ويواجه الرياضيون في العراق، وخصوصا أعضاء الفرق الوطنية، المخاطر وهم يمارسون التدريب والمنافسة؛ فقبل اسبوعين استشهد رحيم سعيد بطل المبارزة والمدرب السابق في الجيش. كما استشهد ابنه ايضا وهو مبارز.
ويقول محمد ان آخر مرة رأى فيها سعيد ابلغه البطل السابق انه يعتقد ان حياته في خطر. وظل محمد يمارس المبارزة لمدة 20 عاما ويستعد لمباراته الأخيرة، وهي بطولة المبارزة الآسيوية لعام 2007، التي تجري في الفترة من 22 الى 28 من أغسطس (آب) الحالي في الصين. وعندما تنتهي يأمل ان يدرب فريق الجيش، حسب قوله.
ويقول زياد حسن، سكرتير اتحاد المبارزة العراقي، ان للمبارزة شعبية متزايدة هنا. وكان هناك 20 ناديا في العراق قبل الغزو الأميركي عام 2003، أما الآن فهناك 42. وترتفع مشاركة الشباب التي كانت قد انخفضت الى الصفر في العامين الأخيرين قبل الحرب. غير انه في الوقت نفسه انخفض عدد المدربين في العراق من 25 قبل الحرب الى 16. ويقول حسن ان «سبب ذلك يعود الى الوضع الأمني، حيث اضطر كثير منهم الى مغادرة البلد». وظل الرياضيون والمدربون والإداريون العراقيون أهدافا لعمليات الاغتيال والخطف خلال العامين الماضيين؛ فقد قتل مدرب واثنان من لاعبيه عام 2006. كما قتل بطل للمصارعة. واختطف 15 من أعضاء فريق التايكواندو وطلبت فدية مقابل اطلاق سراحهم في مايو(أيار) 2006، عندما كانوا في طريق عودتهم من مباراة في الأردن.
ويرغم المبارزون ومدربوهم على اتخاذ اجراءات احتياطية «لأننا نعرف اننا مستهدفون من جانب الارهابيين ممن لا يريدون ان يعيش العراق كبلد متحضر متطور»، وفقا لما يقوله محمد. وهو يستبدل السيارات ليجعل من الصعب على المتطرفين تشخيصه. وهو يرتدي ملابس الشارع عندما يتوجه الى قاعة التدريب، ويترك معدات المبارزة في النادي حتى لا يواجه خطر اكتشافه في نقطة تفتيش. ويقول محمد «لا نحصل على ما يكفي من التدريب في بغداد بسبب الوضع الأمني. ولكننا نستفيد من معسكرات التدريب خارج العراق، حيث نقضي وقتا اطول في التدريب واللقاء مع المدربين الأجانب». وأضاف محمد انه قبل دورة ألعاب غرب آسيا في قطر عام 2005 كان الفريق في معسكر تدريب لمدة ثلاثة أشهر في تركيا.
وعلى الرغم من تنامي شعبية الرياضة، انخفض عدد النساء المتنافسات، وفقا لما يقوله حسن. وعلى المستوى الوطني انخفض عدد النساء من 10 الى اربع. وهناك اثنتان فقط تتدربان بصورة منتظمة.
وتقول ريتا هاكوب، 23 عاما، وهي مبارزة تعمل خبيرة كومبيوتر، انها كانت معتادة على التدريب خمسة ايام في الأسبوع والآن انخفضت أيام التدريب الى ثلاثة. وتقول هاكوب ان «العوائل تخشى على بناتها. وعائلتي تخشى علي ايضا ولكنها تشجعني. ان أفراد عائلتي يفتخرون بما أنجزه على صعيد الفريق الوطني. ويشعرون بصورة افضل عندما أسافر خارج العراق للمشاركة في بطولة او في معسكر تدريب لأنهم يعلمون ان الوضع هناك آمن».
https://telegram.me/buratha