كشف ضابط كبير في الجيش العراقي عن تمكن قوات ابناء العشائر في محافظة الانبار من ضبط طريق "امداد سري" يستعمله الارهابيون لتعزيز وجودهم في الفلوجة، فيما اقر ببطء سير العمليات العسكرية في الفلوجة، لا سيما بسبب اقدام المسلحين على "تلغيم كل شيء" يحيط بالمدينة.
وقال الضابط، وهو برتبة عقيد في الجيش العراقي، ان قوات الامن العراقية قطعت امس الاثنين "طريق امداد سري كان يستخدمه الارهابيون"، موضحا ان هذا الطريق السري هو عبارة عن "انابيب صرف صحي" مهملة "يستخدمها المسلحون لتهريب الاسلحة" الى داخل المدينة، مؤكدا ان "ابناء العشائر" هم الذين كشفوه للقوات الامنية.
وقال العقيد " ان "الصحراء اصبحت شبه خالية من معسكرات الارهابيين"، مؤكد انه "ليست هناك اي نقاط تماس معهم"، الا انه قال ان "الطلعات الجوية مستمرة لحين التاكد من خلو الصحراء منهم" تماما.
وفيما اشار الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، الى ان "مواجهات عنيفة تدور في نقاط مختلفة من اطراف الفلوجة، بخاصة في جانبها الشرقي، في احياء العسكري والجغيفي والشرطة،" اكد ان القوة الجوية العراقية تسيطر على هذه المناطق، مضيفا ان قوات الجيش "تقصف بالمدفعية مواقع تجمع المسلحين".
واكد العقيد ان القوات الموجودة حول المدينة ليس عندها اوامر باقتحام المدينة. وعن مستوى التقدم المتحقق في عملية تطهير الفلوجة، قال العقيد ان هناك "تقدما كبيرا في العديد من المحاور"، مشيرا الى "محاولات من المسلحين لفك الحصار عنهم"، تهدف الى "تاخير اقتحام الفلوجة". وقال العقيد ان "الفلوجة فيها 12 منفذا رسميا تربطها بالرمادي وبغداد،" وان هذه المنافذ كلها "تم مسكها" وهي تحت "مراقبة دقيقة". واكد العقيد ان القوات الامنية اتاحت "منفذا واحدا فقط" من اجل تامين مرور النازحين، وهو الاخر خاضع لسيطرة القوات الامنية.
وبشان بطء تقدم قوات الجيش في المناطق، التي يسيطر عليها المسلحون في المحافظة، قال العقيد ان السبب هو "الالغام الارضية والعبوات الناسفة"، التي يزرعونها "في كل منطقة".
وتابع انه عند اخراج قوات الجيش المسلحين من المناطق، يعمد المسلحون "مع خروجهم الى تلغيم كل شيء"، معترفاً بـ"خسارة القوات الامنية بعض جنودها بسبب تفخيخ المنازل والسيارات المتروكة".
وقال الضابط في الجيش العراقي "لسنا مستعدين لخسارة المزيد من الجنود، لا سيما ان جنودنا يتمتعون بحماس شديد يجعلهم مندفعين بشكل كبير، وهذا تسبب بخسائر في صفوف جيشنا". وبشان تكرار عملية اقتحام منطقة الملعب في الرمادي، اكد الضابط ان "عملية تطهير الملعب تمت بنجاح"، الا ان "تكرارها جاء بسبب عودة المسلحين لها بعد ان سلمت المناطق المجاورة للملعب لابناء العشائر"، الذين لم يتمكنوا من الامساك بالارض فـ"تدخلنا ثانية من اجل تطهير المنطقة من جديد"، لافتا الى انه في "هذه المرة وضعنا خطة محكمة لحماية المناطق، التي يتم تطهيرها".
وفي ما يخص اجراءات التعامل مع المنازل المفخخة بعد تطهير المنطقة من المسلحين، قال العقيد ان "اقتحامنا للمنازل يتم بواسطة الدروع وخبراء تفكيك المتفجرات". ولفت الى انهم "فككوا العشرات من العبوات والمنازل المفخخة في البوفراج والملعب والبو بالي".
عضو مجلس محافظة الانبار حاليا ومحافظها السابق، قاسم محمد، قال ان تقدم القوات الامنية العراقية بطيء بوضوح، الا انه راى ان هذا "التقدم البطيء يمثل نقطة تحول مع مرور الزمن"، لافتا الى اهمية "استمرار التقدم وتعزيزه"، لكنه اعرب عن امله ان لا تطول مدة العملية العسكرية اكثر مما يجب "من اجل عودة الاوضاع الى طبيعتها في الانبار" سريعا. ميدانيا، كشف مصدر أمني، أن "القوات الأمنية قررت فرض حظر للتجوال على مناطق الملعب والبو جابر وحي البكر وشارع ستين في مدينة الرمادي بدءا من يوم أمس الاثنين وحتى اشعار آخر"، مبينا أن "القوات اعلنت عن الحظر عبر مكبرات الصوت".
وقال المصدر إن "حظر التجوال يأتي استعدادا لتنفيذ عمليات تمشيط في المناطق المذكورة بحثا عن المسلحين".
وشهدت محافظة الانبار، أمس الثلاثاء، تعرض اربعة ابراج للاتصالات تابعة لشركات مختلفة الى تفجير بعبوات ناسفة في مدينتي الفلوجة والرمادي
https://telegram.me/buratha
