قال عدد من سكان الفلوجة ان عناصر من التنظيم المرتبط بالقاعدة في العراق يوزعون منشورات تحث سكان الفلوجة على حمل السلاح ومساندة المسلحين في قتالهم منذ اسبوع ضد القوات العراقية فيما تتزايد الصدامات حول المدينة، في حين أعلنت الولايات المتحدة موافقتها على إرسال بنادق وذخيرة الى القوات العراقية.
وقالت وكالة اسوشيتد برس انه منذ الشهر الماضي، تدخل قوات الامن العراقية وابناء العشائر السنية المتحالفة معها في قتال لاستعادة مناطق رئيسة اجتاحها مسلحون بمحافظة الانبار ذات الاغلبية السنية، من بينها الفلوجة واجزاء من الرمادي.
وقال عدد من سكان الفلوجة تحدثوا لوكالة اسوشيتد برس بالهاتف ان المسلحين وزعوا يومي الاربعاء والخميس منشورات تحمل رمز المجموعة المسلحة ـ الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام ـ في التقاطعات الرئيسة في المدينة.
وتدعوا المنشورات سكان الفلوجة الى الانضمام الى القتال الى جانب مسلحي القاعدة، واعطائهم الاموال او فتح بيوتهم لتكون ملاذا لهم، كما قال عدد من اهالي الفلوجة، الذين تحدثوا الى الوكالة شريطة عدم ذكر اسمائهم خوفا على سلامتهم.
وقال المتحدثون ان هناك منشورات اخرى تعلن ان القاعدة سوف تشكل لجنة لنشر الفضيلة ومنع الرذيلة، من شانها ان تنظر بشؤون المنازعات بين اهالي الفلوجة.
في هذه الاثناء اندلعت اشتباكات بين قوات الامن العراقية ومسلحي القاعدة في اثنين من الاحياء في الفلوجة، منذ وقت متاخر من يوم الاربعاء حتى صباح الخميس، كما قال عدد من السكان.
مصدر طبي من المدينة قال ان مستشفى المدينة تلقى جثث سبعة رجال لقوا حتفهم في القتال و13 اخرين اصيبوا بجراح. ولم يتمكن المصدر من اعطاء تفصيلات عن عدد المسلحين الذين قتلوا وكم عدد المدنيين الذين ربما حاصرتهم الصدامات.
وكان تلفزيون العراقية المملوك للدولة قد قال ان القوات الامنية ومسلحي العشائر المتحالفة معها اشتبكت داخل الرمادي وفي محيطها يوم الخميس، وتمكنت من استعادة عدد من المناطق التي استولى عليها مسلحو القاعدة. ولم تتوافر تفصيلات اضافية.
وقال مسؤولان عسكريان كبيران ان جنديا واحدا قتل واصيب ثلاثة بجراح باطلاق نيران قناص خلال الاشتباكات التي حدثت بين الجنود والمسلحين في قرية البو بالي، الواقعة بين الفلوجة والرمادي. وقال المسؤولان ان المسلحين عمدوا الى تفخيخ عدد من بيوت القرية لابطاء تقدم قوات الجيش.
وكان العام الماضي شهد تصاعدا كبيرا في العنف حيث قتل 8 الاف و868 شخصا غالبيتهم من المدنيين في العام 2013 الذي عد الاسوا منذ العام 2007.
على الصعيد نفسه، ذكرت شبكة فوكس نيوز الاخبارية ان مسؤولين بوزارة الدفاع الاميركية قالوا لها ان الولايات المتحدة وافقت على ارسال اسلحة جديدة الى العراق لكبح جماح المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين يسيطرون على الفلوجة، عقب طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
احد المتحدثين باسم البنتاغون، الكولونيل في الجيش الاميركي، ستيف وارين، رفض اعطاء تفاصيل الا انه اكد طلب المالكي، مضيفا ان الولايات المتحدة سترسل "بضعة الاف من بنادق أم ـ16 و أم ـ 4، فضلا عن ذخيرة. وقال وارين ان هذه الاسلحة الجديدة "خرجت" وينبغي ان تصل الى العراق في غضون اسابيع. كما تتناقش الولايات المتحدة مع العراقيين لارسال ضباط الى الاردن لتدريب قوات الامن العراقية.
كما طلب المالكي 100 صاروخ هلفاير كشحنة اضافية، كما قال مسؤول اخر في البنتاغون لفوكس نيوز. لكن هذا الطلب يجب ان يحظى بموافقة الكونغرس.
وكانت الولايات المتحدة سلمت العراق معدات حربية وخدمات وبرامج تدريب للجيش العراقي وقوات الامن تزيد قيمتها عن 14 مليار دولار منذ العام 2005، طبقا لبيانات وزارة الدفاع الاميركية. وفي العام الماضي لوحده، سلمت الولايات المتحدة العراق ست طائرات من طراز C-130J وبطارية صواريخ ارض جو من طراز Rapid Avenger. فضلا عن هذا، اعطت واشطن ما مجمله 140 دبابة من طراز M1A1 بين العام 2010 و2012. وكان نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، قد تحدث مع رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق من الشهر الجاري، الا انهما لم يناقشا امر المدفعية والبنادق الهجومية. وفي وقت سابق من الشهر الجاري ايضا، تحدث بايدن مع رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي، الزعيم السني والمنتقد الدائم لحكومة المالكي التي يقودها شيعة. وناقش الجانبان سبل دعم التعاون بين الاطراف السنية والحكومة التي يقودها شيعة، وقال النجيفي انه ملتزم بمحاربة الارهاب، كما نقلت تقارير بثتها وكالة اسوشيتد برس.
وتعرضت ادارة اوباما مؤخرا الى انتقادات من جانب الذين يسالون عما اذا يكون العراق اليوم افضل حالا مما لو تركت الولايات المتحدة وجودا عسكريا فيه، مثلما تحاول الولايات المتحدة الان فعله في افغانستان بينما تخفض من انشطتها الحربية هناك.
لكن المتحدث باسم البيت الابيض، جاي كارني، قال ان مثل هذا العنف حدث في العراق حتى عندما كان هناك 150 الف عسكري اميركي فيه. وبينما تستطيع الولايات المتحدة مساعدة العراقيين، على البلد الذي مزقته الحرب ان يتولى زمام المبادرة، كما قال كارني.
وقال كارني ان "لو كان هناك اعضاء في الكونغرس يشيرون الى انه ينبغي ان يكون هناك جنود اميركيون يقاتلون ويموتون في الفلوجة اليوم، ينبغي منهم قول ذلك." واضاف ان "الرئيس لا يعتقد ذلك.
https://telegram.me/buratha
