استغرب الخريجون العشرة الأوائل في كلية طب الأسنان بجامعة بغداد، رفض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعيينهم كما هو السياق خلال السنوات الماضية، وقيامها بتعيين من "لا يستحقون" بل وخريجون من الدور الثاني لمجرد كونهم من ذوي "النفوذ"، واتهموا وزيرها بـ"خرق التقاليد الأكاديمية" وتأكيد "عدم جدوى المثابرة والتفوق العلمي" في العراق الجديد، في حين تعهدت نقابة أطباء الأسنان بتبني الموضوع وإثارته على الأصعدة كافة إذا ما توافرت لديها الأدلة عليه.
جاء ذلك خلال الاحتفالية الخاصة بترديد القسم الطبي لخرجي كلية طب الأسنان جامعة بغداد، للعام الدراسي 2012- 2013، التي أطلق عليها اسم (دورة التعايش والمحبة)، التي أقيمت على قاعة المؤتمرات في الكلية، بمنطقة الباب المعظم، وسط بغداد.
وقال الخريج ياس محمد، من الخريجين العشرة الأوائل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مشكلة الخريجين العشرة الأوائل للسنة الدراسية 2012- 2013 تتمثل بعدم تعينهم بحجة عدم وجود درجات وظيفية، بالرغم من إصدار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي الأديب، كتاب بتوقيعه، بتعين طلاب تسلسلهم كان الـ41 والـ82، فضلاً عن طالبة نجحت بالدور الثاني عن طريق الوساطة"، مشيراً إلى أن "الخريجين العشرة الأوائل قدموا شكوى إلى عميد كلية طب الأسنان ووكيل وزارة التعليم العالي لكنهما أبلغاهم بعدم وجود درجات وظيفية".
من جانبه قال الخريج أحمد ليث، من العشرة الأوائل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوزارة دأبت في الماضي على تعين الخريجين العشرة الأوائل، لكنها لم تفعل ذلك هذا العام في كلية طب الأسنان وهو أمر فوجئنا به"، مبيناً أنها على "العكس من ذلك قامت بتعيين خريجين خارج السياق لمجرد أنهم من أقارب متنفذين ضاربة عرض الحائط التقاليد الأكاديمية".
وطالب ليث، وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، بضرورة "إعادة النظر بمشكلة الخريجين العشرة الأوائل الذين ثابروا واجتهدوا للوصول إلى التفوق"، عاداً أن "تعيين من لا يستحق من الخريجين على حساب الأوائل يعطي مثالاً سيئاً ويسهم في هدم القيم الأكاديمية".
إلى ذلك أعربت الخريجة الدكتورة نور لفته في حديث إلى (المدى برس)، عن "أسفها لعدم تدخل عميد الكلية ورئيس جامعة بغداد لمنع تعيين من لا يستحقون على حساب الخريجين الأوائل لمجرد كونهم من ذوي الوساطات القوية، ورفضهم مقابلتنا"، متسائلة "ما الذي سيقولونه للطلبة وكيف يطالبونهم بالمثابرة والتفوق العلمي مستقبلاً".
وكشفا لفته، عن "تقديم الخريجين العشرة الأوائل طلباً لمقابلة وزير التعليم العالي"، متمنية أن "يعمد الأديب إلى إحقاق الحق وينصف من اجتهد وتفوق".
على صعيد متصل دعا نقيب أطباء الأسنان، رافع الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، الطلبة الخريجين الأوائل في كلية طب الأسنان إلى "رفع شكواهم إلى النقابة معززة بالأدلة، لتتمكن من متابعتها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها"، مؤكداً أن "النقابة ستلجأ إلى الجهات القانونية والرقابية والإعلام لإثارة الموضوع إذا ما تأكدت من حيثياته".
يذكر أن كلية طب الأسنان بجامعة بغداد، تأسست سنة 1953، كمديرية تابعة لعمادة كلية الطب، وعند تشريع قانون جامعة بغداد سنة 1956، انضمت كلية طب الإسنان تحت لوائها وأصبحت جزءاً من الجامعة الأم
https://telegram.me/buratha
