قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان الولادات الميمونة لاهل البيت (ع) هي خط الهي متصل ، مشيرا الى ان الفريق الحكومي القوي المنسجم يخرج البلاد من عنق الزجاجة .
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة بالاحتفالية البهيجة التي اقيمت في مكتب سماحته ببغداد بمناسبة الولادات الميمونة لائمة الهدى الاقمار المحمدية (ع) ، مخاطبا الحاضرين .. اهنئكم بمناسبة ذكرى ولادات الانوار القدسية انوار اهل البيت (ع) مولد الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس وابنه زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (ع) ، كما واعزيكم بذكرى رحيل الامام الخميني (قدس) والتي تقترن هذا العام مع هذه الولادات الميمونة .. ان الامام الحسين (ع) هو اطار لحركة البشرية جمعاء ومشروع السماء في مسار البشرية ، واذا كان (ع) كذلك فابي الفضل العباس هو الدعامة الحقيقية لهذا المشروع ” .
واوضح السيد عمار الحكيم ان ” الولادات الميمونة هي خط الهي متصل يحوم حول قضية وملحمة ومهمة رسالية واهداف ودوافع وغاية واتجاه واحد لبوصلة المسيرة ، لقد اجتمعت الانوار الثلاثة حول القضية والهدف الواحد وشاءت الاقدار ان تكون الولادات متقاربة وان اختلفت في سنواتها ، موضحا سماحته ان اهل البيت (ع) لا تحركهم العواطف والامزجة بل يتحركون ضمن الهدف الواضح المعالم والمسار الذي اعد للحركة والاهداف السامية ، قائلا .. كلهم نور واحد ومهما تعددت ادوار اهل البيت (ع) الا انها تنصهر وتذوب في بوتقة الهدف الواحد ” .
واسترسل السيد عمار الحكيم ان ” قضية الامام الحسين (ع) هي مدرسة للحياة وقد علمنا (ع) كيف نعيش ونعطي ونضحي ونبني ونتقدم ونتكامل وننتصر للوطن والمواطن ، ورسالته {ع} هي للحياة وليس الموت وثورته استطاعت ان تجمع خليط وفريق ما وراء الطائفة والقومية والفئوية والمناطقية والحزبية والاهداف الساسية الضيقة ” .
واستطرد سماحته ” اريد لواقعة الطف ان تكون انموذجا جامعا للمجمتع بكافة مدياته ، بتازر اهل بيت النبوة وصحابتهم واتحادهم في اطار الحق ضد الباطل ، ولم يكن الامام الحسين (ع) يطلب السلطة لنفسه وان طلبها فليحولها الى فرصة لخدمة الامة ، ولم يكن يبحث عن الشهادة حسب بل المشروع وذلك باستثمار الحدث لتحقيق الهدف ، القضية الحسينية واضحة الاهداف بتخطيط رباني وهندسة الاهية واستطاعت ان تربط الحجم الهائل والكبير ليس من المسلمين وحدهم بل غيرهم ومنهم قادة كبار في العالم ” .
وقال السيد عمار الحكيم في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الامام الخميني (قدس) ، لقد كان الامام شخصية مميزة ومؤثرة انطلق من رؤيته الاسلامية الاصيلة ليعبر بصدق عن دور الدين في حياة المجتمع والامة وقد اعتمد منهج التغيير نحو الافضل ، وكان جانحا الى التغيير والاصلاح ويعي جيدا ويدرك ان المعركة مع النظام الشاهنشاهي ليست سهلة وعلى الرغم من انه لم يكن يمتلك الا الايمان بالله ووضوح السنن الالهية لديه ، وكان يعي ان التغيير يمثل جوهر الدين وعملية التصحيح المستمر تمثل الضمانة الوحيدة للحفاظ على الدين وتفاعل الامة معه ، وان الهدف الاساس والرئيس يتمثل باستمرار الزخم في مواجهة الظلم والطغيان والوقوف بوجه الهيمنة الاستكبارية ” .
وتابع السيد عمار الحكيم ” لقد كان الامام الخميني (قدس) يتميز باسلوب فريد في ادائه وشخصيته القيادية حيث التواضع والحسم اللذان يمثلان دافعا كبيرا للحركة ، وقد كانت للامام (قدس) رؤية واضحة في التعامل مع الامور وهذه الرؤية الواضحة تجعل الانسان مسيطرا على افعاله ، وقد كانت قراراته بعظمة الامة التي يقودها واهمية الدولة التي يحكمها واستطاع ايجاد العلاقة والتوازن بين الارادة والسياسة ” .
