كشف مجلس محافظة نينوى، اليوم الأربعاء، عن "توسع انتشار تنظيم داعش الارهابي وفتح جبهات جديدة" في مناطق جنوب الموصل بعد تسللها من الانبار، موضحا أن الجيش يخوض "معارك كر وفر" مع داعش،
فيما أكدت لجنة الأمن والدفاع أن "لا حلول سلمية تلوح في الأفق"، محذرة من اتجاه الوضع الامني نحو الأسوأ "بسبب إجراءات الحكومة غير المجدية" في مواجهة التنظيمات المسلحة.
وقال عضو مجلس محافظة الموصل حسام الدين العبار إن "التوتر الذي تشهده محافظة الانبار ألقى بظلاله على الموصل ومدن ومحافظات أخرى وحفز المجاميع المسلحة على الانتشار والقيام بعمليات مسلحة على صعيد أوسع"، موضحا أن "بعض مناطق جنوب الموصل وقعت في اليومين الماضيين تحت سيطرة المسلحين بعمليات كر وفر".
وأضاف العبار أن "االارهابيين بدأوا بالانتشار في مناطق أخرى عدا الانبار وجنوب الموصل وحولوا مسار عملياتهم في الأيام القليلة الماضية وفتحوا جبهات جديدة في مناطق الشرقاط والشورة وحتى صلاح الدين"، مؤكدا أن "إمكانات الارهابيين اكبر بكثير من قدرات الأجهزة الحكومية التي لا تمتلك عناصر أمنية كافية لحماية المحافظة".
ولفت عضو مجلس محافظة نينوى الى أن "مناطق جنوب الموصل كالقيارة ومنطقة حمام علي وقضاء الحضر، تشهد منذ 3 أشهر أزمات أمنية كبيرة بسبب سهولة تحرك الارهابيين القادمين من الانبار وحدود المحافظة المفتوحة على المناطق المجاورة"،
مشيرا الى أن "قضاء الحضر شهد انتشارا واسعا لارهابيين قاموا بتفجير الجسر المؤدي الى المدينة وإحراق مديرية الشرطة وقائمقامية الموصل ودوائر وزارة الزراعة وبعدها انسحبوا لتفرض القوات الامنية سيطرتها على المدينة".
وانتقد العبار "إهمال الحكومة الاتحادية لأوضاع المحافظات التي تشهد عنفا مستمرا مع عدم التنسيق والتفاهم بين القوات الامنية داخل المحافظة نفسها"، مبينا أن "قوات الشرطة الاتحادية المكلفة بحماية المحافظة لا تمتلك سوى الـ (بي كي سي والكلاشنكوف) بينما تمتلك العناصر الارهابية اسلحة متوسطة متطورة وفتاكة تفوق قدرات الاجهزة الامنية".
ومن جانبه، قال الخبير الأمني علي الحيدري، في حديث الى (المدى) إن "سبب انتشار جماعات القاعدة وداعش في مدن الانبار وجبال حمرين ومناطق العظيم يعود لوجود حواضن تتعاطف وتنسجم أيديولوجيا مع توجه الجماعات الارهابية"، لافتا الى أن "الجماعات المسلحة عادة ما تظهر في مناطق رخوة عسكريا من خلال عمليات كر وفر".
وأضاف الحيدري أن "النسبة الأكبر من عناصر الجماعات الإرهابية يحملون الجنسية العراقية ويعملون على مشاغلة وتشتيت الجهد العسكري في محاولة لتشتيت انتباه القوات الأمنية"، مشيرا الى أن "حماية المدن تتم من خلال اجهزة السونار المتطورة والجهد الاستخباري الذي هو في طور النمو"، مبينا أن "عدم وجود تعاون بين المواطن وقوات الأمن أدى الى وجود هذه الثغرات الأمنية".
وبدوره، قال عضو في لجنة الامن والدفاع النيابية في حديث الى (المدى) إن "لا حلول سلمية تلوح في الأفق فالحكومة تصر منذ 47 يوما على ضرب المدن الآمنة بحجة وجود مسلحين في الانبار وجرف الصخر وسليمان بيك وديالى وبعض مناطق حزام بغداد والموصل".
وأضاف النائب، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الحكومة تزج بالجيش في معارك انكسار وهزيمة والنتيجة هي 50 الف عائلة نزحت بسبب الضيم ويسكنون الحقول والمدارس والصحراء ويعيشون ظروفا إنسانية صعبة"، داعيا الى "عدم ضرب المدن لأنها ستكون نقطة سوداء في التاريخ المشرف للجيش العراقي".
وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع أن "رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن السنيد لا يستمع الى آراء وتوصيات لجنته ويمتنع عن تلقي المكالمات الهاتفية منذ ثلاثة أشهر ولا يأخذ بتوصيات زملائه في اللجنة التي يرأسها".
الى ذلك، قال عضو لجنة الامن والدفاع شوان محمد طه، في حديث الى (المدى) إن "الوضع الامني يتجه نحو الأسوأ بسبب إجراءات غير مجدية تتخذها الحكومة في مواجهة التنظيمات المسلحة"، مؤكدا أن "الأجهزة الأمنية قاصرة وتعمل من اجل حماية السلطة لا المواطن".
واضاف طه أن "لجنة الامن والدفاع النيابية قدمت عدة توصيات الى القيادات الامنية التي تعتمد على استخدام القوة المفرطة والمداهمات والاعتقالات العشوائية"، مستدركا "لكن للأسف لم يتم الأخذ بتلك التوصيات"، داعيا الى "اعادة لنظر بهيكلية المنظومة الامنية والدفاعية وعدم تسييسها لأن مهام القوات الامنية ستتغير من حماية المواطن الى حماية السلطة".
https://telegram.me/buratha
