اثار ظهور احد ابرز قادة لوبي الاخوان المسلمين في صورة جمعت رئيس البرلمان العراقي بالرئيس الاميركي في البيت الابيض، انتقادات في الاوساط الاميركية المعنية، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن فري بيكون الاميركية الاليكترونية.
وقالت الصحيفة المقربة من دوائر القرار الاميركية ان قياديا مثيرا للجدل في شبكة تنظيم الاخوان المسلمين العالمية شارك في محادثات بين الرئيس الرئيس الاميركي ورئيس البرلمان العراقي في زيارته الى واشنطن في كانون الثاني الماضي.
وقالت الصحيفة ان عضوا بارزا في تنظيم الاخوان المسلمين العالمي استضيف في البيت الابيض في اواخر كانون الثاني في البيت الابيض في لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، الامر الذي اثار ضجة من جانب منتقدي هذا التنظيم الاسلامي العالمي.
وقالت الصحيفة ان انس التكريتي، وهو من زعماء لوبي الاخوان المسلمين في بريطانيا ويتراس والده حزب الاخوان المسلمين في العراق، التقى الرئيس الاميركي ونائبه جو بايدن في اطار وفد لمناقشة المشكلات في العراق.
وقالت الصحيفة ان التكريتي، الذي يرتبط عمله بتنظيم حماس، ظهر مبتسما في صور نشرها البيت الابيض عن اللقاء وهو يقف الى جانب رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي، الذي ظهر يصافح الرئيس اوباما بغرفة روزفلت في البيت الابيض.
وقالت الصحيفة ان ادارة اوباما تعرضت لانتقادات لاتصالاتها بتنظيم الاخوان المسلمين، التنظيم الاسلامي العالمي الذي حصل اعضاؤه في مصر على دعم من البيت الابيض لتوليهم الحكم في مصر.
واشارت الصحيفة الى ان اسامة النجيفي، واعضاء اخرين من الوفد العراقي زاروا واشنطن في اواخر كانون الثاني الماضي، لمناقشة تزايد وجود تنظيم القاعدة في العراق. وقالت الصحيفة ان النجيفي نفسه التقى الرئيس الاميركي مرتين، لكن من غير الواضح ما اذا رافقه التكريتي في كلا الاجتماعين مع اوباما. واشارت الصحيفة الى ان الصورة التي نشرها البيت الابيض عن لقاء الوفد العراقي، كتب عليها تعليق يقول "الرئيس اوباما يرحب برئيس البرلمان اسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب العراقي، بعد لقاء قصير لنائب الرئيس جو بايدن مع النجيفي في غرفة روزفلت في البيت الابيض،" فيما تظهر الصورة بوضوح، كما تقول الصحيفة، انس التكريتي واقفا الى يمين النجيفي. وقالت الصحيفة ان متحدثا باسم البيت الابيض اكد ان التكريتي استدعي الى الاجتماع ليخدم مترجما للنجيفي.
وقالت الصحيفة ان وفقا لتقرير صدر عن البيت الابيض في ذلك اليوم، فان من بين الحاضرين في الاجتماع بونيت تلوار، كبير مدراء شؤون العراق وايران والخليج في مجلس الامن الوطني، وفيليب غوردن، المساعد الخاص للرئيس الاميركي ومدير شؤون الشرق الاوسط في البيت الابيض، وبرت ماكغرك، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وايران، واندريو كيم، مدير شؤون العراق في الخارجية الاميركية. وقالت الصحيفة ان البيت الابيض قال ان الاجتماع ركز على سبل تقديم الولايات المتحدة المساعدة للقادة العراقيين في محاربة القاعدة. ففي بيان صدر في 22 من كانون الثاني الماضي بشان الاجتماع، قال البيت الابيض ان "بعد ظهر اليوم، اجتمع الرئيس اوباما ونائبه جو بايدن برئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ووفد النواب العراقيين المرافق،" مشيرا الى ان "كلا الجانبين جددا تاكيد اهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق."
وقالت الصحيفة ان حضور التكريتي في البيت الابيض شكل مفاجاة للكثيرين الذي قالوا ان المؤسسة البريطانية التي يتراسها التكريتي، وهي مؤسسة قرطبة، كان قد اشار اليها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بانها "الجبهة السياسية لتنظيم الاخوان المسلمين."
ونقلت الصحيفة الاميركية عن بول سكوت، الاكاديمي البريطاني والخبير في الحركة الجهادية البريطانية بجامعة ايست انغليا، قوله ان وجود التكريتي في هذه الاجتماعات يمثل "جزءا من انخراط اميركي ـ بريطاني طويل امد مع الاخوان المسلمين، وهذه استراتيجية للنزول في مياههم المضطربة بعدما اتضح ان الشعب في مصر كان غير مستعد كثيرا ليدع الاخوان المسلمين ان يديروا البلد بالطريقة التي كانوا يريدونها."
وقال سكوت ان "الانقلاب في مصر انهى تسلمهم السعيد للسلطة بطريقة سيئة، لكن من الواضح ان الرهان يتواصل." وقال ان التكريتي يوصف بزعيم "اللوبي الرئيس للاخوان المسلمين في بريطانيا."
وحسب ما قالت صحيفة تلغراف البريطانية ان مؤسسة قرطبة التي يديرها التكريتي تعرضت لانتقادات على عملها "بنحو وثيق مع مجموعات بريطانية متطرفة تسعى الى اقامة ديكتاتورية اسلامية، او ما يسمونها بالخلافة، في اوربا."وقالت الصحيفة الاميركية ان التكريتي عمل سابقا متحدثا رسميا لـ"مبادرة الاخوان المسلمين،" وهي مجموعة اشير الى علاقاتها الوثيقة مع حماس. ومؤسس "مبادرة الاخوان المسلمين" ورئيسها محمد صوالحة كان ناشطا عسكريا كبيرا في حماس. والتكريتي نفسه اثار الجدل باعلانه مساندة حماس والدفاع عن استعمال العراقيين "لكل الوسائل والطرق" لتحرير انفسهم من الاحتلال. كما دافع انس التكريتي عن قرار المجلس الاسلامي البريطاني في العام 2007 بمقاطعة يوم ذكرى الهولوكوست. واشار الى موقف هذه المجموعة بانه "موقف مبدئي." ولم ترد مؤسسة قرطبة على طلب الصحيفة الاميركية للتعليق على مرافقة انس التكريتي للوفد العراقي ولقاءاته مع المسؤولين الاميركيين في البيت الابيض.
https://telegram.me/buratha
