قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ،السيد عمار الحكيم ،أن برنامج ائتلاف المواطن الانتخابي الذي أعده وشارك فيه خبراء في شتى المجالات هو برنامج إصلاح ونهوض، مبينا ان" كتلة المواطن ستتصدى للمرحلة المقبلة وستنجح في تصفير أزمات الوطن والشروع في البناء.
وذكر الحكيم في الملتقى الثقافي الذي عقد بمكتبه اليوم في بغداد ان" الائتلاف لا يهدف إلى إقناع الناخب بالتصويت لصالح كتلة المواطن فحسب وان كان هذا هدفاً مشروعاً بل هو خارطة طريق لمرشحيه يلتزمون به أمام الشعب ومنهج يسيرون وفق خطواته،
مشيرا إلى أن ائتلاف المواطن لم يتعامل مع "البرنامج الانتخابي" على انه ورقة تسطر فيها الشعارات وإنما هو خطط عمل واليات ومسارات قانونية وسياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية وخطوات محسوبة بعناية للوصول إلى الأهداف، مؤكدا أن آليات العمل تقنع الناخب بامتلاك ائتلاف المواطن لخارطة طريق لتحقيق الأهداف ،
لافتا إلى أن مسار ائتلاف المواطن واضح ببناء العراق وتحصينه والنهوض به في كل المجالات وتصفير أزماته والعمل بروح الفريق القوي المتجانس وأحداث ثورة إدارية حقيقية تقود إلى خطوات جادة في بناء الوطن والتخفيف عن المواطن، موضحا ان الشعب لا يريد من يعيد عليه ما يعرفه أصلا وإنما يريد من يقدم له الحلول والمعالجات في الأمن والسياسة والخدمات والاقتصاد والسكن وتشغيل العاطلين ،
مبينا أن ائتلاف المواطن يضع يده بيد من يتفق معه في برنامجه ومساراته ويستعد للعمل معه في إطار فريق متجانس يسعى للحل لا للازمة، مشددا على التنافس بشرف والابتعاد عن لغة الشتائم ، حاثا المرشحين الى تقديم برامج تتحدث عنهم وتشخص معاناة الشعب، مبينا إن الحوار العراقي مسؤولية ستتصدى لها كتلة المواطن بكل ثقة وعزم خلال المرحلة المقبلة وستنجح في تصفير أزمات الوطن والشروع في مرحلة البناء والإصلاح والنهوض.
و بين أن برنامج ائتلاف المواطن قائم على معطيين رئيسيين أولهما التشخيص الدقيق والتفصيلي لمكامن الخلل في كل المجالات، مشيرا إلى أن التشخيص الخاطئ أو السطحي غالباً ما يقود إلى حلول ترقيعية لا تنتج أصلاحا ولا تبني بلداً ولا تحقق أمنا ورخاء واستقرار وثانيهما وضع الحلول على أساس رؤية إستراتيجية ومراحل زمنية مدروسة ووفق جداول واليات عمل وقوانين داعمة وساندة ،
مؤكدا أن هذين المعطيين خرج منها ثلاثة أسس أولهما أن العراق يجب أن يدار بروح الفريق الكفوء المتجانس القادر على فهم المشكلات والاتفاق على الحلول والسير بالحل من دون إهدار الوقت بالمماحكات والأزمات والتشنجات السياسية ، وثانيهما وضع خارطة قانونية واضحة تعالج الخلل في هيكلة الدولة العراقية وتنهي التفسيرات والتأويلات المتضاربة للنصوص الدستورية والقانونية وتقطع الطريق أمام معظم الأزمات التي نتفق جميعاً على أن أصولها قانونية وثالثهما ثورة إدارية حقيقية وشاملة تعيد هيكلة مؤسسات الدولة في كل المجالات وتنهي حالة الترهل والتراخي وعدم الكفاءة وإهدار المال العام والفساد، مضيفا أن هذه الأسس مترابطة ببعضها فمن دون حل سياسي واتفاق واضح الملامح على "تصفير الأزمات" ليس بالإمكان تشكيل فريق عمل متجانس ومن دون فريق عمل لا يمكن تمرير عشرات القوانين الأساسية لإحداث النهضة الشاملة ومن دون قوانين يتبناها الجميع لن تتحقق الثورة الإدارية التي ستقود العراق بمراحل متسارعة إلى تحقيق أهدافه .
ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الكتل إلى التنافس بشرف ، مذكرا المرشحين بان الشعب اليوم ينظر إليكم ويستمع منكم فاسمعوه برامجكم وجنبوه الاستماع إلى مشاكلكم! فواجبكم أن تقدموا حلولاً وليس مشاكلاً ، حاثا إياهم إلى جعل سلوكهم بمستوى الواجب الذي يسعون إليه، مؤكدا ان الشعب وصل إلى مرحلة النضج والتمييز فلا تقللوا من تقييمكم لنباهة هذا الشعب فهو شعب يتحمل ولكنه لا ينسى ،
مشددا على ضرورة تحدث البرامج لا الشتائم، مشددا على ان الانتخابات هي التجسيد الحقيقي للديمقراطية وأنها تستند إلى القدرة على تشخيص الخلل ومعالجته والتشخيص يمتد إلى كل مراحل العمل السياسي ويتحول إلى أفكار وبرامج وأسلوب للخطاب يحترم إرادة الناخب ويتفاعل مع طموحاته وأهدافه .
