هدد أطباء كربلاء، اليوم الخميس، بالهجرة من البلاد إذا لم تعالج ظاهرة "تهديدهم بالقتل أو الفصل العشائري" من قبل ذوي المرضى، وفي حين طالبوا بتطبيق قانون حمايتهم وتبني برامج توعية للمجتمع، أكد شيوخ عشائر المحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، أنهم سيوقعون "وثيقة شرف وعهد" لحماية الكفاءات العراقية، وفي مقدمتها الأطباء وأساتذة الجامعات، وإعلان "البراءة" ممن يعتدي عليهم.
جاء ذلك خلال المؤتمر المشترك الذي أقامته نقابة أطباء كربلاء، ، مع شيوخ ووجهاء عشائر المحافظة، في قاعة المؤتمرات بمدينة الحسين الطبية، وسط كربلاء،
وقال نقيب أطباء كربلاء، علي أبو طحين إن "المؤتمر يقام بالتزامن مع غلق أطباء المحافظة عياداتهم الخاصة، اليوم، احتجاجا على الانتهاكات والاعتداءات المتكررة بحقهم من قبل بعض أبناء العشائر"، عاداً أن "ظاهرة الاعتداء على الأطباء وتهديدهم بالقتل بدأت تتسع بنحو كبير في الآونة الأخيرة".
وأضاف أبو طحين، أن "النقابة دعت شيوخ العشائر لتوصل إليهم صوت الأطباء ومعاناتهم مع ذوي المرضى الذين يتوفون خلال العلاج أو في أثناء العمليات الجراحية الصعبة"، مشيراً إلى أن "ذوي المتوفين بدأوا يتوجهون بالتهديد والوعيد للطبيب في حال توفى مرضيهم لأسباب خارجة عن الإرادة".
وأوضح نقيب أطباء كربلاء، أن "الأطباء الجراحين في كربلاء أصبحوا يخشون إجراء أية عملية جراحية صعبة برغم قدرتهم على ذلك خوفاً من الملاحقة العشائرية والتهديد بالقتل"، لافتاً إلى أن "الكثير من أطباء كربلاء يفكرون جدياً بالهجرة إلى خارج البلاد ليخسر العراق الكثير من كفاءاته المتخصصة التي هاجر نحو ثلثها خلال السنوات الماضية".
وطالب أو طحين، الحكومة بضرورة "تطبيق قانون حماية الأطباء وتبني برامج توعية المجتمع عن طبيعة عمل الطبيب ودوره في انقاذ حياة المرضى"، داعياً شيوخ العشائر والوجهاء إلى "تثقيف أبناء عشائرهم والابتعاد عن المطالبات العشائرية في حال وفاة المريض واتباع الطرق القانونية التي تكشف الحقائق في حال وجود تقصير من الطبيب".
من جانبه قال الطبيب الجراح، صباح الحسيني، إن "الأطباء يبلغون عادة ذوي المريض عن طبيعة حاليه والعملية التي تتطلبها وما يرافقها من مضاعفات ويأخذون توقيعهم على ذلك"، مستدركاً "لكن الجراحين بدأوا يتفاجؤون بردود فعل متشنجة وغير متوقعة، تصل حد التهديد بالقتل أو المطالبة بالفصل العشائري، من قبل ذوي المرضى الذين يتوفون في أثناء العمليات أو بعدها لأسباب خارجة عن الإرادة".
وعد الحسيني، أن "اتساع ظاهرة تهديد الأطباء تشكل مشكلة كبيرة على المعنيين ايجاد الحلول لها وإلا سيضطر الأطباء إلى ترك البلاد".
إلى ذلك قال أحد شيوخ العشائر في كربلاء، ويدعى، منذر الميالي، ، إن "شيوخ عشائر كربلاء يقفون إلى جانب الأطباء ويرفض أي اعتداء أو تهديد بحقهم"، مؤكداً على ضرورة "تطبيق القانون والضرب بيد من حديد على كل من يسيء للأطباء وباقي الكفاءات العراقية والتسبب بهجرتهم من البلاد".
وأوضح الميالي، أن "شيوخ عشائر ووجهاء كربلاء سيوقعون على وثيقة شرف وعهد لحماية الكفاءات العراقية وفي مقدمتها الأطباء وأساتذة الجامعات، وإعلان البراءة ممن يعتدي عليهم"، عاداً أن "الوثيقة ستكون مكملة لتلك التي وقعها شيوخ كربلاء في عام 2007، وأعلنوا من خلالها عن هدر دم كل من يتجاوز على أملاك الدولة وأموالها وعناصر الأجهزة الأمنية".
يذكر ان ممثل المرجعية الدينية الشيعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، انتقد في خطبة صلاة الجمعة بالحضرة الحسينية، في (الـ21 من شباط 2014 الحالي)، تهديد الطبيب في حال وفاة المريض الذي يعالجه، لأسباب خارجة عن الإرادة، وفي حين عد أن ذلك يؤسس لظاهرة خطيرة في المجتمع العراقي، طالب باحترام القانون وأحكام الدين والشرع وعدم التعامل بالعنف مع مثل تلك القضايا التي تتسبب بهجرة الأطباء.
يذكر أيضاً ان ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى، الامام المفدى السيد علي السيستاني، في كربلاء سماحة السيد أحمد الصافي، كشف في خطبة صلاة الجمعة بالحضرة الحسينية، في (الـ14 من شباط 2014 الحالي)، أن إعاقة عمل الطبيب واتهامه حينما يتوفى مريضه، بدأت تطفو إلى السطح وتكاد تكون ظاهرة في المجتمع، ودعا المؤسسة الصحية إلى بذل الجهود الاجتماعية لمعالجة هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الأطباء والكفاءات.
وكانت مصادر طبية كشفت عن أن أحد ذوي المرضى أدخل مسدس الى داخل مدينة الحسين الطبية وسط كربلاء وحاول قتل الطبيب الجراح صباح الحسيني في وقت كان يجري عملية داخل صالة العمليات الكبرى.
يذكر أن البرلمان العراقي، صوت في جلسته التي عقدها، في (الرابع من تموز 2013 المنصرم)، على قانون حماية الأطباء، الذي أكد على حماية هذه الشريحة من الاعتداءات ومنع المطالبات العشائرية بحقهم وعمليات والابتزاز عن نتائج أعمالهم.
واكد القانون عدم جواز "إلقاء القبض او توقيف الطبيب المقدمة ضده شكوى لأسباب مهنية طبية إلا بعد إجراء تحقيق مهني من قبل لجنة وزارية مختصة"، مشددا على معاقبة كل من يدعي بمطالبة عشائرية او غير قانونية ضد طبيب "بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار"، وعلى تشجيع الأطباء المهاجرين على العودة للوطن.
https://telegram.me/buratha
