انتقد ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد احمد الصافي ممارسات بعض المسؤولين تجاه الاطباء، مطالبا في الوقت نفسه الجهات الحكومية بمعالجة ظاهرة التلوث في عمليات استخراج النفط في المحافظات المنتجة لاسيما في البصرة.
وقال سماحة السيد الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني في كربلاء، "اننا دعونا ولأكثر من مرة الاهتمام بالشرائح الكفوءة في البلد ومنها شريحة الاطباء والعراق اليوم ينوء تحت مشاكل كثيرة ومنها المشاكل الصحية ولاشك ان لدينا الكثير من الكفاءات الطبية وهم يمارسون دورهم في شكل يخفف من معاناة الطبيب بالشكل المتاح والمتيسر لهم".
وأضاف "لكن للأسف بدأت حالة اجتماعية تقفز الى السطح واشبه ان تكون بالظاهرة وهي محاولة اعاقة الطبيب عن اداء مهمته ونعلم ان الاعمار هي بيد الله وخلال هذه العمر يمرض الانسان واحيانا يتوفى بحادث او بعلة والمكان الطبيعي لاشفاء المريض هو المستشفى، واذا توفي المريض لعدة اسباب، مع العلم ان نسبة الوفيات جراء العمليات في كل دول العالم نسبة طبيعية ومنها في العراق ولكن يتهم فيها الطبيب فورا بحيث اصبح الطبيب يهدد بالسلاح من قبل اقزام لمن لديه منصب وانه ليس من حق الطبيب ان يمارس العمل في العيادة ولابد ان تغلق الى ان تظهر اسباب الوفاة وهذه الحالة اصبحت امام الكوادر والاطباء الكفوئين يعانون منها".
وبين سماحته ان "هذه الحالة ممكن معالجتها فان كانت حالة الوفاة طبيعية فلا يتحملها اي طرف. ولكن هل يحق ان يدخل شخص الى العيادة ولديه حماية ويهدد فيها الطبيب وكانها شريعة غاب وحتى وان تسبب الطبيب في الوفاة فهناك اجراءات اخرى كفيلة باخذ الحقوق مثل تشكيل لجنة تحقيقية واجراءات اخرى قانونية وليس اللجوء الى القوة".
وأكد ممثل المرجعية الدينية العليا على "ضرورة مراجعة بعض التقاليد والعادات التي تحتاج الى مراجعة لاسيما واننا في ظل وجود تيارات تريد الافساد في المجتمع ولابد من معالجة المشاكل بطريقة عقلانية وليس اللجوء الى السلاح وتهديد الاطباء بغلق عياداتهم وعلى المؤسسات الطبية ان تحمي كوادرها وندعو كل الكفاءات ان تاتي الى االبلد ولكن ان تحمى بالحق".
وأشار سماحته الى ظاهرة تلوث المدن بسبب التنقيب عن النفط والغاز المصاحب لعمليات الاستخراج، مبينا ان "العراق بلد نفطي وخيارته كثيرة ولكن هناك مشكلة تتعلق بالمدن الاكثر انتاجا للنفط ومنها مدينة البصرة فاهالي المناطق التي تنتج خيرا يتحول الى شر ولعل هناك مشكلة بيئية تعاني منها مدينة البصرة ونريد ان ننبه المسؤولين بانه لابد ان يهتموا بها الا وهي المشكلة الخاصة بحقول النفط وهي تحتاج الى اهتمام".
وأضاف ان "خبراء البترول يقولون ان هناك امراضا وبائية ومشاكل بيئية في البصرة بسبب عمليات الاستخراج والتنقيب مثل امراض السرطان والعقم والتشوهات الخلقية والامراض غير المشخصة وفقدان حاسة الشم وقصر الاعمار في تلك المناطق بسبب غازات الهيدروجين وهو غاز سام ويخرج من الغازات المصاحبة جراء عمليات الاستخراج وأكدوا وجود اجهزة يمكنها تنقية هذا التلوث ولكنهم يقولون انهم يطالبون بها للجهات المعنية دون اذن صاغية".
وأشار الى ان "من حق اهل البصرة ان يتمتعوا ببيئة لا تؤثر على صحتهم من خلال ايجاد المعالجات الحقيقة مثل بناء مجمعات سكنية بعيدة عن مناطق الاستخراج"، لافتا الى "انهم سيقولون بعد انتهاء خطبة الجمعة انه تمت معالجة الامر دون النظر الى اسس المشكلة بشكل واقعي".
ودعا ممثل المرجعية الدينية الى "تفعيل دور وزارة البيئة التي مازالت ضعيفة ليس في الاداء وانما في الدعم وينبغي اعطاء عملها الاولولية وان تكون كلمتها مسموعة وتعجل في اجراءاتها بمكافحة التلوث".
https://telegram.me/buratha
