ابلغت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الكونغرس بمشروع بيع 24 مروحية قتالية من نوع اباتشي للعراق بقيمة 4,8 مليارات دولار، حسب ما ذكرت الوكالة المكلفة بيع اسلحة للخارج.
وطلبت بغداد منذ اشهر من واشنطن تزويدها بهذه الطائرات، لكن عددا من البرلمانيين الاميركيين كان يعترض على الصفقة خشية ان يستعملها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمهاجمة مجموعات اخرى غير القاعدة.
وامام الكونغرس 30 يوما لكي يقدم اعتراضات محتملة والا تصبح الصفقة سارية المفعول.
ويتناول مشروع العقد 24 مروحية مع تجهيزاتها وقطع غيارها. ويتضمن ايضا بيع العراق 480 صاروخ هيلفاير وهو سلاح مضاد للدبابات يمكن ان يطلق من مروحيات او طائرات.
وجاء في بيان لوكالة التعاون من اجل الدفاع والامن المكلفة بيع اسلحة الى الخارج ان "مشروع البيع هذا يدعم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من خلال تزويد العراق وسائل اساسية ليحمي نفسه من التهديدات الارهابية والتقليدية وتحسين حماية المنشآت النفطية الاساسية".
واضاف البيان ان هذه المروحيات سوف تستعمل في "مهمات دعم جوي للقوات على الارض ولعميات استطلاع ومهمات ضد الدبابات".
وبالاضافة الى ذلك، ابلغت الوكالة الكونغرس عن مشروع عقد منفصل لتأجير العراق ست مروحيات اباتشي اخرى بقيمة 1,37 مليار دولار.
وتسمح هذه الصفقة للجيش العراقي "البدء بعمليات تدريب عملانية وصيانة" بانتظار تسلمه المروحيات الـ24 وهي عملية تتطلب اشهرا ان لم يكن سنوات.
والمروحيات الست المستأجرة لن تستعمل في عمليات وخصوصا لمواجهة الوضع الحالي في محافظة الانبار.
ومن جهة اخرى، ابلغ البنتاغون الجمعة الكونغرس بمشروع عقد اخر لبيع بغداد 500 صاروخ هيلفاير بقيمة 82 مليون دولار.
وكانت واشنطن قد سلمت حوالى 75 صاروخ هيلفاير لبغداد في منتصف كانون الاول. واشار البنتاغون الى ان مئة صاروخ هيلفاير اضافية و10 طائرات بدون طيار من طراز سكان ايغل ستسلم لبغداد في الربيع.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، عبر عن سعادته بسبب الدعم الدولي الكبير الذي تحظى به حكومته، في مواجهة مسلحين ينتمون الى القاعدة والعشائر سيطروا على أجزاء واسعة من محافظة الأنبار، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المالكي في مقابلة الاسبوع الماضي، إن "العراق يحتاج الى اسلحة قوية للدفاع عن سيادته"، موضحا أن "العراق يحتاج الآن الى السلاح المتوسط الذي يحمله المشاة من المقاتلين الجنود وهذه الاسلحة تستخدم في مكافحة الارهاب".
وأضاف "لا ننتظر على وجه السرعة ان تأتينا مثلا طائرات اباتشي أو طائرات روسية مقاتلة أو فرنسية أو اميركية أو صواريخ بعيدة المدى أو غير ذلك لأن هذه ليست معركة جيوش وانما معركة عصابات"، معتبرا أن "حرب شوارع والعصابات لها سلاح خاص. وهذا الذي نسعى للحصول عليه من مختلف الدول كأميركا وروسيا ودول عربية ودول اخرى".
وكشف المالكي عن وجود "بعض (التردد) من قبل الجانب الاميركي ازاء تزويدنا بهذه الاسلحة الخفيفة والثقيلة. حتى الذين كانوا يعارضون تسليح العراق بحجج عندما اتضح لهم حكمة التصرف العراقي الان اندفع الجميع.. الكونجرس والادارة الاميركية.. وطلبوا منا القائمة بالاسلحة التي نحتاجها لمعالجة العصابات الارهابية وتنظيمات القاعدة".
وتابع "طلبنا اسلحة خفيفة ومتوسطة وار.بي.جي 7 واحاديات (اسلحة مضادة للطائرات) 12.7 ملم وثنائيات (مضادة للطائرات) وبي.كي.سي وهاونات. هذه الاسلحة التي تدير معارك محلية مع جماعات ارهابية وليست معارك مع جيوش".
ومضى المالكي يقول "المصريون قالوا نحن مستعدون لاعطائكم السلاح من مخازننا وسبق ان اشترينا منهم سلاحا من هذه الرباعيات ومقاومة الطائرات والان ايضا تستخدم في معالجة بعض الاهداف". وأضاف "روسيا اشترينا منهم سلاحا والان هم ايضا مستعدون لاعطائنا سلاحا وكذلك رومانيا وكل الدول اعلنت عن استعدادها لتزويدنا بالسلاح حتى دول المنطقة. نحن ماضون في كل الاتجاهات ولن يوقفنا شيء ما دامت المعركة موجودة ونحتاج ان ننتصر بها. سنأخذ السلاح حيثما وجدناه ومن اي جهة جاءنا هذا السلاح".