واكد الحكيم أن المرجعية الدينية هي الأب وكلمتها كلمة واحدة ليس فيها تأويل أو تفصيل وإنها على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات ولا يمكن للمرجعية الرشيدة إلا أن تكون على مسافة واحدة ، مبينا ان المرجعية الدينية علمتنا ان العدل هو أساس النجاح وهي تقدم نموذجاً يقتدى به في الواقع الاجتماعي، مشيرا إلى أن المرجعية تتعامل مع الثوابت لا مع المتغيرات وتتعامل مع المبادئ لا مع الاتفاقيات وتنأى بنفسها عن المغريات ، مشددا على ان المرجعية ترى ان الواجب الوطني الأكبر هو المشاركة في الانتخابات
، داعيا الى جعل يوم الانتخابات يوماً تاريخياً ملحمياً في حياتنا لأنه يوم قرارنا ويوم تحديد مصيرنا وحريتنا ، موضحا ان الفارق الأكبر بين الدكتاتورية والديمقراطية هي الانتخابات ، مشددا على ان المرجعية مع الحق وتدعو للحق ولا تفق على مسافة واحدة بين الحق والباطل ولا تقف على مسافة واحدة بين الناجح والفاشل ولا تقف على مسافة واحدة بين من يحمي حقوق الناس ومن يعتدي على حقوقهم ولا تقف على مسافة واحدة بين النزيه والفاسد ولا تقف على مسافة واحدة بين الصالح والطالح ،
مذكرا بان المرجعية قالت أنها تقف على مسافة واحدة من الكتل السياسية التي تشارك في الانتخابات وعلى المواطن ان يشارك في الانتخابات وان يغير نحو الأفضل وان لا يجرب المجرب وان لا يعطي صوته لكل من لم يقدم له خدمات ولكل من لم يراعي حقوقه ولكل من لم يحقق الأمن للناس، مشيرا إلى أن أن كلام المرجعية واضح وصريح وهي تدرك مسؤولياتها أمام الله والشعب والتاريخ .
و أشار إلى أن العدل مرتبط بالقضاء النزيه العادل الذي لا يميل لأي اتجاه ، مبينا أن أي حكم مقبول أساسه العدل، مؤكدا ضرورة اللجوء إلى وزارة العدل كي تمنح العدل للناس وتوفر قضاء عادلاً وكذلك مجلس القضاء الأعلى ، محذرا من مصيبة كبرى أذا ما ساورت الشكوك تجاه القضاء لان العدل أساس الحكم والقضاء أساس العدل ، مبينا انها سلسلة مترابطة متواصلة لا تقبل التفكيك ولا التأويل ، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم بحماية القضاء من التأثير والضغوطات وان نوفر له البيئة القانونية السليمة، محذرا من غياب نجاح الدولة إذا فقد القضاء استقلاليته ولا ديمقراطية بدون قضاء مستقل ولا عدل وحرية ومساواة بدون قضاء مستقل، مشيرا إلى إن العراق سيخسر كل شئ إذا خسر القضاء.
وتابع أن الأزمات والصراعات المستمرة سببها انقطاع الحوار السياسي بين القوى السياسية من جهة وبين الطبقة السياسية والمواطنين من جهة أخرى ، عادا إياها ظاهرة خطيرة تتطلب الوقوف عندها بشكل مسؤول ، مشددا على اعتماد منهجية الحوار وهي مؤشر قوة لا ضعف فالبناء يحتاج إلى أشداء قادرين على الحوار الصريح مع بعضهم ومع شعبهم وتجنب التصريحات النارية وكيل الاتهامات للآخرين والتقسيط المتبادل الذي لا يساعد على تحقيق أي هدف ، داعيا إلى اعتماد حوار الأقوياء الواثقين المؤمنين بوحدة الهدف ،
مشيرا إلى إن الأعوام الماضية أثبتت فاعلية هذا المنهج ومتبنياته السياسية القائمة على أساس الحوار، مؤكدا أن تيار شهيد المحراب تجمعه مع كل الكتل السياسية دون استثناء علاقات وروابط تمكنه من فتح حوار صريح وشفاف ومعالجة الأزمات بعيداً عن التسويف والمماطلة، معللا تلك العلاقة بعدم ربط تيار شهيد المحراب علاقاته السياسية بأهداف وصراعات انتخابية، لافتا إلى أن إيمان تيار شهيد المحراب بقدرته على قيادة المرحلة المقبلة ترتبط بقدرته على تقديم الحلول من دون حاجة إلى تهديد بنية الوطن او تقويض امن المواطن، متسائلا عن سبب منع اللقاءات المباشرة لحل الأزمات؟ وما الذي يتسبب بانقطاع الحوار السياسي لأشهر طويلة؟ ،
مذكرا بان كتلة المواطن كانت تفتح أبواب الحوار للشركاء رغم أن بعضهم لم يكن يتفاعل معها بالشكل المناسب، لافتا إلى أن السياسة هي ميدان الحلول والخيارات، معللا وصول الأزمات إلى مرحلة كسر العظم والتنكيل والتسقيط لغياب أبواب الحوار بين إطراف الأزمة ، مشددا على نصر المواطن لأنه يستحق النصر والشعوب لا تهزم ولا طريق أمام العراق سوى النصر، واصفا النصر بإعلاء كلمة العراق وتجسير الروابط بين أبناء الشعب وتحقيق التعايش على أساس التاريخ والمصلحة الوطنية
https://telegram.me/buratha