وأظهرت صور فوتوغرافية، تناقلتها عدد من المحطات الفضائية التلفزيونية يومي الثلاثاء والأربعاء، إلتقطت لعدد من الأطفال ممن تترواح أعمارهم بين السابعة والعاشرة... وكان يبدو أنهم مصابون باختلالات عقلية وعاهات ولادية. وقالت تلك القنوات إن الصور التقطت من إحدى دور الأيتام في بغداد، وتسمى (دار الحنان للأطفال شديدي العوق) في منطقة العطيفية وسط العاصمة.وقال وزير العمل والشؤون الإجتماعية العراقي محمود الشيخ رضي، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد الأربعاء، إن القنوات التلفازية التي تناقلت الحدث "ساهمت بشكل غير موضوعي في تضخيم ما قامت به القوات الأمريكية من عملية في تلك الدار." وأضاف " كم هو مخجل هذا الفعل"، في إشارة إلى بث القنوات لصور أولئك الأطفال.وذكرت تقارير إن القوات الأمريكية هي التي قامت بالإعلان عن الواقعة، التي إكتشفتها قبل نحو عشرة أيام، بعد قيامها بالدخول إلى تلك الدار... واكتشاف أمر الصبية، ونقلتهم إلى مستشفى خاص للأطفال في بغداد.وأظهرت الصور الأطفال في أوضاع مزرية، حيث كانوا عراة وممدين على الأرض... وعلت أجسادهم الذباب والفضلات، كما أظهرت تعرضهم إلى سوء شديد في التغذية... وكانت تبدو على أجسادهم، خاصة معاصمهم، آثار قيود... مما يشير إلى تعرض الأطفال إلى معاملة سيئة وقاسية.وأضاف الوزير رضي خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده للرد على ما نشرته وبثته وسائط إعلامية عدة " أنا شخصيا كوزير اتحمل المسؤولية الأخلاقية عن كل ما يحصل في هذه الوزارة، ومنها ماحصل في تلك الدار... وأنا اعتبر نفسي المسؤول الأول لما يحدث." وأعلن الجيش الأمريكي، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، عن قيام قوة أمريكية بالدخول إلى مبنى الدار الذي يقع في منطقة ( الشالجية) في بغداد. وقال إن قوات أمريكية وعراقية "اكتشفت، يوم العاشر من الشهر الجاري ، دارا للأيتام تضم (24) صبيا كانوا يعانون من سوء شديد للتغذية ومعاملة سيئة."وأضاف البيان أن الصبية الذين "تترواح أعمارهم بين سن الثالثة والخامسة عشر، وجدوا عراة في غرفة مظلمة لا توجد فيها نوافذ... وكان عدد منهم مقيدين إلى أسرتهم ( التي يفترض أن يناموا عليها)، وكانوا لا يستطيعون الوقوف عندما تم فك قيوهم."واتهم الوزير العراقي القوات الأمريكية بـ "فبركة الحدث" ، وقال "إن الموضوع الذي خلقته القوات الأمريكية يحتاج إلى تحليل موضوعي خاضع لتفهيم منطقي ، بعيدا عن التهييج والانفعالات العاطفية."وأضاف "إن ما قامت به القوات الأمريكية "يشكل في حقيقته إمتحانا لكرامة هؤلاء الأبناء، وتشهيرا بهؤلاء المساكين وتصويرهم... واعتقد أن من ارتكبوا هذه المداهمة يستحقون أن يحاكموا."واعتبر الشيخ رضي أن مداهمة القوات الأمريكية للدار "في وقت متأخر من الليل... يخفي نيات مبيتة وسيئة من الأمريكان"، وتساءل قائلا "هل هناك من يأتي بدوافع إنسانية ليقتحم دارا فيها مرضى الساعة الثانية بعد منتصف الليل؟.... ولماذا اختير هذا الوقت المتأخر للمداهمة إذا كانت النيات سليمة وذات طابع إنساني، كما يحاولون ( الأمريكان) إظهار أنفسهم...؟."وأردف "هل يقبل عاقل أن يكون ترويع هؤلاء الأبناء وإدخال الرعب في نفوسهم في هذا الوقت المتأخر عملا إنسانيا..؟." وعلل الوزير العراقي تعري الأطفال "بسبب إنقطاع التيار الكهربائي وشدة الحر" ، كما علل وجود آثار قيود حول معاصم البعض منهم "بسبب اجتهاد المعينات ( المربيات) في هذه الدار من ربط أيدي إثنين منهم ( الأطفال)... بسبب معرفتهم بأن هؤلاء الأولاد يقومون على تناول فضلاتهم، لأنهم لا يستطيعون التمييز بين الأكل والفضلات."وقال رضي "اوعزنا فورا إلى السيد المفتش العام لإجراء تحقيق فوري في الحادث، ونحن بانتظار استكماله لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل مقصر مهما كان... وسنعلن على الملأ نتائجه."من جهته، أوضح بيان الجيش الأمريكي أن عملية الدخول إلى دار الأيتام تمت "بوجود أعضاء من المجلس البلدي للمنطقة التي تقع فيها الدار، للوقوف على حقيقة الوضع."وأشار البيان إلى أن القوات الأمريكية "قامت بإحضار ثلاث سيارات إسعاف لنقل الأطفال إلى (مستشفى الإسكان للأطفال) القريب من مكان موقع دار الأيتام، من أجل تلقيهم العلاج" اللازم .لكن مصدرا في مستشفى ( الإسكان التعليمي للأطفال) قال في تصريح لـ ( أصوات العراق) الأربعاء إن حادثة هؤلاء الأطفال "مضى عليها حوالي الشهر."وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن القوات الأمريكية "حضرت، قبل حوالي الشهر، إلى مستشفى الأطفال التعليمي في منطقة الإسكان وجلبت معها ( 22) طفلا عراة، وحالتهم الصحية متعبة نسبيا... وبعضهم على جسمه آثار ضرب، وتركوهم في المستشفى."وأشار إلى أن بعض الموظفين والمراجعين "تبرعوا بالملابس للأطفال، وقاموا بتزويدهم بالألعاب والحلويات... وظلوا تحت عناية المستشفى ليومين، وكانت إدارة المستشفى في حيرة عن المرجعية التي يجب تسليم الأطفال لها... كون حالتهم كشديدي عوق لا تعود علاجها لاختصاص المستشفى، وهو ما دعا القوات الأمريكية للحضور بعد يومين لأخذ الأطفال ثانية، بعد أن استردوا جزءً من عافيتهم."وذكر أنه لا يعرف الوجهة التي أخذ الأمريكيون الأطفال إليها.
https://telegram.me/buratha