دعا وزير الخارجية التركي، اليوم الثلاثاء، إلى "منح الناس حرية التجول من البصرة إلى اسطنبول"، مؤكدا ان بلاده "تراعي من يصبح صديقها"، وفيما شدد على ان "للكرد في تركيا نفس حرية التركمان العراقيين"، قال ان بلاده "لاتؤيد التقسيم" لان "خلق دول جديدة ليس له أي معنى، مؤكدا ان تركيا ايدت "ظاهرة الربيع العربي في البداية"، لكنها "اتخذت منحى تنازليا"، خلال هذه الفترة.
وقال أوغلو في كلمة له بدأها باللغة الكردية لمدة نحو 10 دقائق، خلال المؤتمر السنوي الذي أقامته الجامعة الأمريكية في السليمانية ، "نأمل السلامة لجلال الطالباني وكنت أتمنى لو كان الطالباني موجودا وزيارة السليمانية كانت حلما وتحقق وهي أول زيارة لي"، وتابع "جميع الدول والشعوب في الشرق الأوسط تواجه المشاكل والتحديات نفسها ويجب على جميع الجهات مواجهة تلك التحديات بمشاركة وتعاون روحي".
ودعا الى أن "نكون مثل ألمانيا وفرنسا وايطاليا"، موضحا أن "المواطنين في هذه المنطقة لديهم حرية التجول ويجب ان تكون هذه المنطقة نفس الشيء وان تكون هناك حرية للناس من البصرة الى اسطنبول يتجولون بحرية".
وأوضح أوغلو "نحن في السياسية الخارجية نراعي نقطتين، من يصبح صديقنا وأصدقاء في السابق، وبالنسبة للعراق ليس لدينا أي فرق فالجميع إخواننا"، وأكد "نحن نريد المحافظة على ثروات أراضي البعض ويجب ان لا توجد أية خطط لتقسيم الأراضي في المنطقة"، عادا ذلك بأنه "خلق لدولة جديدة في المنطقة ليس له أي معنى".
وأكد أن "الحكومات التي لا تخلق شعورا بالمواطنة لن تنتصر"، لافتا الى "إننا في سنوات الثمانينات كان يوجد لدينا نوع من المشاكل لا يجوز معه بث القنوات المتلفزة باللغة الكردية ونحن من هذا النحو وصلنا الى المرحلة الصفر".
وتابع أوغلو في قوله "في بداية الستينات كانوا يقولون لنا انتم لا تريدون الوجه الارمني والعربي"، وأستدرك "لكن في سنة 2012 حولنا تبديل هذا الوضع النفسي حيث في سنة 2006 تم بث قناة rt 6 والناس رحبوا بهذه القناة التي تبث باللغة الكردية"، مبينا "أنا حاليا استطيع التحدث باللغة الكردية وقبل 10 سنوات لم يكن بالحسبان لقاء بارزاني مع اردوغان وان يتحدث بارزاني باللغة الكردية في تركيا ولهذا بينا ان الكرد في تركيا لديهم نفس الحقوق الممنوحة للتركمان في العراق".
وطالب وزير الخارجية التركي بلدان المنطقة بأن "يكون هناك توافق بين الأمن والحرية"، وأوضح أنه "بالنسبة لأحداث مصر 2011 الثورات أتت بديناميكية جديدة وسنة 2012 سنة انتصار لنقل السلطة في معظم البلدان كمصر وتونس وليبيا"، مستدركا "لكن في سنة 2013 هذه المرحلة الانتقالية أصبحت بشكل تنازلي في البلدان".
وأضاف أوغلو أن "بشار الأسد يجهل تنظيم الشعب السوري وغير قادر على ان يفهم انه من المفترض عدم بقاءه في السلطة بعد ارتكابه الأعمال الوحشية"، وأشار الى "إننا في سنة 2011 أيدنا ظاهرة الربيع العربي ونؤيد الشعب السوري وميدان التحرير في مصر لان هذه المرحلة الانتقالية من المراحل الحديثة".
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني وصف، خلال المؤتمر الذي أقامته الجامعة الامريكية في السليمانية، اليوم الثلاثاء، العراق بالـ"متجه للانهيار"، وفيما بيّن أن المواطنين "يائسون" بسبب غياب حلول المشاكل الأمنية، أكد تخوف الكرد من مستقبل العراق وعدم إطمئنانهم للعلاقات مع بغداد، منتقدا إستخدام بغداد "قوت شعب كردستان" كورقة ضغط، وشدد على أن الكرد "لن يتخلوا عن حقوقهم".
وانطلقت في محافظة السليمانية، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر السنوي للجامعة الأميركية لمناقشة المشاكل التي تواجه الشرق الاوسط، ويستمر لمدة يومين، وفيما حضر المؤتمر رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ومستشار الامن الوطني فالح الفياض ووزيرا الخارجية والتعليم العالي هوشيار زيباري وعلي الاديب، أكد وزير التعليم أن المشاكل بين الحكومتين المركزية والاقليم "لن تحل من دون تنازل الطرفين".
وانطلقت اعمال المؤتمر السنوي للجامعة الاميركية في مبنى الجامعة الواقع، غربي مدينة السليمانية، بحضور رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره التركي احمد داود اوغلو ورئيس ديوان رئاسة حكومة إقليم كردستان فؤاد حسين ورئيس حكومة الاقليم السابق برهم صالح ووزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان اشتي هورامي، ومستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض ووزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب والنائب عن إئتلاف دولة القانون حاجم الحسني، فيما سيناقش المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين المشاكل التي توجه دول الشرق الاوسط.
https://telegram.me/buratha
