انتقد امام جامع براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير السياسات الامنية المتبعة التي لم تردع الارهاب على الرغم من الجهود المبذولة من قبل القوات الامنية الا ان القيادات الامنية العليا لم تفلح لحد الان الى ايقاف الجرح الدامي ,
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة السياسية مع الاسف الشديد يوم امس نكبنا بعدد من الشهداء من زوار الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه ضمن سلسلة طويلة من الاستهداف المكرر من قبل التكفيريين وحلفاء البعث المجرمين وانا وان كنت لا استغرب من هؤلاء ان ينفثوا بكل سمومهم خلال هذه الفترة ولكن يبقى عتبنا على طبيعة السياسات الامنية التي لم تفلح للاسف الشديد طوال كل هذه الفترات من ايقاف هذا الجرح الدامي في جسد عراقنا الحبيب .
واضاف سماحته انا في الوقت الذي اثمن الجهد النبيل الذي تقوم به القوات الامنية في سهرها المتواصل من اجل حماية الزوار ولكن لابد لي من ان اشدد على القيادات الامنية بالمزيد من العمل والسهر من اجل ان لا تتكرر فجائع يوم امس , صحيح ان المسيرة طويلة ولكنها استهدفت في داخل بغداد وهذا الاستهداف معنية به الخطة الامنية التي وضعت لحماية الزوار بشكل مباشر
وفي الوقت الذي اهيب برجال الامن من كل مستوياتهم في مزيد العمل من اجل تامين حركة الزيارة الا انه من الواجب ايضا ن ادعو اخواننا المواطنين من الزوار ومن غيرهم الى ضرورة مضاعفة الوعي الامني ومضاعفة الاحتراز والتحرز من طبيعة اجرام هؤلاء , فهؤلاء ما عادوا اخفياء عليكم في اعمالهم وفي خبثهم في دنائتهم ما عادوا صحفة مجهولة هؤلاء لديهم رغبة في شرب دماء شيعة اهل البيت بكل مستوى يستطيعون واعتقد ان الحذر والانتباه والتحرز وعدم البساطة في التعامل مع الاشياء هو امر لازم ويمكن له ان يخلص المؤمنين من كثير من الاضرار التي تحصل .
ومن جانب اخر تحدث سماحته عن الاعتداء الذي حصل على طلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف من اخواننا الاجانب من الذين لا يحملون الجنسية العراقية هذا الاعتداء تم باوامر عليا من مسؤولي وزارة الداخلية , والاعتذار الذي قدمته الوزارة لا يمكن ان يقبل فعشرات الطلبة من الاجانب بحجة انهم لا يمتلكون اقامات وغالبية هؤلاء الطلبة من الطلبة الباكستانيين تمت مداهمة بيوتهم واخرج بعضهم بطريقة مذلة جدا حتى ان بعضهم بملابسه الداخلية وفي كثير من الاحيان باساليب الشتيمة والتشمت وبكل عجرفة تم اركابهم بسيارات مكشوفة وعدنا لنرى نفس الصورة التي سبق لنا ان رايناها في بداية السبعينات من القرن الماضي , يوم ان هاجم البعثيون الحوزة الدينية وبداوا يسوقون الطلاب الى مديريات الاقامة والجنسية بغية تسفيرهم .
وتابع سماحته الحجة ان هؤلاء يمتلكون اقامات , نحن لاشك ولاريب مع اي اجراء يجعل اوضاع كل انسان ضمن السقف القانوني ونحن مع الاجراءات السليمة التي تؤمن احترام القانون ولكن هل ان القانون يعني ان يهان الطرف المقابل , وهل ان القانون وتطبيقه يعني الشتيمة واهانة هؤلاء ومحاولة التوهين بلباسهم وبزيهم ؟؟؟ ولماذا تم هذا الامر بشكل فيه تركيز على الطلبة الباكستانيين ؟؟؟ ولماذا تم هذا الامر في اللحظات الاولى من اعلان نتائج الانتخابات ؟؟ ولماذا تم الامر باذية كبيرة جدا لمثل هؤلاء ؟؟؟
وتسائل سماحته هل ان وزارة الداخلية حريصة على تطبيق القانون ؟؟؟ عظيم جدا هذا الامل !! ولكن دعوني اسال اين وزارة الداخلية من حالات القاء القبض الصادرة على الالاف من المجرمين والتي لم تنفذ حتى هذه اللحظة ؟؟؟ لا يوجد منطقة في العراق الا واناسها يعرفون عشرات المطلوبين باعمال ارهابية تناستهم وزارة الداخلية كل هذه الفترة .
