مخاوف عراقية من تسليج العشائر لمواجهة تنظيم القاعدة الارهابي

أبدى مواطنون عراقيون مخاوفهم مما تردد عن تسليح القوات الامريكية للعشائر العراقية لمواجهه تنظيم القاعدة، ورأى بعضهم أنها قد تكون إعادة لتجربة طالبان إبان حقبة الاحتلال السوفيتي لافغانستان، فيما رأى آخرون انها اجراءات تنطلق من تجربة صحوة عشائر الانبار.

وحذر الدكتور ضياء الخزرجي استاذ جامعي من "إعادة تجربة طالبان ابان الاحتلال السوفيتي عندما سلحت القوات الامريكية العشائر الافغانية باسلحة امريكية لاعانتهم على طرد الاحتلال السوفيتي، وبعد ان تمت المهمة اصبحت الاسلحة الامريكية الموزعة تمثل تهديدا دوليا وليس اقليميا فقط ، اضافة الى ما تم الاستيلاء عليه من مخلفات الجيش السوفيتي."

وكان رئيس الوزراء نورى المالكي حذر في تصريحات لصحيفة (نيوزويك) الأمريكية نشرتها الاحد على موقعها على الانترنت من أن تقديم الجيش الأمريكي أسلحة لعشائر عراقية يمكن أن يسبب نشوء ميليشيات جديدة، مشددا على ضرورة ترك قرارات من هذا النوع لحكومته. وقال المالكي إن عددا من ضباط الميدان يرتكبون أخطاء بتسليحهم بعض العشائر أحيانا، وهذا يشكل خطرا لأنه سيؤدي إلى قيام ميليشيات جديدة، وأن قوات التحالف لا تعرف خلفيات العشائر. وأشار المالكي إلى ان حكومته تسعى إلى تسليح عشائر ترغب في الوقوف في صف الحكومة شرط معرفة خلفيتها والتأكد من أنها ليست مرتبطة بالإرهاب.

وقال الدكتور الخزرجى لـ (أصوات العراق) ان "توزيع الاسلحة على العشائر العراقية سيجر العراق الى اتون حرب اهلية لا يستفيد منها الا من يؤيد بقاء اطول لقوات الاحتلال "

فيما رأى، غني الكعبي، عسكري متقاعد، أن "شراكة عسكرية ودعما ميدانيا سيكون عمليا اكثر وذو تاثير ميداني حقيقي حيث ان العشائر ممكن ان تشكل جهدا استخباريا ومعلوماتيا جيدا للقوات العراقية والمتعددة الجنسيات لتحديد مواقع القاعدة بسبب معرفتهم بها، وكذلك فان تزويد العشائر بالذخيرة لن يكون له تاثير سلبي."الا انه استطرد قائلا إن " تسريب اسلحة متطورة الى تلك العشائر قد يؤدى الى وصول هذه الاسلحة إلى الجماعات المسلحة بالاضافة الى امكانية ان يتحول بعض ابناء العشائر الى جماعات مسلحة اضافية يصعب السيطرة عليها ويضاعف تعقيد العملية الامنية خصوصا اذا كانت تلك الاسلحة متطورة."

وقال ثائر الشمري، صاحب محل البسة رجالية، "هناك بعض العشائر قد يكون عدد كبير من ابنائها ضمن تنظيم القاعدة، وهي تخفي ذلك بالتاكيد، مما يعني وصول تلك الاسلحة لتنظيم القاعدة، وهو ما سيساهم في تقوية التنظيم وايجاد تنظيمات مسلحة جديدة حيث انه لاتوجد اي ضمانات لانضمام تلك العشائر تحت مظلة الدولة، وستظل مصدر تهديد دائم للعملية السياسية."

ربيع الجبوري، كاسب ، قال ان "العشائر تمتلك جميعها سلاح، ولا اعرف معنى تزويدها بكميات اضافية ، حيث لا يكاد يوجد مواطن في جميع العشائر لايملك سلاحا شخصيا اضافة الى اسلحة اضافية تملكها تلك العشائر في حال حدوث طوارئ ، لذا فان تزويد العشائر بالسلاح امر غير ضروري، لانهم يملكونها اصلا."

فيما قال باسم الحمراني ، مدرس، ان "تجربة صحوة عشائر الانبار يبدو انها المنبع لتشجيع القوات الامريكية على مثل هذا التصرف، لذا فان تزويد تلك العشائر بالسلاح سيدعمها على دحر تنظيم القاعدة وتخفيف الضغط على قوات الامن العراقية اضافة الى كشف مواقع تنظيم القاعدة بعد ان تكون قد اصبحت منبوذة من قبل ابناء تلك العشائر، لذا فلا ارى مانعا من تسليح محسوب ومراقب من قبل الحكومة العراقية للتمكن من حصر الاسلحة الموزعة بعد انتهاء المهمة، ومن ثم محاولة استردادها بعد ان ينتهي العمل بها."