الأخبار

بائعو الكهرباء والانترنت يضربون قرارات الحكومة عرض الحائط


لم يلتزم أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية وكذلك مزودي الانترنت في العراق، بالأسعار المُحددة من قبل السلطات لهاتين الخدمتين الضروريتين سوى شهر واحد فقط، وعادوا بعدها "لعادتهم القديمة" بجابية الأجور الشهرية نظير خدماتهم بأسعار تفوق ما هو محدد ولما يقدموه أيضا. وحددت السلطات المعنية الشهر الماضي أسعار خدمات الكهرباء الأهلية بخمسة آلاف دينار للأمبير الواحد شهريا، بعد أن كان سعره (25) ألفاً على مدار الساعة، كما خفضت أسعار خدمة الانترنت بحوالي الثلثين عما كانت عليه قبل الشهر المنصرم. لكن بائعي هاتين الخدمتين، لم يلتزموا بالأسعار المحددة سوى شهرا واحدا فقط. لا بل ضرب بعضهم بـ"عرض الحائط" القرارات الحكومية عند صدورها ولم يخفضوا أسعارهم إلا بنسبة ضئيلة لا تتعدى (10) بالمائة من السعر القديم، وانطبق هذا الأمر تحديدا على مزودي خدمة الانترنت. حتى أن عددا غير قليل منهم طلب من الزبائن سعرا مقاربا لذلك الذي كان يجبيه منهم قبل صدور القرارات الحكومية؛ وكمثال على ذلك فرض بعض أصحاب المولدات أسعارا تراوحت ما بين (10 – 20) ألف دينار للأمبير الواحد. السبب في انتهاك تلك القرارات، بحسب ما يُردده الكثير من أصحاب المولدات الخاصة، هو عودة الانقطاع المستمر في تجهيز الكهرباء الوطنية، بعد فترة تحسن نسبي طرأت على الطاقة المُنتجة من قبل الدولة في الشهرين الماضيين. ويقول محمد القره غولي، صاحب مولدة أهلية في منطقة الدورة (جنوب) بغداد، إنه "في حال لم نرفع الأسعار فستلحق بنا خسائر كبيرة.. لأننا بتنا نُشغل ساعات أطول من تلك التي اعتدنا عليها في الشهرين الفائتين"، مضيفا أن "الوقود الذي تمنحه لنا الحكومة المحلية بسعر مخفض لا يكفي للتشغيل طيلة الشهر". وطرأ تحسن نسبي على تجهيز منازل العراقيين بتيار الطاقة الكهربائية المنتجة من قبل الدولة خلال الشهرين الماضيين، لكن موجة من الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة مطلع الشهر الجاري تعرضت لها البلاد تسببت في خفض ساعات التجهيز اليومي للكهرباء الوطنية إلى النصف تماما في بعض المناطق وحدثت مشاكل في توزيع التيار الكهربائي نتيجة سوء الأحوال الجوية، وتدمير أبراج وخطوط نقل الطاقة من قبل متمردين. مسؤولو هذا القطاع الحيوي وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، ووزير الكهرباء عبد الكريم عفتان، وحتى رئيس الوزراء نوري المالكي، كانوا قد أكدوا مرارا انتهاء أزمة الكهرباء في البلاد؛ بيد أن الأزمة عادت لتظهر من جديد مع اشتداد البرد. ومع هذا العجز الحكومي في مناطق وسط وجنوب العراق حيال أزمة الكهرباء، تجد أن مناطق أخرى في البلاد مثل محافظات إقليم كردستان (شمال) البلاد، أستطاع المسؤولين هناك من قطع دابر هذه الأزمة؛ وباتت الكهرباء متوفرة على مدار اليوم. بينما يعود سبب عدم التزام مزودي خدمة الانترنت بالأسعار الحكومية، إلى "سطوة الشركات المزودة لهذه الخدمة التي تمارسها عليهم"، كما يقول عمر الزبيدي موزع محلي لخدمة الانترنت وصاحب مركز "الكفاح" للإلكترونيات في بغداد. حجة الزبيدي التي تشاطر فيها مع زملاء مهنة آخرين، لم تكن مقنعة بتاتا للمشتركين الذين اكتفى عدد منهم بمجادلة بسيطة لم تسفر عن شيء لصالحهم بعدها دفعوا مجبرين رسوم الاشتراك طبقا لاسعار الزبيدي الذي وعدهم برفع سرعة الانترنت وتحسين نوعية الخدمة. ورغم "مزاعم" بائعي الانترنت بان تحسنا طرأ على الخدمة التي يقدمونها من حيث سرعة الخطوط وارتفاع سعتها، إلا أن الزبائن يؤكدون بأنه "لم يحصل شيء من هذا القبيل؛ لا بل كثُرت الانقطاعات.. وانخفضت سعة الانترنت وكثافة حجمه"، كما يقول حيدر إبراهيم الذي ردد المثل الشعبي الشهير "رجعت حليمة لعادتها القديمة" في تذمره من تجاهل الزبيدي لقرار تخفيض الأسعار. السلطات المعنية المُتمثلة بـ(وزارتي الكهرباء والاتصالات، وحكومة بغداد المحلية) لم تُحرك ساكنا ضد من تجاهل قراراتها، واكتفت بالتهديد والوعيد بحق المخالفين منهم، حتى أن من يُقدم شكوى بهذا الصدد عبر الهاتف يُجرى معه تحقيق وكأنه أمام مُحقق عدلي أو محكمة قضائية الأمر الذي ينفر منه المشتكون، مكتفين بترديد الحكمة القديمة "الشكوى لغير الله مذلة".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Saef
2013-12-29
الله وكيلكم الكهرباء تطفى اكثر من 12 ساعة باليوم واحنه من منطقة الكرادة يم الجوازات العامة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك