قال رئيس الوزراء نوري المالكي فى مقابلة مع صحيفة أمريكية إن حكومته أقوى من أن يسقطها جناح معين، إلا أنه لوح فى نفس الوقت بترك منصبه اذا كان ذلك فى مصلحة العراق كوطن.
وقال المالكي في مقابلة مع صحيفة "نايت ريدر" الامريكية نشرها موقع رئيس الوزراء ، الاربعاء"انا لم آت الى منصبي وريثا لملك او أمير، بل جئت بواسطة الديموقراطية، ولم ات بالوراثة ولم يكن هدفي ان اكون في موقع المسؤولية، ولم اعمل من اجل هذا لحظة واحدة " . وقال في المقابلة " اذا كان حل مشكلة العراق كوطن هو بتركي للموقع ولمنصبي فساكون اول المبادرين، لكن اذا كانت هذه الدعوات من اجل افكار بعثية وطائفية وعنصرية فساكون شديدا كما انا عليه الان ". ومضى المالكى قائلا ان "الذين يتحدثون عن زوال حكومتنا بما فيهم السيناتور هيلاري كلنتون او وزير الخارجية الفرنسي كوشنير الذي اعتذر مؤخرا لا يشكلون أي خطر على استمرار عمل الحكومة واستمرارالعملية السياسية ". وحول دعوات تغيير حكومته من بعض القوى السياسية في الداخل قال " حتى تصريحات المسؤوليين العراقين الشركاء في العملية السياسية حول اسقاط الحكومة، فهي لا تشكل أي خطر، حتى لو طالبوا باستقالة الحكومة فهم لا يملكون الاداة لاسقاطها" مشددا على ان المرحلة السياسية والمرحلة التي فيها حكومته "اقوى من ان يسقطها جناح معين في الحكومة" . ولفت المالكي الى ان "الكل من موقع المسؤولية يدرك ان أي تغيير خارج الاطر الديمقراطية سيفتح أبواب جهنم عليهم وعلى العراق". وراى المالكي ان حكومته تجاوزت الجمود السياسي بتوقيع الاتفاق الرباعي الجديد والخماسي معربا عن امله بان تشهد الايام المقبلة حركة سياسية على أنقاض من اراد تجميدها . واشار المالكي الى عملية المصالحة الوطنية قائلا انها تسير بوتيرة متصاعدة منوها الى ان التحسن الامني في البلاد مؤخرا كان سببه المصالحة وليس العمليات العسكرية فقط . واشار الى ان حكومته شكلت " لجنة مركزية للتعامل مع المسلحين والراغبين بالمصالحة والوحدة الوطنية تنظم التفاهم معهم ، لا على اساس طائفي وانما على اساس وطني ، ومهمتها انها لا تقبل في صفوف اجهزة الامن من تلطخت ايديهم بدماء اجهزة الدولة او قوات التحالف ومن افراد العصابات "، مضيفا ان لديه الاستعداد "لاصدار عفو عن الذين تورطوا باعمال لم تصل الى حد القتل " . وحول التدخلات الاقليمية في الشان العراقي علق المالكي قائلا ان " بعض التدخل الاقليمي موجود ولابد من ايجاد حلول له " لكنه اضاف ان "بعض هذه التدخلات بسبب الصراع الامريكي الاقليمي وبعضه رغبة دول اقليمية باعادة النظام السابق " لكنه اشار الى ان " اقتناع الدول الاقليمية وبالذات سوريا وايران والاردن وتركيا بان الارهاب بدا يتحرك من اجل فتح ثغرات في هذه الدول المجاورة ولادراكهم بان ما سيحصل في العراق من تمزق سيضر باستقرار هذه الدول، لذلك وجدنا تحولا في موقفهم باتجاه الرغبة لعدم التدخل في الشأن العراقي."وحول تكوين المليشيات والقوى المسلحة في العراق قال ان "الاتجاه الذي حصل بعد سقوط النظام الدكتاتوري , كان للاسف اتجاها نحو القوة المسلحة، وهذا ما عليه التيار الصدري والتيارات الاخرى " مضيفا "هذه التيارات ارادت ان تفرض نفسها بالقوة المسلحة ". واضاف ان هناك " ممارسات سياسية ايضا تريد ان تفرض مصالحها على الواقع بشكل مستعجل وخارج الاطر الدستورية، فالاكراد لهم مخاوف ولديهم طموحات، والشيعة لديهم مخاوف ولهم طموحات، والسنة كذلك، وكل واحد يريد ان يحقق ضمانات في النظام الجديد تحمي مستقبله وتعالج الماضي الذي كان فيه " . وتابع المالكي قائلا " قلت عن التيار الصدري انه تيار يعمل فيه الكثير من الذين اخترقوه من العصابات و الصداميين " وكشف المالكي عن ان هناك لقاءات بينه وبين قيادات في التيار الصدري، وقال " عندي جهد في اصلاح الكثير من الخلل الموجود عبر اللقاء الثنائي" لكنه قال ان الذي يعطل هذه اللقاءات ربما هو " موقفي الحازم من رفض السياسيات التي سار بها التيار " . واعرب عن اعتقاده بان هناك قيادات في التيار الصدري بدأت تتفهم موقفه من التيار "وانه هو الصحيح رغم انني كنت شديدا في رفض تلك السياسات " . واكد المالكي انه غير مدين لاحد بالوصول الى السلطة " لا للصدرين ولا لغير الصدريين ولا للعرب ولا للتركمان ولا المسحيين، وانما هي معادلة سياسية " . واضاف "نعم ايدوني وهم مشكورون جميعا، الكرد والعرب والتيار الصدري، لكن لم تكن بيني وبين احد منهم صفقة حتى اقدم لهم شيء على حساب الدستور وعلى حساب المصلحة الوطنية، لذلك انا حر بالتصرف على ضوء المصلحة الوطنية التي اعتقد انها تتناسب مع الدستور " .
https://telegram.me/buratha