الأخبار

إدارة الديوانية تدافع عن إلزامها الموظفين تسلم بطاقاتهم الانتخابية ومسؤولة تعد القرار "مخالفة" قانونية ودستورية


أكدت إدارة الديوانية، اليوم الخميس، أن قرارها اعتماد البطاقة الالكترونية وثيقة رسمية لتسليم موظفي الدولة رواتبهم، يقع ضمن مسؤولياتها للمحافظة على المصالح العليا للدولة والتجربة الديمقراطية، وفي حين رحبت نقابة المحامين بالمحافظة بالقرار وطالبت بتعميمه ليشمل الدوائر ذات الصلة بمصالح المواطنين، استهجنت عضوة بمجلس المحافظة القرار وعدته "يخالف القانون والدستور" ودعت لإعادة النظر به واعتماد وسائل توعية أكثر فاعلية لإقناع المواطنين المشاركة بالانتخابات.

وقال محافظ الديوانية، عمار حبيب المدني،  إن "المسؤوليات الملقاة على عاتق إدارة المحافظ لا تقتصر على الجوانب الإدارية فقط، بل تشمل أيضاً عدة جوانب في مقدمتها المحافظة على المصالح العليا للدولة وحمايتها لحفظ التجربة الديمقراطية"، مشيراً إلى أن "اعتماد البطاقة الالكترونية وثيقة رسمية لتسليم موظفي الدوائر الحكومية رواتبهم، يأتي في إطار إنجاح عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وتمكين المواطنين من ممارسة دورهم الوطني في بناء الدولة".

وأوضح المدني، أن "الإجراء يهدف إلى تسهيل عمل مكتب مفوضية انتخابات المحافظة وضمان نجاحه في أداء عمله"، مبيناً أن "إدارة المحافظة اتخذت قرارات عدة، كان أبرزها الزام الدوائر الرسمية اعتماد بطاقة الناخب الالكترونية كوثيقة رئيسة لتسليم رواتب الموظفين".

وأضاف المحافظ، أن "البطاقة الالكترونية ستكون وثيقة رسمية للمواطنين لما تضمه من قاعدة بيانات شخصية مهمة، وسيكون لها أثرها الكبير على المدى البعيد، في وضع استراتيجية تنظيم المحافظة"، لافتاً إلى أن "القانون لا يمنع ذلك الإجراء".

من جانبه اعتبر رئيس فرع نقابة المحامين في الديوانية، ذو الفقار الشبلي، في حديث إلى (المدى برس)، أن "القرار الذي اتخذته إدارة الديوانية باعتماد بطاقة الناخب وثيقة أساس لتسلم رواتب الموظفين، خطوة ايجابية نظراً لعزوف المواطنين عن تسلمها"، عاداً أن "عدم المشاركة في الانتخابات يؤثر سلباً على العملية الديمقراطية وبناء الدولة العراقية".

وطالب الشبلي، إدارة المحافظة ومجلسها، بضرورة "تعميم قرارها بهذا الشأن على دوائر الدولة كافة بالمحافظة، المعنية بمعاملات المواطنين، ومنها كتاب العدول والمرور والتسجيل العقاري والضريبة، لتطالب المواطنين إبراز بطاقة الناخب الالكترونية مع الوثائق الرسمية في المعاملات، ليكون ذلك حافزا على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة".

ورأى رئيس فرع نقابة المحامين في الديوانية، أن "بعض مراحل بناء الدول المتحررة والديمقراطية تستوجب وضع نوعاً من القيود لترسيخ الديمقراطية، ما يوجب على الحكومة التدخل لحث المواطن لأداء واجباته الوطنية لتحقيق المصلحة العليا للبلد".

إلى ذلك قالت عضوة مجلس محافظة الديوانية، الحقوقية حكيمة عظيم، إن "الغاية من قرار إدارة المحافظة، تشجيع الناخبين على تسلم البطاقة الإلكترونية للمشاركة الفاعلة بالانتخابات، برغم ما يترتب على ذلك من اشكالية قانونية".

وأضافت عظيم، أنه "ليس بإمكان أي جهة وتحت أي ذريعة إجبار المواطنين على تسلك البطاقات الانتخابية ومساومتهم على ذلك برواتبهم"، موضحة أن "كثيراً من المواطنين مرضى أو غير مقتنعين بالانتخابات ويمتنعون عن المشاركة فيها، ولا توجد أي مادة دستورية او قانونية تجبرهم خلافاً لذلك".

وأكدت عضوة مجلس محافظة الديوانية، أنه "لا يحق لأي مسؤول ربط المشاركة بالانتخابات بموضوع الرواتب والبطاقة التموينية"، عادة أن "إدارة المحافظة تسرعت باتخاذ القرار من دون استشارة مجلس المحافظة، الذي يعد الجهة المخولة والوحيدة بتشريع القرارات ورقابة الأداء الحكومي في المحافظة".

واستغربت عظيم، من "عدم استخدام وسائل ترغيب أخرى ودعوة نشطاء ومنظمات المجتمع المدني، لحث الناخب على الذهاب لتسلم بطاقته الإلكترونية للمشاركة في الانتخابات طواعية من دون أي تلويح بالتهديد"،

وتابعت "سأعرض القرار في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظة، كونه أصبح قضية رأي عام، لأن ربط رواتب الموظفين والبطاقة التموينية باستحصال بطاقة الناخب غير جائز دستورياً وقانونياً واجتماعياً".

وشددت عضوة مجلس محافظة الديوانية، على أن "الذهاب إلى الانتخابات من عدمه حرية شخصية، ولا يوجد أي نص دستوري أو قانوني يجيز ارغام المواطن على المشاركة فيها منذ تأسيس الدولة العراقية"، معتبرة أن "الربط بين الرواتب وبطاقة الناخب مخالفة قانونية، على إدارة المحافظة إعادة النظر بقرارها الذي شرعته ونفذته دون أن تعلم به مجلس المحافظة".

وأبدت عظيم استغرابها من "تأييد نقابة المحامين للقرار"، مستطردة أن "حماية الديمقراطية يجب ان تراعي حماية حرية المواطن".

وتساءلت عضوة مجلس محافظة الديوانية، عن "أسباب عدم تقدير ظروف المواطنين من البدو وسكنة المناطق النائية والأرياف والمرضى والمقعدين في هذا القرار"، داعية مفوضية الانتخابات إلى "تشكيل فرق جوالة تذهب إلى المواطنين في القرى والأرياف لتوزع البطاقة الالكترونية عليهم، وإقناعهم بالمشاركة بالانتخابات، لا أن يتم التعامل معهم بهذا الشكل التعسفي الذي قد يؤدي إلى عزوف أكبر عن المشاركة في الانتخابات حتى وإن تسلم الناخب بطاقته الالكترونية".

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الديوانية، (يبعد مركزها 180 كم جنوب العاصمة بغداد)، شنوا، أمس الأربعاء،(الـ26 من شباط 2014 الحالي)، حملة استهجنت قرار إدارة المحافظة بإجبار الموظفين والمواطنين على ابراز بطاقة الناخب الالكترونية كشرط لتسلم رواتبهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك