امتدت اكبر عملية عسكرية تشهدها ديالى في يومها الثاني امس لتشمل مناطق بعقوبة القديمة بعد ان تم تطهير الجانب الغربي من المدينة واسقاط ما تسمى بـ(دولة العراق الاسلامية) المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة التي كانت تتخذ من منطقة الكاطون في بعقوبة مقرا ومعقلاً لتنفيذ جرائمها، فيما اكدت معلومات هروب عدد من قيادات التنظيم في المحافظة الى المدن المجاورة بعد ملاحقتها من قبل القوات القائمة على تنفيذ الحملة.وتعتزم القوات التي بدأت بتنفيذ عملية (السهم الخارق) منذ فجر الثلاثاء، عزمها على تطهير مناطق المحافظة كافة من المظاهر المسلحة والقضاء على التنظيمات التي عاثت فيها فسادا واستباحت كل الحرمات والشرائع السماوية ونشرت الفوضى والدمار من خلال ارتكاب ابشع الجرائم بحق المدنيين. وغالبا ما تتردد في الاوساط الشعبية بالمحافظة رواية (كوستر الكاطون) المشهورة التي تستقبلها الكلاب السائبة لتاخذ منها وجبتها من الطعام يوميا من الجثث التي يقضي اصحابها بسبب رفضهم الفكر التكفيري والفتاوى المشبوهة التي تصدرها مكاتب ما تسمى بـ(دولة العراق الاسلامية) المنتشرة في تلك المنطقة، ما يدل ذلك على بشاعة الجرائم وقتل المواطنين من غير وجه حق بعد التمثيل بجثثهم.وافاد شهود عيان في مناطق متفرقة من بعقوبة لـ(الصباح) امس ان قيادات التنظيم بدأت تهرب الى مدن مجاورة منذ البدء بالعملية العسكرية، حيث تلجأ اغلبها الى المناطق الزراعية في مناطق الخالص والمقدادية وقرى ناحية السلام و(الاحيمر)، فضلا عن هروب قسم اخر منهم الى مدينة سامراء والمناطق الاخرى ضمن محافظة صلاح الدين، لاسيما بعد ان جوبهت هذه المجاميع بالرفض من قبل اهالي بعقوبة الذين منعوهم من دخول مناطقهم، فضلا عن اتساع حجم التعاون والدعم من خلال الابلاغ عن العناصر المطلوبة منهم.من جانبه، اوضح الناطق الاعلامي باسم قيادة عمليات ديالى العقيد الركن راغب راضي العميري لـ (الصباح) ان قوات الجيش استخدمت عنصر المباغتة في تنفيذ العملية كما احكمت سيطرتها على منافذ الدخول والخروج من والى المدينة، فضلا عن استمرار فرض حظر التجوال في اغلب المناطق.واضاف العميري ان عمليات يوم امس اسفرت عن اعتقال 13 غالبيتهم من قيادات تنظيم القاعدة يتم التحقيق معهم حالياً للتوصل الى الاهداف الاخرى، مؤكدا ان عمليات الاعتقال تسير استنادا الى معلومات دقيقة واهداف تم تحديدها مسبقاً، مشيرا في الوقت نفسه الى ان حظر التجوال المفروض سوف يستمر لغاية تطهير كامل المناطق من المجاميع المسلحة الذي سيعقبه نشر لقوات الجيش والشرطة بشكل مكثف بعد الانتهاء من العملية.واستمرت الطائرات الاميركية المساندة للقوات العراقية امس بالتحليق في اجواء مناطق الضفة الغربية لبعقوبة وقامت بقصف بعض الاهداف التي تتمركز فيها عناصر القاعدة، بحسب شهود العيان.وتفيد المعلومات بان قيادات تنظيم القاعدة تضم ضباطا كبارا من الجيش السابق، فيما تلعب منظمة مجاهدي خلق الايرانية دوراً اساسياً في العمليات الارهابية فضلا عن دورها في التحريض على عمليات القتل وبث الفتنة واشاعة الفوضى.واضاف الناطق الاعلامي باسم قيادة عمليات ديالى ان العملية العسكرية سوف تتجه في الايام القليلة المقبلة نحو تطهير الطرق الرئيسة والخارجية في ديالى وتأمينها بشكل كامل بغية توفير الحماية لمستخدمي هذه الطرق للتنقل بين المحافظات الاخرى.واوضح ان معسكرات مؤقتة تم توفيرها وتأمين جميع الاحتياجات الطبية والغذائية للعوائل التي تنزح من منازلها جراء العمليات الجارية لحين الانتهاء منها، مبينا ان قوات الجيش تساعد في خروج هذه العوائل من خلال تأمين الطرق لها وحمايتها في هذه الفترة.هذا وتعطلت جميع الدوائر الحكومية في المحافظة منذ اربعة ايام جراء العمليات العسكرية القائمة التي ادت كذلك الى تدمير احدى محطات توليد الكهرباء ما احدث انطفاء تاماً في الاحياء الواقعة في الضفة الغربية من مدينة بعقوبة.