قالت مصادر أمنية في محافظة الانبارامس الخميس إن 28 شخصا قتلوا وجرحوا في المعارك الدائرة في الانبار، وإن مسلحي القاعدة بسطوا سيطرتهم مجددا على أحياء واقعة في جنوبي مدينة الرمادي مجددا.
وبينما تحدثت المصادر أيضا عن استعادة أجهزة الامن السيطرة على جزيرة "البوفراج"، أطلق وجهاء عشائر ومسؤولون محليون مبادرة لاحتواء أعمال العنف في مسعى لوقف تدخل تدخل عسكري وشيك على ما يبدو.
وقال رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس في تصريح تابعته "شفق نيوز" انه اجتمع مع المحافظ وعدد من اعضاء المجلس ومجلس العشائر.
وبين ان المجتمعين اتفقوا على مبادرة لاحتواء الازمة تتضمن ايقاف اطلاق النار من قبل جميع الاطراف وخروج المسلحين من المدن خلال 48 ساعة مع شرط اطلاق سراح النائب المعتقل احمد العلواني.
وقال الهايس ان المبادرة تتحدث عن "تسلم الشرطة للملف الامني بدعم عشائري وإخراج الجيش من المدن وتخصيص تعويضات للمتضررين وإرسال مساعدات عاجلة للمهجرين من دون مراوغة وإعادة العمل في الدوائر الحكومية".
ولا تزال معارك عنيفة تدور في أجزاء واسعة من الانبار بدءا من الصحراء وصولا إلى مدينتي الفلوجة والانبار.
وقال مصدر امني لـ"شفق نيوز" ان "جزيرة البو فراج حررت بشكل كامل لكن جزر الخالدية والبو عبيد والبوبالي والأحياء الجنوبية من مدينة الرمادي وشارع الملعب و60 شهدت اليوم عودة للمسلحين إليها".
وأضاف ان "قوات من الجيش سيطرت على الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بسوريا والأردن وبدأت بتفتيش المناطق المحاذية للطريق".
وقالت اسماء اسامة مسؤولة لجنة الصحة في مجلس الانبار لـ"شفق نيوز" ان 28 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح في الرمادي والفلوجة.
وبينت أن شخصين قتلا في الرمادي وجرح أربعة آخرون فيما قتل شخص واحد في الفلوجة وجرح 21 بالقصف والاشتباكات في المدينتين.
وأشارت اسامة الى وقوع عدد من الانفجارات في الرمادي دون ان تخلف إصابات.
واستمر السكان بالنزوح من مدينتي الفلوجة والانبار مع تواصل المعارك وظهور بوادر لهجوم عسكري وشيك على الفلوجة مع تقدم المزيد من القوات صوب المدينة.
وقالت ادارة مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين إنها في حاجة فعلية للمساعدات الانسانية لتأمين احتياجات نازحي الفلوجة في الايام القادمة.
وقال قائمقام قضاء سامراء محمود خلف لـ"شفق نيوز" ان "اعداد النازحين في سامراء اكبر من باقي المدن في المحافظة، وقدمت المدينة من خلال سكانها وكذلك نحن شخصيا مساعدات انسانية ولكن العدد يزداد والأيام القادمة تحتاج الى دعم حكومي أكبر
وأضاف خلف ان "التقديرات تشير الى استقبال سامراء نحو 11 الف نازح من الفلوجة، وسجلت الشرطة دخول 1571 عائلة".
وأشار الى انه اجرى اتصالات مع رئيس مجلس المحافظة احمد الكريم وابلغه بحاجة المدينة الى المساعدات ووعده بوجود اتصالات مع الوزارة المعنية لتحويل مبلغ مليار دينار وهو مخصص لميزانية طوارئ الفيضانات الى مساعدات للنازحين.
وبحسب ما اطلعت عليه "شفق نيوز" فإن الأسبوع الماضي وحده شهد نزوح 65 ألفا من الفلوجة، وذلك في أكبر حركة نزوح في العراق منذ ان بلغ العنف الطائفي ذروته في المدة الممتدة بين عامي 2006 و2008.
ونقلا عن المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة فإن عدد النازحين جراء القتال في محافظة الأنبار ارتفع إلى 140 ألف شخص.
وأحكمت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو ذراع شرس للقاعدة يشن هجمات في العراق وسوريا قبضتها على الفلوجة منذ مطلع الشهر الجاري.
ويقول مسؤولون عراقيون إن التنظيم المتشدد بدأ بنشر لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال وزير الدفاع إن الذي يشتبه في بطلان صلاته يجلده مقاتلو "داعش".
وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان عمليات الإعدام الجماعي والنحر الذي كان يقوم به مسلحو القاعدة تحت إطار المحاكم الشرعية التي شكلت في المدينة القبلية المحافظة بعد سنوات قليلة من إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين.
https://telegram.me/buratha
