وجه الائتلاف الوطني العراقي رسالة الى الاتحاد الاوربي قبيل انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول 28 للاتحاد الاوربي في لوكسمبورغ اوضح فيها ما يعانيه العراق من هجمة ارهابية شرسة من قبل ارهابيي داعش الذين احتلوا بعض المدن العراقية وقتلوا واعدموا المئات من المواطنين العراقيين وهذا ينافي مباديء حقوق الانسان , داعيا دول الاتحاد ببذل الجهود لايقاف هذه الاعتداءات الارهابية .
وفيما يلي نص الرسالة التي بعثها الى دول الاتحاد الاوربي :
يحيي الائتلاف الوطني العراقي جهود الاتحاد الاوروبي في دعمه للعملية السياسية ودوره في مراقبة الانتخابات التشريعية وحرصه لحماية حقوق الانسان واضعاً امامه ما يواجهه اليوم من تحديات حيث يتعرض العراق لهجمة أرهابية منظمة من تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الاخرى المتحالفة معه، تمثلت بسيطرتهم على أجزاء واسعة من محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى وعدة مدن على مقربة من العاصمة بغداد، وترافق ذلك مع عمليات إعدام وقتل مئات المدنيين العزل وتهجير الالاف من العوائل.
لقد فرض تنظيم داعش قوانين جائرة تنافي مباديء حقوق الإنسان في المناطق التي سيطر عليها ودمر الأضرحة المقدسة وسرق الآثار التاريخية وهدم العديد من الأعمال والتماثيل الفنية والثقافية القيّمة. يحاول تنظيم داعش السيطرة على مرافق حيوية رئيسية للنفط في البلاد ليستخدمها في تمويل نشاطاته الإرهابية بشكل رئيسي، بالإضافة الى تهديد التنظيم بنقل عملياته الإرهابية والإجرامية الى مدن العتبات المقدسة ومنها مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدستين في جنوب العراق.
يشكل تمدد تنظيم داعش وسيطرته على عدة مناطق في العراق بتقديرنا تهديداً جدياً لدول جوار العراق ولدول العالم ومصالحه المرتبطة بالمنطقة، وتشجع الخلايا النائمة التابعة لهذا التنظيم أينما تواجدوا في دول العالم من أجل إرتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية والتاريخ والحضارة.
تدرك القوى المنضوية ضمن الائتلاف الوطني العراقي جسامة المخاطر المحدقة بالعراق، لذا هي تعمل جاهدة على المستوى الوطني من خلال عقد لقاءات لقادة الكتل السياسية من أجل التوصل الى رؤية إستراتيجية لإعادة فرض سلطة الدولة على عموم مناطق ومدن العراق. لقد وضعت الفتوى التي أصدرتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف لمواجهة الخطر الذي يمثله داعش على وحدة العراق ومقدساته وثرواته جميع مكونات المجتمع العراقي أمام مسؤولياتهم الوطنية وهو ما أعطى زخماً لجهود الإئتلاف الوطني التي يبذلها لإحتواء الأزمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تعبر بالعراق نحو الإستقرار.
إن تعاون المجتمع الدولي مع العراق في حربه ضد الإرهاب يعتبر مفصلاً رئيسياً في الإستراتيجية التي يعمل عليها الائتلاف الوطني، لقد سبق وأعلنت بعض دول الإتحاد الأوروبي وجود عدداً من مواطنيها يقاتلون في صفوف داعش في العراق، وهو يشكل تحدياً حقيقياً لإستقرار الإتحاد الأوروبي فيما لو عاد مواطنو هذه الدول الى أوطانهم. ان هذا الواقع بقدر ما يقلق الائتلاف الوطني فإنه يضع قدراً كبيراً من المسؤولية لضرورة تعاون المجتمع الدولي ودول جوار العراق من أجل تبادل المعلومات الإستخبارية حول تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق، ومصادر تمويلهم ودعمهم اللوجستي وضبط الحدود إرتقاءً الى توقيع إتفاقيات أمنية مشتركة.
لقد تنفس العراقيون الديموقراطية بعد عقود طويلة من حكم نظام إستبدادي ديكتاتوري قاد العراق والمنطقة في سلسلة من الحروب والكوارث التي تركت آثاراً سلبية على دول العالم، وشارك المجتمع الدولي في دعم هذه الديموقراطية العراقية الناشئة. يتعرض العراق اليوم لمخاطر تهدد سيادته على أراضيه ووحدتها وهو ما يتطلب تضافر جميع جهود أصدقاء العراق من أجل محاربة تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية المتحالفة معه وتجفيف منابع الإرهاب التي لا تعرف حدوداً.
https://telegram.me/buratha