اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الامنية المدعومة من قبل العشائر و عناصر مايسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام [داعش] في مدينة البغدادي غرب الرمادي .
وذكر مصدر امني ان " الاشتباكات اندلعت بين الجانبين قرب المجلس المحلي لمدينة البغدادي منذ ساعة ومستمرة حتى الان ".
يذكر ان مدينتي الرمادي والفلوجة وعدة مناطق في الانبار تشهد اشتباكات مسلحة بين القوات الامنية و[داعش] بين فترة واخرى.
وفي تطور جديد فان محافظة الانبار لا تعرف كيف الهدوء أو المعركة. الوقت هنا متاح للاثنين، لا يلبث أن يأتي هدوء حتى يلحقه أزيز رصاص وسقوط قنابل هاون على المنازل، فضلاً عن صفير طلقات القناص التي تطلق على القوات الأمنيّة من أسطح المنازل؛ الأهالي بدؤوا موجة نزوح كبيرة، لاسيما من الفلوجة، التي تتصارع فيها أقطاب عدّة، والوقود والخضار الذي يدخل إلى المدن سرعان ما يختفي.
يعتقد الجميع أن الأنبار تعيش حالة حصار، والجميع يسلّمون أرواحهم للقدر وحده، طالما أن ليس هناك معالم للمنتصر للمعركة المستمرة منذ نحو اسبوعين بين الجيش و"داعش" و"مسلحي العشائر".
وما زال الأهالي يشكون من سقوط قنابل الهاون التابعة للجيش على المنازل بسبب إطلاقها بشكل عشوائي.
وتخاف سميرة، وهي معلمة من الفلوجة، أن تسقط على منازلها إحدى تلك القنابل في أي لحظة.
وتقول سميرة، التي تصرُّ على البقاء في منزلها وعدم الهرب، إن "الأهالي هنا بين نارين.. (داعش) تغير على المدينة ليلاً والجيش يمطرنا بالقنابل".
وتشير إلى أن "مصيرنا مجهول.. هذه المعركة لا يعرف أحد من سينتصر فيها".
وبحسب مستشفى الرمادي فإن الاشتباكات وقنابل الهاون منذ خمسة أيام خلّفت نحو 40 قتيلاً فضلاً عن اصابة 170 جريح من المدنيين.
ويقول ابراهيم الدليمي، وهو أحد المسؤولين في المستشفى، إن "القتلى قضوا جراء الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والعناصر الارهابية او صادف مرورهم في مناطق المعارك".
ويلفت ، إلى أن "هناك قتلى لم يتم نقلهم الى دائرة الطب العدلي وتم دفنهم في حدائق وساحات رياضية بشكل مؤقت".
ويضيف الدليمي ان "مستشفى الرمادي والمراكز الصحية تستقبل الجرحى والقتلى بشكل يومي نتيجة حدة المعارك والاشتباكات التي لم تتوقف منذ اكثر من خمسة ايام تقريبا".
ووفقاً لمنظمة السلام لحقوق الانسان فإن ضحايا المدنيين منذ اندلاع الازمة في محافظة الانبار بلغ حتّى الآن نحو 73 شخصا بينهم 21 طفلاً و13 امرأة، فضلاً عن إصابة 279 شخصاً جرحوا بسبب الاحداث بينهم 155 طفلاً وامرأة، ومن بينهم 89 حالة حرجة.
وجردت المنظمة الخسائر البشرية في الانبار بالتعاون المشترك مع صحة الانبار.
وتقول المنظمة في بيان إن "الكثير من الجثث دفنت بالحدائق بسبب انتشار القناصين على الاسطح وكذلك المعارك التي دارت في الشوارع"، وتلفت إلى ان "عدد المهجرين من عوائل الانبار بلغ حتى صباح اليوم (السبت) 17 ألف و896 عائلة ومن المتوقع ارتفاع عددهم إلى أكثر من 30 ألف عائلة خلال اليومين المقبلين مع تصاعد العنف".
وتؤكد المنظمة ان "الوضع الإنساني في الانبار صعب للغاية وهناك مئات العوائل لا تزال تقطن في المدارس والهياكل الفارغة والخيام"، وتحذّر من بوادر تفشي أمراض خطيرة بين الأطفال من بينها الخناق والحمى القرمزية والروماتزم وشلل الأطفال.
إلى ذلك، يقول قائد شرطة الانبار اللواء الركن اسماعيل الدليمي، الذي عيّن حديثاً، ان "الساعات القليلة القادمة هي الفاصلة وسنعلن فيها تطهير الرمادي من العناصر الارهابية بجهود قوات الشرطة ودعم العشائر".
ويؤكد ان "قوات الشرطة وبدعم العشائر سيطرت على نسبة كبيرة من مناطق الرمادي بعد المعارك العنيفة بين الشرطة والقاعدة وما يسمى بداعش"، ويضيف "سنعلن قريبا انتهاء العملية العسكرية وعودة الاستقرار الامني في الرمادي".
ويشدد بالقول ان "الوضع الامني مستقر حالياً وتم تدمير اوكار وعجلات العناصر الارهابية ولن نسمح بالمظاهر المسلحة في اي مكان والعشائر هي التي ساندت ودعمت قوات الامن".
https://telegram.me/buratha
