استغرب سكان محليون، قيام امانة بغداد بإغلاق مجسر، استغرق تنفيذه نحو 4 أعوام، بعد إسبوع واحد من افتتاحه.
وقال عدد من سكان منطقة الصالحية وسط بغداد، ، ان ما يعرف بـ "مجسر الإذاعة، الذي نفذ في نقطة تلاقي شارع النقليات في الصالحية بمدخل شارع حيفا، قرب وزارتي العدل والبلديات، أغلق لأسباب مجهولة بعد أيام قليلة من افتتاحه"، منتقدين "إنفاق المليارات على تنفيذ مشروع مروري في منطقة لا تشهد زخما كبيرا".
وقال هؤلاء إن "المكان لا يشهد زحامات مرورية او اكتظاظا في حركة السيارات، وليس هناك من داع لإنشائه اصلا".
في هذه الاثناء، أكد مهندسون مختصون في مجال تصاميم المشاريع الكبرى، ان "الحكومة تنفق اموالا طائلة على مشاريع غير مدروسة، وبلا ادنى تخطيط، ولا تتناسب مع جودتها وطريقة تشييدها والمدد الزمنية لإنجازها، فيما قال مسؤول في امانة بغداد، ان "شركات كبرى تصمم وتنفذ المشاريع، وهي تمتلك خبرة واسعة في مجال عملها".
ويقول عادل جلال، الذي يسكن في شارع حيفا القريب من مجسر الإذاعة ان "أمانة بغداد شرعت منذ 4 اعوام بتشييد مجسر، انتهت من تنفيذه وافتتاحه ومن ثم اغلاقه بعد اسبوع واحد من يوم الافتتاح".
واضاف جلال، وهو موظف حكومي، ان "أمانة بغداد قامت ببناء مجسر ليس له اي اهمية، لأن الطريق الذي شيد عليه كان سالكا على مر السنوات السابقة ولغاية الان، ولا يشهد ازدحامات مرورية تذكر".
من جانبه، يقول المهندس جواد كاظم، ان "اغلب المجسرات التي شيدت بعد العام 2013 لا تحمل مواصفات جيدة، ولا تتمتع بجودة عالية".
وبين كاظم، الذي يعمل في مكتب استشارات لهندسة البناء، ان"المجسرات الحديثة صممت بطريقة لا تتناسب مع الزيادة الهائلة في عدد السيارات، ولا تتلاءم مع الانفجار السكاني والعمراني الذي تشهده العاصمة بغداد".
واوضح المهندس المعماري، ان "الطريقة التي تعتمدها شركات تنفيذ المشاريع الكبرى في عموم العراق تقوم على تصاميم جاهزة، ولا تحاكي التطور الذي يشهده العالم في مجال الهندسة المعمارية"، داعيا الجهات المختصة، الى "الاستعانة بخبراء عالميين وشركات دولية رصينة تتخصص في مجال عملها، وان لا تعتمد على شركات محلية لا تمتلك خبرة كافية في مجال تصميم وتنفيذ المشاريع الكبرى".
وتابع، "يجب وضع دراسات للأماكن التي تشيد بها الجسور والمجسرات، والتخطيط المسبق للأماكن التي يفترض ان يبنى فيها مجسر بحسب حاجة تلك المناطق، وألا يكون العمل عشوائيا".
لكن مسؤولا في امانة بغداد، أكد ان "الشركات التي تضع التصاميم وتنفيذ مجسرات بغداد هي شركات كبرى، وتمتلك خبرة كبيرة في مجال عملها، وبعضها يمتلك اعمالا مماثة في مجال اختصاصها".
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، "تم إنجاز وافتتاح كل المجسرات التي تعاقدت الامانة على تنفيذها باستثناء مجسر باب المعظم"، مبينا ان "سبب عدم اكتمال المشروع يعود الى وجود عوائق خارجة عن ارادة الشركات المنفذة، لكن العمل مستمر".
وفي ما يخص مجسر الاذاعة، قال ان "الجسر القريب من شارع حيفا ووزارة الثقافة تم انجازه وافتتاحه من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي وبحضور امين العاصمة، في اليوم نفسه الذي افتتح فيه نفق باب المعظم"، موضحا ان "عمل امانة بغداد صعب، ويعترضه في بعض الاحيان وجود بنى تحتية تحت الارض، مثل (كابلات أو انابيب ماء او مجاري الصرف الصحي)، وهي تابعة لوزارات او جهات اخرى خارج عمل الامانة، الامر الذي يتسبب بتأخير مدة انجاز المشاريع".
واضاف، "المجسر مكتمل من الناحية الفنية وتم اغلاقه مؤقتا لحين الانتهاء من انجاز مقتربات الطريق المؤدية الى شارع حيفا، وتبليطها، وكذلك لتأمين المنطقة المحاذية لوزارة الثقافة واستكمال الاسيجة من حولها لحمايتها امنيا".
وبين ان "امانة بغداد لديها خطط واسعة لتطوير العاصمة، وتمتلك خططا لتشييد مجسرات اخرى في مناطق متفرقة من بغداد في العام 2014 مثل الاستعداد لبناء مجسر قرب مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني قرب ساحة الخلاني، واخر في منطقة الاعظمية قرب الدلال وساحة عنتر، وهو مجسر كبير وطويل".
https://telegram.me/buratha
