نفى وزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وجود أي تصدع في سد الموصل الواقع في أعالي نهر دجلة بمحافظة نينوى قد يتسبب في انهياره. وقال رشيد في مؤتمر صحافي عقده ببغداد أن 26 ماكنة تحشية إسمنتية لما تحت جسم السد تعمل مدة 24 ساعة. وأكد مدير مشروع سد الموصل المهندس عبد الخالق ذا النون وضع ثلاث مراحل لمعالجة تصدعات ما تحت جسم سد الموصل. ويبلغ طول سد الموصل 113 مترا بعمق 200 متر، وقد وضعت دراسات عديده للتخفيف من ضخ المياه من بحيرة سد الموصل في بناء سدود عدة مستقبلا كسد بادوش الذي بني جزء من جسمه، وما زال قيد التنفيذ.
الى هذا كانت صحيفة الاندبندنت البريطانية قد ذكرت قبل اسبوعين تقريبا عما سمته "خطر كارثة" اذا انهار سد الموصل المبني على نهر دجلة في شمال العراق. حيث نقل مراسل الصحيفة في الموصل باتريك كوكبورن تخوف السلطات من انهيار هذا السد الذي بني بين عامي 1980 و 1984.
وحذر أحد كبار المسؤولين في منظمة غوث، إن السد على وشك الانهيار في أي دقيقة وان انهياره قد يؤدي الى تدمير 70 بالمئة من مدينة الموصل، ثالث اكبر مدينة في العراق والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليون و 700 الف نسمة، كما يمكن ان يلحق الاضرار على مسافة تمتد الى 190 ميلا. ويقول كوكبرن في تحقيقه ان سد الموصل لطالما اعتبر في حالة خطرة بسبب نوعية التربة في المنطقة. ويقول فنيون امريكيون في هذا المجال ان الخطر الكبير ينتج عن انحلال المواد التي استعملت في بناء السد.
8 مليار متر مكعب وينقل كوكبرن عن مصدر آخر قوله ان السد الذي يحتوي على 8 مليار متر مكعب من المياه والذي يعتبر خزان المياه الاكبر في العراق يواجه الآن خطرا كبيرا بالانهيار، وان هذا الخطر سيزداد بشكل تصاعدي مع مرور الوقت. وتحاول وزارة الموارد المائية بمساعدة امريكية العمل على احتواء حالة التدهور الذي يعاني منها السد. ويقوم الفنيون الامريكيون بمراقبة دقيقة لوتيرة تدهور حالة السد واتخاذ تدابير لمنع هذا التدهور. الا ان هذا الامر يبدو بغاية الصعوبة حسبما ينقل كوكبرن عن السفارة الامريكية في العراق والتي قالت انه "بسبب تدهور حالة اساسات سد الموصل واستحالة اصلاحها فلا يمكن تأمين حماية هذا السد من انهيار كارثي".
الا ان المحاولات لم تتوقف اذ تقوم فرق فنية بضخ الاسمنت السائل باستمرار داخل اساسات السد كي لا ينهار، وذلك على الرغم من صدور دراسة امريكية في هذا الخصوص تفيد بان هذه التقنية لا تضمن عدم الانهيار لكنها بالتأكيد تؤخره. يذكر ان ضعف السد ظهرت بعد وقت قليل فقط من بنائه في ثمانينيات القرن الماضي ولطالما حاولت وزارة الموارد المائية العراقية ومنذ ذلك الحين معالجة حالة الضعف والانحلال التدريجي الذي يعاني منه سد الموصل.
https://telegram.me/buratha