دخلت السفارة الامريكية على خط الازمة الامنية ورعت اجتماعا بين البيشمركة ووزارة الدفاع الاتحادية من اجل حماية المناطق المتنازع عليها من تسلل داعش اليها بالاضافة الى حماية مناطق الاقليم.
اذ كشف مصدر رفيع في الجيش العراقي بمحافظة كركوك، اليوم السبت، عن عقد مباحثات امنية بين ممثلين عن وزارتي الدفاع الاتحادية والبيشمركة والسفارة الاميركية، وأكد أن المباحثات تهدف الى "منع حدوث فراغ امني تتسلل منه عناصر داعش"، فيما أشارت وزارة البيشمركة إلى أنها "شكلت حزاما أمنيا لحماية المناطق المتنازع عليها ومنع تسلل الجماعات المسلحة إليها".
وقال المصدر إن "مباحثات امنية عقدت، خلال اليومين الماضيين، بين ممثلين عن وزارة الدفاع الاتحادية ووزارة البيشمركة في اقليم كردستان وبمشاركة ممثلين عن السفارة الاميركية تقضي بنشر قوات امنية كردية في المناطق المتاخمة بين حدود اقليم كردستان والمناطق المحاذية لانتشار قطعات الجيش العراقي" .
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "المباحثات التي كانت ناجحة ستضمن نشر وحدات امنية من قوات البيشمركة بمحاذاة تلكيف بالموصل والقراج بمخمور بالجانب الغربي لكركوك مرورا الى مناطق اخرى قرب ديالى"، مؤكدا أن "نشر القوات يهدف الى منع حدوث فراغ امني او تسلل لمقاتلين من تنظيم داعش لزعزعة الامن بمدن العراق او اقليم كردستان العراق".
وأشار المصدر إلى أن "التحديات والاوضاع التي يشهدها العراق جعلت جميع الاطراف ملتزمون بالتفاهم والتنسيق الامني".
من جانبه قال الامين العام لوزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان جبار ياور إن "قوات البيشمركة شكلت حزاما أمنيا لحماية المناطق المتنازع عليها ومنع تسلل الجماعات الارهابية إليها".
وأوضح ياور أن "قوات البيشمركة تتولى مهمة حماية المواطنين في المناطق الواقعة بين نفط خانة حتى فيشخابور وتشمل محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك وقسما من محافظة نينوى"، لافتا الى أنها "تتمتع بقوة أمنية في تلك المناطق وستمنع تسلل الارهابيين الى المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان ومحافظات أربيل ودهوك والسليمانية".
واكد ياور أن "رئيس الإقليم هو قائد القوات المسلحة في الإقليم ومتى ما اصدر أمرا بتحرك قوات البيشمركة باتجاه اية منطقة فإن البيشمركة في حالة التأهب والاستعداد".
وكانت قائم مقامية قضاء الدجيل في محافظة صلاح الدين اكدت، اليوم السبت، أن عددا من عناصر الشرطة ومسلحين سقطوا بين قتيل وجريح بإشتباكات عنيفة وقعت بين قوات أمنية ومسلحين فارين من محافظة الانبار، وحذرت من محاولات تسلل الهاربين من الأنبار إلى مناطق صلاح الدين الجنوبية، فيما أشارت إلى أن القوات الامنية في القضاء بحاجة إلى تعزيزات لوجود معلومات عن استعداد الجماعات المسلحة "مهاجمة القاطع الجنوبي للمحافظة".
يذكر أن مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد، يوم الاثنين (30 كانون الأول 2013)، بأن مسلحي (داعش) انتشروا في شوارع ناحية سليمان بيك، (90 كم شرق تكريت) وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة، مبينا أن القوات الأمنية اتخذت إجراءات أمنية مشددة تحسبا من هجمات مسلحة.
وأعلنت إدارة صلاح الدين، يوم الأحد (29 كانون الأول 2013)، عن "تشكيل قوات انتفاضة العشائر لمحاربة الإرهاب والتعاون مع قوات الأمن بـ4000 مقاتل"، وبينت أن القوات "تسلمت 250 سيارة من نوع تويوتا وستستلم 750 سيارة آخرى لاحقا"، وفيما أشارت قيادة قوات الانتفاضة إلى أن الفكرة جاءت من "رحم معاناتهم دون تدخل الحكومة"، طالبت الحكومة المركزية "بتوفير الدعم ومساندة الانتفاضة".
وتأتي تلك الاستعدادات العسكرية مع تصاعد الأحداث الأمنية والعملية العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في محافظة الأنبار، مركزها مدينة الرمادي، (110 كم غرب العاصمة بغداد).
يذكر أن محافظة الأنبار، تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب عن قائمة متحدون، أحمد العلواني، ومقتل شقيقه، فضلاً عن مقتل أبن شقيق رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، حميد الهايس، ونجل محمد الهايس، زعيم تنظيم أبناء العراق، في (الـ28 من كانون الأول 2013 المنصرم).