طلب العراق المساعدة من استراليا في مجال الدعم الاستخباري والعسكري، مثل التدريب والمعدات، لمحاربة مجموعات التمرد المرتبطة بالقاعدة التي تهدد باغراق البلد مرة اخرى في الفوضى، فيما لفتت محطة صوت اميركا الاذاعية الى ان واشنطن تساعد العراق عسكريا بحذر.
ونقلت صحيفة سدني مورننغ هيرالد الاسترالية انه وسط تصاعد القلق الدولي من تمدد الشبكات المسلحة في العراق وسورية، قال سفير العراق لدى استراليا، مؤيد صالح، انه يجري محادثات اولية مع مسؤولين في الاستخبارات الاسترالية بشان اقامة تعاون وثيق بين البلدين.
وقالت الصحيفة ان صالح يحاول الحصول على مساعدة استراليا في مجال التدريب والمعدات لمواجهة حركة التمرد المسلح التي اجتاحت محافظة الانبار غربي بغداد، على الرغم من انه امتنع عن طلب دعم بقوات استرالية.
ونقلت الصحيفة عن السفير العراقي قوله ان "استراليا تتمتع بمنظومة استخبارية وخبرة في هذا المجال جيدة جدا. والنظام الديمقراطي في العراق بدأ للتو... لذلك نحن في حاجة الى الخبرة في مجال التدريب، وتبادل المعلومات الاستخبارية".
واضاف مؤيد صالح ان "واحدة من فقرات مذكرة التفاهم المبرمة مع استراليا تخص الدفاع والامن، لذلك فتحنا الباب لانفسنا للتواصل والحصول على بعض التعاون في هذا المستوى". وقال صالح ان معدل جنسيات مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام، ومن بينهم سوريون يحملون جنسيات مزدوجة سورية واسترالية، يعني ان وكالات الاستخبارات الاسترالية يمكن ان توفر معلومات مفيدة في هذا الشان. فمثل هكذا مسلحين يشكلون خطرا يتعدى الشرق الاوسط لان بامكانهم جلب تدريبهم ومعتقداتهم المتطرفة معهم الى بلدان اقامتهم.
من جهة اخرى، ذكرت محطة صوت اميركا الاذاعية ان الولايات المتحدة اعلنت انها ملتزمة بمساعدة العراق في قتاله المجموعات المسلحة لكنها، حتى حين، لن تنقل اغلب المساعدة العسكرية التي كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد طلبها.
واشارت المحطة الى ان الولايات المتحدة اكدت التزامها تجاه الحكومة العراقية بعد ان تمكنت مجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة من اكتساح الفلوجة ومناطق اخرى من محافظة الانبار في وقت مبكر من العام الجاري.
وتعمل الولايات المتحدة على تسريع تسليم نحو 100 صاروخ جو ـ أرض من طراز هلفاير، ومناطيد مراقبة وحوالي 10 طائرات صغيرة بلا طيار.
وقالت المحطة ان المتحدث باسم البنتاغون، القائد البحري بل سبيكس قال ان غايات الولايات المتحدة من هذه المساعدة هي بناء القدرات العراقية.
وقال سبيكس ان "كل هذا يقصد منه زيادة القدرات العسكرية العراقية لتكون لها قدرة مراقبة واستخبار لكي تتمكن من مواجهة القاعدة".
وقالت المحطة أنه مع ذلك، فان صواريخ هلفاير يمكن ان تستعمل فقط لضرب اهداف دقيقة ومحدودة، وان الطائرات بلا طيار هي بحجم العاب الاطفال وليست لها قوة بحجم قوة الدبابات ومروحيات اباتشي التي طلبها العراق من الولايات المتحدة منذ زمن طويل
وقالت المحطة ان الولايات المتحدة كانت قد اشتكت من أن المالكي يستعمل تكتيكات جائرة ضد خصومه السياسيين.
ونقلت المحطة عن المحلل تم براون من مؤسسة غلوبال سكيورتي قوله ان واشنطن لا تثق بتمتع حكومة المالكي بمزيد من الاسلحة الفعالة.
وقال براون ان "الولايات المتحدة قلقلة من ان الحكومة العراقية، ومن دون التوجية والتدريب المناسب، قد تسيء استعمال هذه الاسلحة اما بطريقة عرضية او انها قد تستعملها لاستهداف مجموعات اثنية اخرى، ولذلك فان القلق هو من ان تتمكن الولايات المتحدة على كبح جماح هذه التكنولوجيا".
ويؤكد سفير العراق لدى الولايات المتحدة، لقمان فيلي، أنه يعمل على اقناع قادة الولايات المتحدة على توفير مزيد من المعدات.
وقال فيلي ان "السؤال الرئيس الذي ساثيره الان في الكونغرس وغيره، هو: هل ان العراق حليفكم؟ اذا كان كذلك، اذن نحن في حاجة الى الحصول على امتياز الحليف. وان لم نكن كذلك، فما المطلوب منا فعله لنصبح حليفا لكم؟"
وقالت المحطة ان ما تسعى الولايات المتحدة اليه هو تغيير في سلوك حكومة المالكي، طبقا للمحلل انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وقال كوردسمان ان "هذا ليس صعودا للقاعدة. بل هو رد فعل كبير على القمع المتواصل والاستبداد من جانب الحكومة وتزايد سوء استعمالها القوات الامنية".
وقالت المحطة ان مسؤولين اميركيين يؤكدون ان المعدات الحربية لوحدها لن تحل مشكلات العراق؛ ويتبنون ما يقولون انها مقاربة تاريخية تجمع بين المساعدة العسكرية والمشورة والتدريب للمسؤولين العراقيين في المستوى الوزاري. وتقول المحطة ان الولايات المتحدة استبعدت ارسال قوات قتالية. لكن منذ سحب قواتها في العام 2011، راح عدد المستشارين العسكريين الاميركيين يتزايد بانتظام حتى وصل حاليا الى نحو 200 مستشار.
https://telegram.me/buratha
