رجّح ضابط برتبة عقيد في وزارة الدفاع العراقية ان تنفذ القوات الامنية عملية تطهير الفلوجة خلال ايام قليلة في حال عدم تمكن ابناء العشائر من تنفيذ الخطة المشتركة، الا ان احد قادة ابناء العشائر قال انهم يواجهون "صعوبة كبيرة" في الدخول الى الفلوجة،" بسبب من ان "القوات الامنية تأخرت كثيرا، وأعطت الفرصة المناسبة لتنظيم "داعش" ليرسخ قواعده ويرهب أهل المدينة.
وقال الضابط، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، ان "تحرير الفلوجة ربما سيتم في غضون بضعة أيام، حسب الخطة والاتفاق من قبل أبناء العشائر،" الذين قال انهم "تعهدوا بدخول المدينة بمعزل عن القوات الامنية،" فيما ستتولى القوات الامنية مهمة "المساندة."
ورأى ان تدخل ابناء العشائر "ضيّق الخناق" على الارهابيين في المدينة.
وأوضح ان "هناك خطة موضوعة من قبل ابناء العشائر والقوات الامنية،" لطرد المسلحين من الفلوجة، مضيفا ان معلومات استخبارية تشير الى ارتباك التنظيمات المسلحة في الفلوجة بعد الاتفاق بين ابناء العشائر والقوات الامنية.
وحذّر من انه إذا لم تُنَفّذ هذه الخطة، فـ"القوات الامنية ستقتحم المدينة للقضاء على المسلحين،" الذين رأى المتحدث انهم "خسروا كل معاقلهم ولم يتبق لهم من ملاذ سوى الفلوجة."
لكن احد قادة ابناء العشائر في الانبار، حمّل القوات الامنية مسؤولية تفاقم الاوضاع سوءا في الفلوجة بسبب تاخرها في التحرك.
وقال الشيخ ناصر المحيمدي ان ابناء العشائر يواجهون "صعوبة كبيرة" في الدخول الى الفلوجة،" بسبب من ان "القوات الامنية تأخرت كثيرا، وأعطت الفرصة المناسبة لتنظيم "داعش" ليرسخ قواعده ويرهب أهل المدينة، ويسيطر على كل المفاصل الادارية والامنية والشرعية فيها،" مؤكدا ان "سطوة عناصر التنظيم على كل المنازل."
ولفت الى ان "هناك عوائل ما زالت في الفلوجة لم تترك منازلها، جلّهم من الفقراء، الذين لا يملكون حتى المال للخروج من المدينة." وقال الشيخ المحيمدي ان "تنظيم داعش يفرض على الباقين في الفلوجة اتاوات كبيرة."
العقيد في وزارة الدفاع قال إن المنطقة الصناعية في الفلوجة خرجت من أيدي المسلحين، مشيرا إلى أن هذه المنطقة "كانت قبل نحو شهر تحت سيطرة المسلحين،" الذين كانوا يفخخون فيها سيارات ويصنّعون عبوات.
وأكد أن القوات الامنية طردت المجموعات المسلحة من المنطقة الصناعية، لافتا إلى أن القوات الامنية كانت قادرة على استعادة السيطرة عليها منذ مدة، لكن المسلحين "فخخوا السيارات والمنازل وعدد من المحال، لذلك كنا بحاجة الى مساعدة الفرق المختصة لتفكيكها."
وتابع أن "بعد تفكيك العبوات والمفخخات دخلنا هذه المنطقة، التي كانت تعد معبرا فرعيا لبعض المسلحين."
ولاحظ المتحدث أن "أهمية هذه المنطقة هي انها كانت مخزنا مهما للأسلحة والذخيرة، ومنطقة عبور للمسلحين،" الى داخل المدينة.
الشيخ المحيمدي يؤكد ان "المنطقة الصناعية، التي اعلنت القوات الامنية السيطرة عليها، هي جزء من الخطة،" بين القوات الامنية وأبناء العشائر.
لكنه يلفت الى ان هذا التقدم "غير مؤثر بالمرة لأن المنطقة الصناعية لا تمثل أية أهمية بالنسبة لتنظيم داعش."
ويرى الشيخ المحيمدي ان "الجيش حاليا ليست لديه اية خطة لدخول المدينة،" مشيرا الى ان "عملياته تقتصر على القصف الجوي بداعي استنزاف المسلحين، وضرب طوق من الحصار على المدينة."
ومع ان لهذا "تأثير بسيط جدا،" كما يقول الشيخ المحيمدي، إلاّ ان تأثيرها السلبي أكبر، فهي كما يقول "تدمر الممتلكات دون نتيجة."
وقال إن على هذا الاساس "تم الاتفاق مع الحكومة على وقف القصف، الذي طال الابرياء اكثر مما طال المسلحين في الفلوجة."
عدد من الموجودين حاليا في الفلوجة قالوا إن "التنظيم لديه كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، تتضمن مدافع هاون وصواريخ كاتيوشا،" كما نشر "قناصة في زوايا المدينة."
وقالوا إن مسلحي التنظيم عمدوا الى "تفخيخ معظم مباني منافذ المدينة، لا سيما الشمالية منها، التي يتمركز فيها عدد كبير من القوات الامنية."
وأضاف الفلوجيون أن معظم المسلحين يحملون اسلحة متوسطة، ويتنقلون "بسيارات حمل ونقل، بعضها مصفح."
على أساس هذه المعطيات، كما يعتقدون، "من الصعب دخول أي قوات من أي منفذ، ولا نتوقع ان يتدخل ابناء العشائر في هذه المعارك."
ورأوا أن "اعتماد الحكومة على ابناء العشائر ليس إلاّ مجرد لعبة سياسية وشعبية، من اجل إيصال رسائل للجمهور بان الحكومة ليست مكتوفة الايدي، لكن بالواقع هو ان الحكومة مكتوفة الايدي وعاجزة عن دخول المدينة، وفي كل تقدم للجيش يعطون خسائر كبيرة، وهذا اضر حتى بسمعة الجيش، لانه جيش غير منظم وغير مدرب."
وقال الفلوجيّون إن "تنظيم داعش الارهابي اعلن بمكبرات الصوت بعد صلاة الجمعة إقامة امارة اسلامية في الفلوجة، وإقامة محاكم شرعية،" مؤكدين ان "بعد ان استحوذ التنظيم على كل المباني الحكومية والمدارس والعديد من المنازل، التي هجرها اهلها."
لكن العقيد في وزارة الدفاع رأى ان "ما يقال عن إعلان إمارة إسلامية" في الفلوجة يوضح "خوف وارتباك" مسلحي تنظيم "داعش."
وقال ان هذه "محاولة لتقوية عزيمة المسلحين، فالإعلان عن إمارة يوهم المسلحين بسيطرة واسعة على الأرض،" مؤكدا أن "معلوماتنا الاستخبارية تشير الى ان قادة داعش يوهمون المسلحين بأنهم مسكوا معظم مناطق الرمادي في حين أن الرمادي خلت من المسلحين تماما."
https://telegram.me/buratha