ومضى السيد عمار الحكيم الى القول ” ولتكن شخصية الامام الخميني (قدس) قدوتنا في حياتنا العملية ولنتاسى بصفاته ونسعى للوصول اليها وتحقيقها في ادائنا وتصدياتنا والارادة الفولاذية التي تمتع وتحلى بها والواقعية السياسية التي انطلق منها ، منهاجا لكافة المخلصين الذين يتحركون ويخدمون شعوبهم ، وقد واصل المسيرة في قيادة مشروع التغيير في ايران الاسلام سماحة الامام الخامنئي فكان خير خلف لخير سلف حمل الراية وصان الامانة واخذ بالجمهورية الاسلامية الى حيث التطور والاعمار والازدها وبسط جناحيه لرعاية المستضعفين والانتصار لفلسطين والقضية الفلسطينية كما كان على عهد الامام الخميني {قدس} وورث من الخميني حبه للعراقيين وعمقه ورؤيته وفهمه الدقيق لطبيعة الواقع المركب والشائك الذي يعيشه العراق في تركيبته الداخلية وملما بهذه التعقيدات والواقعيات ” .
وفي الشان السياسي العراقي ذكر السيد عمار الحكيم ” لقد قلنا ومنذ اليوم الاول ان الاغلبية البسيطة لا تستطيع ان تنتج حكومة قوية ومن الصعب جدا ان تحقق هذه الغالبية ومن الاصعب لو تمت هذه الغالبية ان تنجح وتتحرك على ارض وتحقق الرفاه والخدمة للعراقيين ، في واقعنا المركب وتقعيداتنا الملحوظة لا خيار لنا الا الذهاب الى تشكيل الفريق القوي المنسجم ووضع البرنامج والرؤية الواضحة التي نجتمع عليها ونمضي الى الامام ، وكل خطوة تتجاوز هذا الواقع ستشعر من يتبناها انه اخطا الطريق بعد ان اطال وضيع الوقت على نفسه وشعبه الى امد غير معلوم ” .
ونبه السيد عمار الحكيم الى ان ” الحوار الصادق بين القوى القوية في كافة المكونات في اطار سياسة شراكة الاقوياء ، الحوار الصادق البناء الصريح الشجاع برؤية واضحة هو الذي يمكن ان يخرجنا من عنق الزجاجة ويحقق لنا حكومة تطمئن العراقيين جميعا ، وتنقية الاجواء واشاعة المودة والمحبة بين العراقيين اساس لا بد منه ولا خيار لنا الا السير بقدمين وضمن هلالين ، الاول لتشكيل التحالف الوطني وبناءه وتقويته وجعله الخيمة التي تصنع القرار وتراقب الاداء وتشرف على عمل المسؤولين الذين يرشحهم هذا التحالف والقوى المنضوية تحته ، والثاني العلاقة مع القوى الوطنية الكريمة والتواصل معها وتطمينها وزرع الثقة فيما بيننا وادارك هواجسها وادخالها ضمن برنامج يتفق عليه من جميع الاطراف يمثل خارطة الطريق لبناء البلاد ومستقبل هذا الوطن “.
وتابع انه بدون هذه الملامح او الاطار وبعيدا عن هذه الثوابت لا تتشكل حكومة وسيطول الامر على العراقيين وستصعب المهمة على ابناء شعبنا وسيزيد الشرخ بين القوى السياسية المتصدية ، نتمنى من الجميع ان يشيعوا المحبة ويجلسوا الى طاولة الحوار ويتوصلوا الى النتيجة المرضية المطمئنة لجميع العراقيين لنقدم انموذجا يفخر به شعبنا والعالم كله ينظر اليه ويفخر به ، وكما ان الانتخابات كانت محطة مهمة ، ما بعدها وتشكيل الحكومة ايضا يجب ان يتسم بهذه الميزة والخصوصية وهذا ما ندعو اليه جميع القوى والفعاليات السياسية داخل التحالف الوطني والساحة الوطنية ” .
https://telegram.me/buratha