شهدت الرمادي والفلوجة، تطورات متسارعة، قادت الى سيطرة تنظيم القاعدة على مركز المدينتين بشكل كامل لعدة ساعات صباح الأربعاء، فيما اختفى جميع عناصر الشرطة والصحوات، بعدما سلموا اسلحتهم لمسلحين ملثمين.
وانسحبت قطعات الجيش، التي كانت متمركزة في مداخل الرمادي، أمس، لتعيد انتشارها في مناطق قريبة من الطريق الدولي السريع. وتبعد أقرب نقطة للجيش عن مركز الرمادي حاليا، نحو 10 كيلو مترات.
وذكرت مصادر أن "هناك 3 جهات تسعى لفرض سيطرتها الآن على مركز مدينة الرمادي، هي قوات سوات ومسلحي العشائر، وتنظيم القاعدة"، الذي قفز بشكل مفاجئ إلى واجهة الأحداث في الأنبار.
وفي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، ظهر القيادي البارز في تنظيم القاعدة، شاكر وهيب، صباح أمس الأربعاء، بشكل علني في شوارع المدينة، وهو يقود رتلا قوامه نحو 70 عجلة حديثة يستقلها ملثمون مسلحون.
وقال شهود عيان، في الرمادي، إن "شاكر وهيب استعرض برتله في شارع 60 بمدينة الرمادي في حدود الساعة التاسعة من صباح أمس الأربعاء، قبل أن يقوم بجولة ميدانية في معظم شوارع مركز المدينة رفقة 70 عجلة، بعضها يحمل اسلحة مقاومة للطائرات وقاذفات آر بي جي، وغيرها".
وأضاف الشهود، ان "شاكر وهيب ومجموعته، ظهروا في شوارع الرمادي بالزي الأفغاني، وقاموا بجولة في المدينة بدأت من شارع 60 ثم منطقة الملعب، فشارع 20 الذي شوهد بعض الأشخاص فيه وهم يهللون لعناصر القاعدة". وتابع الشهود، أن "رتل القاعدة بقيادة وهيب انتقل الى شارع 17، قبل ان يتوزع أعضاؤه على المحاور الرئيسية للمرور في مركز المدينة".
وزاد الشهود، أن "استعراض القاعدة صباح أمس في الرمادي، تم وسط غياب تام للشرطة المحلية".
وقال شاهد عيان على الأقل، إن "مجموعة مسلحة من تنظيم القاعدة، احتلت مبنى محافظة الانبار لساعات صباح أمس، بلا مقاومة من حرس المبنى الذين رافقوا المحافظ أحمد الدليمي إلى موقع القيادة البديل في قيادة عمليات الأنبار".
وشهد ليل الثلاثاء على الأربعاء، قتالا محتدما في العديد من مناطق الرمادي، انتهى في الصباح إلى خلو السيطرات التي تتحكم بمحاور مرور المدينة من أي عنصر أمني".
وقالت مصادر محلية، إن "تنظيم القاعدة لم يشارك في أي مواجهات مع القوات الأمنية طيلة الأيام الماضية، لكنه استغل الفراغ الأمني الناجم عن قتال مسلحي العشائر مع قوات سوات وبعض قطعات الجيش، ليظهر صباح الأربعاء في الرمادي ويعلن سيطرته عليها".
وتضيف هذه المصادر المتطابقة، أن "مسلحي العشائر انسحبوا فجر الأربعاء من شوارع الرمادي، بعدما تأكد لهم انسحاب قطعات الجيش إلى خارج المدينة، وذلك في إطار اتفاق بين الحكومة المحلية والعشائر، ينص على تولي الشرطة المحلية مسؤولية الأمن في المدينة".
لكن دخول تنظيم القاعدة على خط التطورات في الرمادي فجر الأربعاء، أجبر الشرطة المحلية وعناصر الصحوة على ترك مواقعهم، ما فسح المجال أمام القاعدة للسيطرة على الرمادي.
وتقول المصادر، إن "العشرات من عناصر الشرطة المحلية والصحوات سلموا أسلحتهم إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة بدأت بالتحرك فجر الأربعاء في الرمادي".
وأضافت المصادر، أن "القيادة الميدانية لتنظيم القاعدة تدار بشكل مباشر من قبل (ابو أحمد العلواني)، المعروف بأنه والي الأنبار". ويقول مراسلون في الرمادي، الذي أجرى العديد من المقابلات مع السكان المحليين أمس، إن "الأهالي يتساءلون: أين النجاحات التي حققها الجيش في الصحراء إذا كان تنظيم القاعدة يظهر بهذه القوة في الرمادي؟". وفي حدود منتصف نهار أمس الاربعاء، عادت قوات سوات إلى التجمع في منطقة "الروسيين"، بينما عاد مسلحو العشائر إلى الانتشار في المناطق السكنية، منعا لمجاميع القاعدة من تغيير الواقع الميداني الذي انتجته اشتباكات الأيام الماضية.
ولم تستبعد مصادر رسمية أمس، إمكانية عودة تنسيق الجهود بين مسلحي العشائر وقوات سوات لمواجهة تنظيم القاعدة، الذي يتحدث سكان الرمادي عن نيته تنفيذ حملة تصفيات لشخصيات تتعاون مع الحكومة المركزية.
لكن العديد من مسلحي العشائر الذين انتشروا في مناطق سكناهم أمس، قالوا إن "التعليمات التي تلقيناها ظهر الأربعاء تنص فقط على منع تنظيم القاعدة من السيطرة على الرمادي". ولدى سؤالهم عن إمكانية حدوث مواجهات بينهم وبين تنظيم القاعدة، قال هؤلاء، "لا نخطط لفتح جبهة جديدة، لكننا ايضا لن نسمح للقاعدة باستثمار الفراغ الأمنية، وإدخال المدينة في موجة تصفية حسابات".
وفي الفلوجة، التي تبعد نحو 40 كيلو مترا عن الرمادي، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن "أمير الفلوجة التابع لتنظيم القاعدة، أرشد الدليمي، ظهر في المدينة أمس، على رأس العديد من المسلحين، واقاموا نقاط تفتيش في أحياء الشهداء ونزال والمعلمين والصناعي والشارع الجديد".
وقالت المصادر، إن "مسلحي القاعدة في الفلوجة، بدأوا ترتيبات إقامة محاكم شرعية، لمحاسبة عناصر الشرطة في الفلوجة وسط غياب تام لكل أشكال الأجهزة الأمنية".
https://telegram.me/buratha
