في بغداد، لا يعرف أحد ما يحصل بالانبار بشكل واضح. لم تعيّن الحكومة حتّى الآن أي شخص ليخبر المتسمرين أمام شاشات التلفاز عن الموقف اليومي هناك، وما الذي يحدث بالضبط، ومن يتقدّم على الأرض.
وعلى أرض الانبار، يبدو الوضع مرتبكاً. جهات عدّة تقاتل الجيش، وجهات أخرى تناصره. في النهار، يسيطر الجيش على أغلب مدن الانبار، لكن في الليل يعود تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" للسيطرة على الأرض، أما الفلوجة، المدينة التي أعلن أنها ستقتحم قريبا من طرف ألوية وزارة الدفاع ما زالت تئن تحت قصف الجيش من جهة، وتهديدات واستيلاء "داعش" على المنازل، فيما حركة النزوح بدأت تتوقّف بعد أن صارت "مدينة أشباح" بسبب الهجرة الكثيفة التي شهدتها في الأيام الماضية.
وبحسب مصدر في قوات حرس الحدود، فإن قضاء القائم ما يزال يشهد محاولات تسلل من قبل عناصر من داعش إلى العراق عبر سوريا.
ويقول المصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، إن "قوات حرس الحدود تعترض دائما هؤلاء"، ويستدرك "لكن السيطرة على كامل الحدود مع سوريا صعبة جدّاً".
وأمس الأربعاء، ذكر مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن قواته قتلت الأمير العسكري لتنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنه كان "سعودي الجنسية".
وأمس الأول الثلاثاء، ذكر مصدر في قيادة عمليات شرطة محافظة الانبار أن "عناصر إرهابية من داعش اقتحمت مركز شرطة البو علوان غربي الفلوجة وقامت بالاستيلاء على الأسلحة والدوريات فيه".
وقال المصدر إن "المجموعة الإرهابية كانت تستقل أكثر من 20 عجلة رباعية الدفع". وأضاف المصدر أن "العناصر الإرهابية فجّروا المركز بعد السماح لقوات الشرطة بالخروج منه".
لكن المصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، لم يسرد أكثر إذا ما أسّر مقاتلو "داعش" المنتبسين الذين كانوا داخل المركز.
ويقول حميد الفلوجي، مراسل "العالم الجديد" في الانبار، إن "الوضع لم يعد معروفاً في المحافظة"، ويستدرك "قادة الجيش يعلنون عن انتصارات كبيرة لكن القذائف التي يطلقها الجيش تسقط على الأحياء السكنية في الفلوجة".
ويشير الفلوجي إلى أن "الفلوجة في حالة شلل كامل.. الكهرباء تغيب طوال اليوم، والهواتف تغيب الشبكة عنها لساعات".
ويستطرد بالقول إن "الأمر التبس على السكّان المتبقين... لم يعد أحدّاً يعرف من هم المسلحين الذين يقفون في صفّ (داعش) أو الذين يقفون في صف (مجلس ثوّار العشائر)".
ويقول اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، قائد شرطة محافظة الانبار "تمكنا من تطهير معظم مناطق الرمادي من يد داعش".
ويذكر المحلاوي، إن "القوات الأمنية لن ترحم (داعش) وسندك معاقلهم أينما كانوا"، وبلغة غاية في الحماسة يشير إلى أن "قوات الشرطة وبالتعاون مع العشائر وقوات الجيش لن تستثني جميع مسميات الإرهاب الإجرامي وسنسحق رؤوسهم".
ويؤكد المحلاوي أن "قوات الشرطة تمتلك أسلحة ومعدات وأجهزة مراقبة ورصد حديثة مكنتها من دحر الإرهاب وتطهير جزيرة الخالدية والبو بالي والملعب وحي الجمهورية والوحدة والتأميم من سيطرة (داعش)".
وأعلن مصدر في حكومة الأنبار المحلية تشكيل لجنة من مجلس الأنبار والعشائر وعلماء الدين للتفاوض مع الفصائل المسلحة وحكومة بغداد المركزية لحل الأزمة سلميا.
وبحسب المصدر، فإن "اللجنة التي تم تشكيلها توجهت إلى الفلوجة والقيادات العسكرية (أمس) الأربعاء".
وأوضح المصدر إن "اللجنة عملت على تقديم مقترح للهدنة لأربعة أيام لضمان التفاوض مع جميع الأطراف ومنع تدمير الفلوجة بالقصف العشوائي واستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والعجزة الأبرياء"، واستدرك "لكن القيادات العسكرية لم تعلن حتّى هذه اللحظة موقفها من المقترح".
https://telegram.me/buratha