اين الداخلية من حالات التجاوز على القانون في كثير من القضايا لماذا الطلبة لوحدهم ؟؟؟ بل لماذا مثل طلبة العلوم الدينية يعانون من مسالة اخراج الاقامة لهم ؟؟؟ ماذا يوجد في النجف من ميزة غير امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وهي فيها ميزة الحوزة والحوزة تستقطب كل الجنسيات وطبيعة الدولة التي فيها هذا العز يفترض هي التي تبادر الى اخراج الاقامات لمثل هؤلاء لا لاعاقة اصدار الاقامات , نعم الداخلية قالت ستعاقب المسيء ولكن هذا القرار لم يتخذ في داخل النجف ويجب معاقبة الذي اصدر مثل هذا القرار في بغداد .
واضاف الشيخ الصغير يؤسفني جدا انا عندما كنت في لبنان اعطى اقامة لانني معمم , لبنان الذي فيه مسيحيين وعادة المسؤوليات الامنية كلها بايديهم ولكن اعطى اقامة لانني معمم والعراق بلد الحوزة وعزه لا يمكن ان ياتي الا من الحوزة وهذه الحكومة ماكانت لتكون لولا هذه الحوزة تهان بها بهذه الطريقة .
ليست القصة مجرد طلبة وانما التهمة موجهة الى هذا الزي وان يكون الامر موجه للطلبة الباكستانيين تحديدا اكثر من غيرهم فمعلوم جدا من هو المستهدف في هذه القضية . اهذا هو التغيير الذي وُعدت المرجعية بتحقيقه ؟؟؟ هذه نتيجة الانتخابات ؟؟ اهذا الذي وصلنا اليه ؟ اول لحظة من لحظات اعلان نتائج الانتخابات تسدد ضربة شديدة وبالغة الى الحوزة العلمية . ماذا يعني ؟؟
انا احذر المساس بالحوزة ليس كالمساس بالسياسي , فالسياسيين يمسون ويكذب عليهم ويظلمون اعتدنا على ذلك , ولكن الحوزة شيء اخر وبعد اخر وانا مطمئن ان هذا المكر وهذا الحقد لن يمر لان الله سبحانه وتعالى وعد بان المكر السيء لا يحيق الا باهله .
وتابع سماحته الامر الاخر وانهي عنده هو اعلان نتائج الانتخابات وكما توقعت من اكثر من اسبوعين ذكرت امثلة كثيرة على طبيعة التلاعب الذي جرى في الانتخابات اليوم الكل معتقد بان هناك مقتول دمه على مراى ومسمع من الجميع الكل اشتركوا في حمل جنازته ويريدون تشييعه ولكن ادلة الجريمة لازالت مورد جدل ومورد شك في حديثي هذا انا اعرف ان الامور لن ترجع الى الوراء والنتائج خرجت وبالنتيجة سنتعامل مع النتائج التي خرجت كما هي ولكن علينا ان نتعض وساذكر امثلة سريعة جدا على طبيعة التلاعب الذي حصل رغم ان خلال هذه الفترة بثت وسائل الاعلام الكثير من الادلة ولكن انا ساكتفي ان يقال ان نسبة المشاركة في النجف كانت 82% يعني الزحام على صناديق الاقتراع وعلى مراكز الاقتراع زحام شديد جدا وانا اسال النجفيين اي منكم راى هذا الزحام ؟؟ بل اي منكم بقي في المركز الانتخابي اكثر من ثلث ساعة في اقصى الحالات وان الواحد منا يذهب ويرى المركز خالي .
