تخوض قوات الجيش العراقي معارك ضارية، منذ يومين، في منطقة الملعب وشارع عشرين والإسكان والضباط، جنوب الرمادي، فيما تؤكد مصادر عسكرية ميدانية، أن "حقولا من العبوات الناسفة، تعيق التقدم نحو عمق هذه المناطق"، فضلا "عدد من القناصين المنتشرين في بعض المباني العالية".
وبينما ذكر شهود عيان أن دبابات الجيش تتمركز في أطراف منطقة الملعب وعلى طول شارع عشرين، أكدوا أن طيران الجيش نفذ أمس غارات عديدة على أهداف تقع في منقطة شارع 60 التي يعتقد أنها تقع كليا تحت سيطرة عناصر ينتمون إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة اختصارا بـ "داعش".
يأتي ذلك في وقت قالت مصادر طبية، إن "قوة تابعة للجيش، ضربت أمس الأحد، طوقا أمنيا في محيط مبنى مستشفى الرمادي العام، ومنعت دخول المدنيين إليه، بعدما نقل إليه العديد من الجرحى العسكريين".
وقال مصدر عسكري ميداني لـ "العالم"، أمس إن "طيران الجيش شن عددا من الغارات، على أهداف تقع في عمق مناطق جنوب الرمادي، ولا سيما الملعب وشارع 60، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين متمركزين فيها".
وأضاف المصدر، وهو ضابط برتبة مقدم في قوات الجيش العاملة في الرمادي، إن "الاشتباكات بدأت في وقت مبكر من صباح أمس الأول السبت، واستمرت حتى مساء أمس الأحد"، مؤكدا أن "حقولا من العبوات الناسفة، زرعها المسلحون في المناطق العقدية، تعيق تقدم الجيش نحو الملعب وشارع 60".
وزاد، أن "العديد من عشائر الأنبار تقاتل إلى جانب الجيش الآن".
وتابع، أن "الغارات الجوية التي أعقبت الاشتباكات، استهدفت إخراج عناصر داعش الى مناطق مفتوحة، ليتمكن الجيش من استهدافهم".
ويقول شهود عيان من الرمادي إن قوات الجيش تتمركز في النهار عند أطراف المناطق الساخنة جنوب الرمادي، لكنها تبدأ بالانسحاب مع حلول المساء.
ويضيف هؤلاء، أن "الجيش حاصر أمس الأحد، مستشفى الرمادي العام، ومنع دخول المدنيين إليه". وأضافوا أن "سيارات إسعاف عسكرية شوهدت في مرات عديدة وهي تنقل جرحى عسكريين الى مستشفى الرمادي، قادمة من المناطق المتوترة جنوب المدينة".
وقال أحد الممرضين في مستشفى الرمادي" أمس، إن "الجيش فرض طوقا أمنيا حول المستشفى الذي استقبل العديد من العسكريين المصابين"، موضحا أن "بعض الحالات استدعت نقلا فوريا إلى مستشفيات تخصصية في بغداد، وهو ما قامت به مروحيات وسيارات إسعاف مجهزة".
لكن هذا الممرض رفض الكشف عن حصيلة المصابين، ورفض أيضا الإجابة على سؤال يتعلق بما اذا كان المستشفى استقبل قتلى من العسكريين.
وفي منطقة الكرمة، الواقعة بين بغداد والفلوجة، غرب العاصمة، تعرضت قوة تابعة للجيش إلى نيران أسلحة رشاشة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حسب ما افاد شهود عيان.
وقال أحد الشهود، إن "مجموعة مسلحة، يعتقد أنها تنقل إمدادات لمقاتلين يتحصنون في الفلوجة، فتحت نيران أسلحة رشاشة على قوة تابعة للجيش العراقي، في منطقة الكرمة غرب بغداد، ما أدى إلى إصابات مباشرة بين صفوف أفرادها".
ويواصل الجيش، فرض حصاره على مدينة الفلوجة، فيما تتردد أنباء عن قرب اقتحامها، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى خسائر في صفوف العسكريين والمدنيين على حد سواء.
وبينا استبعد رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري، أمس الأحد، اللجوء للخيار العسكري لحسم ازمة الفلوجة، أعلن رئيس البرلمان اسامة النجيفي أن 50 ألف عائلة نزحت من الأنبار، بسبب المعارك الدائرة فيها.
وقال زيباري "اذا اردنا انهاء الازمة عبر الخيار العسكري لتحقيق ذلك قبل نحو شهر من الآن إلا أن القوات الامنية حريصة على عدم ايذاء المدنيين خلال ملاحقتها للمتطرفين والعناصر الإرهابية"، مستعبداً "اللجوء الى الخيار العسكري لإنهاء الازمة الحالية في قضاء الفلوجة".
وأضاف زيباري "نعول كثيراً على دور العشائر وان يكونوا يداً واحدة لطرد المجاميع المسلحين من القضاء".
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، أمس الأحد، ان عدد النازحين من محافظة الانبار وصل الى 50 الف عائلة.
وقال النجيفي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مبنى وزارة الهجرة والمهجرين، ببغداد، إن "مشكلة النازحين في داخل محافظة الانبار والمحافظات الأخرى هي معاناة إنسانية كبيرة جداً"، مبينا أن "عدد النازحين وصل الى 50 الف عائلة توزعت على عد من المحافظات وتحتاج الى مساعدات عاجلة".
وأضاف النجيفي أن "أوضاع النازحين تحتاج الى حالة نفير في الدولة وتخصيص ما لايقل عن 50 مليار دينار على وجه السرعة لاغاثتهم، وتخويل وزارة الهجرة والمهجرين بالصرف لهم خارج الضوابط العقود الحكومية"، مشددا على ضرورة "تعاون جميع الوزارات مع وزارة الهجرة لتسهيل وصول المساعدات الى النازحين".
وطالب النجيفي إقليم كردستان بـ"المزيد من التعاون والتسهيلات لدخول النازحين وإسكانهم لحين عودتهم الى منازلهم"، مشيراً الى أن "البرلمان سيناقش هذه الامور في جلسة الغد وسيصدر القرارات اللازمة لدعم الحكومة في هذا التوجه كونها أزمة انسانية كبيرة وتحتاج الى جهود استثنائية من قبل الجميع".
https://telegram.me/buratha
