فيما تدور رحى المعارك على الأرض بين القوات العراقية والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" مصحوبة بأسئلة وجدل عمّا جرى في الموصل وما يجري فيها وفي صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى وعمّن خان وتورط مع التنظيم الإرهابي، تدور حرب سياسية وكلامية بين السلطات التركية متمثلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم (الإخوان المسلمين) وعلاقاته المشبوهة مع (داعش) وتنظيمات إرهابية ومتشددة أخرى، والمعارضة التي انتهزت الأوضاع لتبرز أدلة تدين تورط الحزب الحاكم مع تنظيمات الإرهاب الدولي.
وفي هذا السياق فجر محرم إنجه، نائب حزب الشعب الجمهوري (المعارض) في البرلمان التركي، مفاجأة من العيار الثقيل حين تحدث عن تلقي من أسماه "مازن أبو محمد"، ووصفه بأنه قائد (داعش)، العلاج بإحدى المستشفيات التركية الحكومية في مدينة هاطاي على الحدود الجنوبية مع سورية، مستعينا بصورة فوتوغرافية للإرهابي في المستشفى.
ونقلت وكالة جيهان التركية المعارضة عن إنجه قوله، أمام الجمعية العامة بالبرلمان، الجمعة "لقد نقلتم قائد التنظيم الإرهابي لتلقي العلاج داخل تركيا"، موجّها خطابه لنور الدين جانكلي، رئيس مجموعة نواب العدالة والتنمية في البرلمان، الذي عبّر عن اندهاشه واصفا الصورة بأنها مجهولة المصدر.
وذكر إنجه أن مازن أبو محمد كان بين 27 سوريا عولجوا في مستشفى أنطاكيا العام ومستشفيات خاصة أخرى في المدن الجنوبية يوم 16 نيسان الماضي.
ونفت مديرية صحة هاطاي في بيان وجود اسم "مازن أبو محمد" في صفوف المصابين المنقولين إلى مستشفيات المدينة، بحسب جيهان.
وفي تطور مثير آخر، نفت رئاسة هيئة الأركان التركية، في بيان، صحة نبأ اعتقال الجيش العراقي 4 ضباط أتراك في الفلوجة.
ونشرت وسائل إعلام تركية نبأ اعتقال الضباط وقالت إنهم كانوا يشرفون على تدريب عناصر من (داعش).
وأخذ موضوع "المخطوفين" الأتراك في الموصل حيزا كبيرا من الجدل التركي.
وذكرت "جيهان" أن جريدة "يني شفق" المؤيدة للحكومة أشادت بـ(داعش) وهي تضع "هم ضيوفنا" عنوانا بارزا لقصة خبرية تناولت فيها موضوع "المخطوفين" الأتراك، مصحوبا بعنوان فرعي نقلت فيه عن عناصر بـ(داعش) تصريحهم بشأن 49 "مخطوفا" تركيا من القنصلية التركية في الموصل بينهم القنصل العام "هم ضيوفنا ولن يتعرّضوا لأية معاملة سيئة ويتم تلبية جميع احتياجاتهم".
وأكد بيان لمكتب إدارة الأزمات في وزارة الخارجية؛ أن الحكومة التركية سخرت كافة الإمكانات لتحرير مواطنيها "المختطفين" في العراق - موظفي القنصلية التركية في الموصل بالإضافة إلى 31 سائقا تركيا - منذ 11 حزيران.
وأعلنت الخارجية، أمس السبت، وصول 113 عاملا من العراق.
وأفاد بيان للوزارة أن الشركات المشغلة للعمال استأجرت طائرة خاصة ونقلت العمال من النجف إلى تركيا عصر أمس. وأشار إلى أن الاتصالات مستمرة مع المسؤولين العراقيين لإخلاء جميع العمال الأتراك الذين يرغبون بالعودة في ظل استمرار رحلات الخطوط الجوية التركية إلى بغداد والبصرة والنجف والسليمانية وأربيل.
ويوجد بين 7 آلاف و10 آلاف تركي يقيمون رسميا في 15 محافظة عراقية، وحوالي 11 ألفا في إقليم كردستان عدا العاملين بشكل مؤقت والسياح، بحسب بيانات رسمية.
وطلبت الخارجية التركية من رعاياها في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار وبغداد توخي الحذر والمغادرة على الفور.
وبحث الرئيس عبد الله غول، أمس، مع أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية، وفريدون سينيرلي أوغلو، مستشار الوزارة، وهاقان فيدان، رئيس الاستخبارات، والفريق أول ياشار غولر، نائب رئيس هيئة الأركان، سبل إطلاق سراح الأتراك "المختطفين"، وإخلاء العمال الأتراك من العراق.
ويبدأ أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الأحد، زيارة إلى أنقرة تستغرق يومين. ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس غول، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، ووزيري الخارجية والدفاع أحمد داود أوغلو، وعصمت يلماظ.
ونقلت وكالة الأناضول عن بيان للناتو ذِكْرَهُ أن لقاءات راسموسن ستتناول تطورات الأوضاع في الموصل.
https://telegram.me/buratha