ان يقال ان منطقة شمال بغداد الغارقة بمياه الفرات نسبة المشاركة فيها نسبة 90% بالمئة وهي غارقة بالفيضان , ان يقال ان نسبة التصويت الخاص في الاجهزة الامنية كانت نسبته 90% والارقام الرسمية تقول ان اكثر من 30 % هناك هروب من الوحدات الامنية فهل رجعنا الى عهد صدام عندما كانوا يقولون نسبة المشاركة 99,999 % , فهل هذه هي الانتخابات ؟؟ وهل تحصل بهذه الطريقة ؟؟
انا ارجع واقول لا يوجد لدينا قضاء يمكن ان يركن اليه ويشتكي ولكن الذي يهمني ان لا ننغش ونتصور اننا امام واحة ديمقراطية والذي يكون بداية اموره بهذه الطريقة لا تتصوروا ان تكون نهاية اموره ستكون ابعد عن هذه الطريقة , عملية التلاعب ستكون مستمرة لكن الشيء المهم انا متيقن من ان هذا التلاعب سيؤثر بشكل جدي على طبيعة التحالفات .
اليوم النتائج التي وصلنا اليها نتائج لا تجعل لاي طرف قدرة في ان يحسم اي خيار حتى اوضح لكم القضية باعتبار ان الناس مشغولة كيف ستكون الامور , لايمكن لاي طرف ان يفوز باي منصب من دون ان يؤمن 165 مقعد هذا السعر الاول الذي من دونه لا يمكن ان تحصل اي شيء , هذا اولا
المرحلة الثانية لا يمكن لهذا الذي حصل على 165 ان يتجاوز عتبة الـ 219 حتى يستطيع تشكيل الحكومة كيف ؟ اليوم لدينا ثلاثة مناصب هذه المناصب رئاسة مجلس النواب اولا ينتخب رئيس مجلس النواب ويحتاج له 165 صوت ثم رئيس مجلس النواب ينتخب رئيس الجمهورية ويحتاج الى 219 صوت من بعد رئيس الجمهورية رئيس الجمهورية يرشح رئيس الوزراء الذي يحتاج الى 165 صوت يعني العتبة الكبرى تقع في العتبة الـ 219 وتعرفون ان الارقام الموجودة لا يمكن لهذا التلاعب الذي تم قبل الانتخابات هذا يقول انا وحدي اشكل الحكومة وذاك يقول لا اشكل مع فلان بل مع فلان وبالتالي الجميع رجع يفكر بالطريقة الاولى وعادت حليمة لعادتها القديمة لان الضحك على ذقون الناس تم والذي اقتنع اقتنع واعطى صوته وبالنتيجة وصلنا الى هذا الواقع رجعنا الى نفس الشيء .
هؤلاء لا يمكن ان يقدموا الى انتخاب رئيس مجلس النواب من دون ان يضمنوا من هو الذي سيكون رئيس الجمهورية وكذلك لا ينتخبون من دون ان يضمنوا من هو رئيس الوزراء يعني الثلاثة ينتخبون في وقت واحد يعني اتفاق على سلة واحدة ,
هذه الـ 219 صوت كيف ستتامن وسط هذه اللاعيب وكل هذه الاستفزازات انا اتعجب على الذي يريد ان يتحالف يغش حتى يتحالف ويعتدي حتى يتحالف يتصور انه بالاعتداء والغش وبتجاوز القانون يمكن ان يؤمن له حلفاء
اليوم ما عادت الامور قابلة الى ان يقبل بالوعود , اليوم كل واحد سوف ياتي وياخذ وعود ولكن بضمانات قاسية جدا وشديدة جدا لانه لا يصدق احدهم الاخر وما عادت الامور مثل قبل ثمان سنوات او حتى قبل اربعة سنوات لان الثقة انهزت تماما والاعمال التي اتت بعد اهتزاز الثقة كرست واقع الخصومة وواقع العداوة بين الاطراف , لدينا امل كبير ان يكون هناك اسراع لكن هذا الامل للاسف الشديد محفوف بكثير من العقبات وبكثير من الازمات ,
وسوف نعود مرة اخرى الى صخب الانتخابات ولكن بطريقة اخرى سوف نرجع الى لغة الاكاذيب والى لغة التسقيط والتجريح والبهتان كل هذا سنرجع اليه وسوف نرى الساحة مرة اخرى ستشتعل لكن العبرة القيادات السياسية الان تفكر بطريقة مختلفة تماما , هذه الطريقة هي كيفية الوصول الى هذه المستويات ومن دون الوصول الى هذه المستويات يحلم الذي يقول هذا لي , وانا اؤكد ان الامور ليست محسومة لاي احد الا بالتحالفات وهذه التحالفات ليست بطرف او طرفين , بل هذه التحالفات تكون بكل الاطراف .
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :
اضغط هنـــا
https://telegram.me/buratha