وتشن جماعات ارهابية مسلحة، منذ نحو اسبوع، هجمات متواصلة على الطريق الواصل بين محافظة بابل جنوباً والعاصمة بغداد الذي يمر ببلدات مثلث الموت الشهير.
وقال الشيخ عماش اللامي عضو المجلس البلدي في ناحية الرشيد لـ « الحياة» إن الطريق الرئيسي بين بغداد وبابل يتعرض منذ ايام الى هجمات متقطعة من قبل تنظيمات ارهابية مسلحة من جهة الشرق وميليشيات عشائرية قامت القوات الاميركية بتسليحها اخيراً من جهة الغرب بعدما نفذت غارات عدة على قرى المسافر وقتلت عدداً كبيراً من اهالي القرية بالاضافة الى استهداف قرى هادي الفرج بقذائف الهاون.
وقال «حتى صباح الخميس استطاعت مجموعة كبيرة من مسلحي القاعدة والبعثيين السيطرة على الطريق الرئيسي في منطقة عويريج الصناعية واقامة حواجز تفتيش وهمية على بعد مئات الامتار عن نقطة تفتيش تابعة للداخلية العراقية».
وكانت قوات عراقية واميريكية محمولة جواً شنت عملية اسمتها «مارن هسكي» الخميس استهدفت معاقل ارهابيين جنوب شرقي بغداد، كما جاء في بيان للجيش الاميركي قال ايضاً إن العملية «تأتي جزءا أساسيا من الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه فيلق القوة متعددة الجنسية في العراق ضمن عملية ضربة الشبح التي تستهدف معاقل المجموعات الارهابية المسلحة ومهربي الاسلحة في محاولة لمنع وصول المتفجرات والاسلحة الى العاصمة العراقية». لكن بعض المسؤولين في المنطقة يحملون القوات الاميركية مسؤولية اعمال العنف التي تصاعدت اخيراً.
وقال اللامي إن «القوات الاميركية المسؤولة لم تصغ الى الادارة المحلية وشيوخ العشائر الاصليين عند قيامها بتسليح مجاميع ارهابية لمجرد ادعاء البعض انهم يمثلون الاهالي».
واشار الى ان المنطقة تعرضت ليلة الثلثاء - الاربعاء الماضية الى «اجتياح من 3 محاور للسيطرة على الطريق الرئيسي ووصل الارهابيون الى مسافة مئتي متر منه... وبعد معركة استمرت حتى الصباح شاركت فيها الطائرات المروحية الاميركية والجيش العراقي انسحب الارهابيون الى قرى العدوانية المعروفة لدى الاهالي باعتبارها مقراً لدولة العراق الاسلامية واحدى القواعد المهمة لتدريب الارهابيين ومنطلق الهجمات على الدورة والمدائن».
ولفت اللامي الى ان «الجنود الاميركيين يقتلون الآن باسلحتهم، التي وزعت على الارهابيين، باسم العشائر العراقية». وعزا عدم اعتراف الاميركيين بخطأهم «الى تعنت بعض قادتهم ومحاولته ايهام الآخرين نجاح خططه».
ويبدو ان الصراع يتركز اليوم على السيطرة على الطريق الرئيسي، الذي يُعد مفصلياًٍ في ربط مدن جنوب العراق بالعاصمة بغداد. ويرى مطلعون ان القوى الرسمية تمكنت من تأمين الطريق في الشهور الماضية لكنها تتعرض اليوم الى تحديات خسارته مرة اخرى.
واتهم الحاج مهدي العلي، من اهالي قرية هادي الفرج، القوات الاميركية في المنطقة «بالتآمر مع الارهابيين». وقال «كانت قرانا آمنة وحتى خلال قمة نشاط القاعدة هنا لم تتعرض قريتنا الى هجمات وكنا نصد أي محاولة من مسلحي القاعدة للاقتراب من الطريق الرئيسي». وتابع «لكن بعد منعنا من حراسة المنطقة وتسليح الارهابيين صرنا في خطر حقيقي».
وقال احمد المتعب من سكنة حي عويريج إن «مجموعات مسلحة تتمركز منذ شهرين على بعد 50 متراً من الشارع العام بين بغداد والحلة اتخذت من المعامل المهجورة وعشرات المنازل الواقعة بين سكة الحديد والطريق مقرات لها بعد تهجير الاهالي بالقوة».
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)