ينشغل القادة السياسيون خلال الـ48 ساعة المقبلة بايجاد صيغ للتوصل الى توافقات وطنية وتوحيد الرؤى بشأن التحديات التي تواجه الساحة العراقية بعد توقيع التحالف السياسي بين الاحزاب الاربعة الرئيسة،فيما يناقش رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه الرئيس بشار الاسد في دمشق التي يزورها بعد غد الاثنين عدة ملفات في مقدمتها المحور الامني وضبط الحدود.وتشهد بغداد اليوم السبت قمة بين الاقطاب السياسية الخمسة قبل انعقاد اجتماع موسع لرؤساء الاحزاب والكتل السياسية والبرلمانية غدا الاحد،بحسب ما اكده رئيس الجمهورية جلال الطالباني .
وقال الطالباني في مؤتمر صحافي عقده امس : ان الاتفاقية التي تمت بين الاحزاب الاربعة لاتعتبر جبهة بسبب عدم انضمام جهات سياسية اخرى كالحزب الاسلامي،مشددا على السعي لتحويل هذا الاتفاق الى جبهة وطنية شمولية.ووقّعت كل من احزاب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى الإسلامي والاتحاد الوطني الكردستاني و الديمقراطي الكردستاني على وثيقة تضمنت 17مبدءا من شأنها الوصول الى اتفاق لتوحيد الصف وتحقيق الوفاق الوطني وتعزيز مؤسسات الدولة والالتزام بمواد الدستور والمصالحة الوطنية وإنجاح وتطوير عمل الحكومة.واضاف رئيس الجمهورية ان الاتفاقية لا تستهدف اي مكون على حساب اخر،مشيرا الى ان الهدف منها هو تحريك العملية السياسية وانجاز اصلاح سياسي شامل لجميع مؤسسات الدولة،مؤكدا في الوقت نفسه ان الباب مفتوح لانضمام اي مكون يؤمن بالعملية الديمقراطية والدستورية.
وتضم قمة اليوم اضافة الى الاحزاب الاربعة الموقعة على وثيقة التحالف السياسي الحزب الاسلامي برئاسة طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية. واستبعد الطالباني سعي الاطراف الاربعة الى تشكيل حكومة اكثرية نيابية او تغييب الاخرين، قائلا:ان سياسة الحكومة هي الوحدة الوطنية وان رئيس الوزراء يسعى لانجاح هذه الحكومة بكل طاقته.
في غضون ذلك أكد رئيس الوزراء نوري المالكي حرص حكومة الوحدة الوطنية على أن يكون هدفها في هذه المرحلة هو تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي بعدما صنع النظام السابق أخاديد وفجوات بين هذه المكونات. جاء ذلك خلال زيارته لمحافظة صلاح الدين ولقائه المحافظ وقائد الفرقة والشرطة وعدداً من شيوخ العشائر وأعضاء مجلس إسناد المحافظة .
وقال السيد المالكي : ان من مسؤولية الحكومة معالجة هذه الأخاديد والفجوات لأننا أبناء وطن واحد مهما اختلفت مكوناتنا وأحزابنا وقومياتنا وانتماءاتنا الطائفية ، ولكن خيمة الوطن هي التي توحدنا، مضيفاً ان المصالحة الوطنية تعني كيفية بناء الوطن من موقع الاختلاف في وجهات النظر وادراك الجميع كيفية تحقيق الوحدة الوطنية التي هي اتفاق مبادئ وقيم ومصالح وطنية عليا.وكان رئيس الوزراء قام بزيارتين مماثلتين الى محافظتي الانبار وديالى في وقت سابق اطمأن خلالهما على المواطنين هناك وكيفية سير الخطط الامنية ومشاريع الاعمار والخدمات فيهما.
واضاف المالكي ان ما يوحد العراقيين أكثر مما يفرقهم وان المرحلة الماضية التي خلفت للشعب قيماً جاهلية قد انتهت واليوم بدأنا نبني علاقة طيبة بيننا على أساس المساواة،مشيرا الى "أن المستقبل أمام العراقيين ولانريد توريث أجيالنا القادمة قاعدة أو ميليشيات أو خارجين عن القانون وعلينا أن نتوحد جميعاً، فالإرهاب يعطينا فرصة للتوحد وهذا يشكل دافعاً قوياً ومتيناً. واشاد بأبناء صلاح الدين وشيوخ العشائر ومجلس الإسناد لوقوفهم ضد الإرهاب والتكفير وتطهير المحافظة منهم ،مؤكدا ان الاونة الأخيرة شهدت تحسناً ملحوظاً في الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين. واستمع رئيس الوزراء خلال الزيارة إلى شرح واف من قبل المسؤولين عن الواقع الخدمي والأمني للمحافظة، ووعد بدراسة ومتابعة جميع المطالب التي تقدموا بها.
على صعيد اخر كشف الناطق باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ عن عزم السيد المالكي على التوجه الى دمشق بعد غد الاثنين . وقال الدباغ في تصريح خاص لـ"الصباح": ان رئيس الوزراء سيبحث مع المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الاسد ثلاثة ملفات مهمة ابرزها المحور الامني الذي يتضمن ضبط الحدود، مشيرا الى ان المالكي سيطرح بقوة على الاسد خلال زيارته التي تستغرق يومين وجهة النظر العراقية ورؤية لحل بعض الامور العالقة والدور المطلوب من دمشق لدعم العملية السياسية والحكومة.ويتضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء كلا من وزراء النفط والتجارة والمالية والداخلية والدفاع اضافة الى وزير الامن الوطني بحسب ما اكده الناطق باسم الحكومة.
ويلتقي السيد المالكي الذي يزور سوريا للمرة الاولى كرئيس وزراء العراق اضافة الى الرئيس السوري بنائبه فاروق الشرع ومحمد ناصيف ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ووزير الخارجية وليد المعلم،فضلا عن ممثلين للجالية العراقية في سوريا.
https://telegram.me/buratha