطة المنتشرين في منطقة ما بين الحرمين الذي رفض عن ذكر اسمه فتوجهت له بالسؤال حول سبب تأخرهم بالوصول الى المدينة رغم انها كانت تستغيث وتستنجد بالقوى الامنية بسبب انتشار القناصات على سطوح البنايات المحيطة بالعتبتين؟
فاشار قائلا اننا توجهنا الى كربلاء المقدسة حال وصول النداء، الا اننا منعنا من الدخول الى المدينة بأمر من قبل مجلس المحافظة وغرفة عمليات المدينة الذين اخبرونا بانهم سيطروا على الوضع، فحينها عدنا الى مقراتنا.
ومن جهته اشار احد المسؤولين في العتبة الحسينة المقدسة من خلال اتصال هاتفي انهم جهة ليس لها ارتباط باي مواجهات، وأضاف المسؤول بانهم اجبروا الى اغلاق ابواب العتبتين المقدستين بعد ازدياد حالة التوتر الأمني الذي شهدته المنطقة المحيطة للعتبتين خصوصا بعد انسحاب قوى الأجهزة الأمنية بعد يوم من الاشتباكات، وحمل في حديثه السلطات الامنية المحلية مسؤولية اخفاقها الواضح في تعاملها مع الحدث، حيث تغيبت السلطات المحلية عن المدينة خلال يومين من الاشتباكات ولم تستقصي جوانب الحدث او ترسل أي تعزيزات من رجال الامن لحماية المنطقة المحيطة بالعتبتين المقدستين.
وعن وجود القناصات في اعلى سور العتبة المقدسة نفى المسؤول حقيقة ذلك مشيرا الى ان القناصات قامت باستهداف الزوار واستهداف منارة الحرم والقبة المقدسة الى جانب احراق بعض (كرفانات الامانات) التي تحتوي على اجهزة الاتصالات والحقائب الخاصة بالزائرين
وتابع بان العتبتين قامت باحتضان الزائرين لفترة تجاوزت (35) ساعة رغم اغلاق بواباتها الخارجية وذلك للحافظ على حياتهم وقد فسحت المجال امامهم لتادية مراسيم الزيارة مع تامين الغذاء والمنام ووسائل الراحة لهم.
وخلال زيارتنا لمستشفى الحسين العام التقينا بأحد أفراد الفوج الرابع الذي كان مصابا برأسه وسالناه عن اهم ملابسات الحادث فاشار قائلا اننا فوج نتكون من (1000) منتسب منتشرين على جميع الازقة والشوارع الرئيسية والفرعية التي تؤدي الى مداخل المدينة باتجاه العتبتين المقدستين، ولا يتجاوز عدد معداتنا عن (2000) قطعة سلاح خفيفة اغلبها قديمة ولا تصلح للاستعمال، واضاف اننا كنا منتشرين في مواقعنا وكانت الامور تسير على ما يرام الا انه تفاجئنا بتوجه مجاميع تحمل العصي وترمينا بالحجارة وبعد الاتصال بآمر الفوج كان الجواب بان نتعامل مع الحدث بهدوء وسكينة وعدم اطلاق العيارات النارية، وتابع حديثه ان تلك المجاميع كانت على علم باننا لن نتعرض لها مما ادى الى تماديها اكثر فاكثر وازدادت من حدة قتالها مما اضطرنا الى اطلاق العيارت النارية في الهواء ودامت تلك الاحداث الى اكثر من (24) ساعة ولم تصلنا أي امدادات من قبل الاجهزة الامنية في المحافظة رغم الاتصالات المتواصلة بغرفة العمليات.
وتابع قائلا اننا اضطررنا للانسحاب وذلك بسبب نفاد العتاد ووعدنا بالاسناد من الحكومتين المحلية والمركزية مما أعطى الفرصة لتلك المجاميع وبدعم من مكتب السيد الشهيد الصدر في كربلاء الى الاعتداء على النقاط الخارجية وإحراق الكرافانات الخاصة بالفوج من حيث مكتب الاستخبارات وغرفة القلم وغيرها الى جانب احراق جميع العجلات الخاصة بنا وسلب الدراجات النارية العائدة للمنتسبين.
وفي اتصال هاتفي مع مدير اعلام صحة كربلاء الاستاذ (سليم كاظم) اشار قائلا ان مستشفى الحسين العام في المدينة استقبل يوم الاثنين (36) جريح و(4) شهداء في حين سجل يوم الثلاثاء (324) جريحا و(44) شهيدا، موضحا ان الحصيلة الاجمالية لليومين قد بلغت (380) جريح و(48) شهيد، مشيرا الى انه تم توزيع الجرحى على كل من مستشفى الحسين العام ومستشفى النسائية والتوليد.
https://telegram.me/buratha