فوجئ سكان العاصمة في الأحياء الغربية والشرقية، أمس الثلاثاء، بإغلاق شبه تام لأغلب الجسور والشوارع الرئيسة المؤدية الى وسط بغداد، فيما شهدت مداخل العاصمة زحامات شديدة، بسبب الإجراءات الأمنية "المكثفة" في السيطرات الأمنية، وتحويل مسار العجلات إلى اتجاه واحد، ما تسبب بطوابير طويلة من السيارات.
وتزامن إغلاق الشوارع مع بداية الخطة الأمنية التي أعلنتها وزارتا الداخلية والدفاع لحماية زوار أربعينية الإمام الحسين، والسائرين إلى مدينة كربلاء، فيما استهدفت تفجيرات خلال الـ24 ساعة الماضية الزائرين في مناطق جنوب بغداد مخلفة القتلى والجرحى على رغم الانتشار المكثف لعناصر الجيش والشرطة.
وروى شهود عيان أن "أغلب الشوارع الرئيسة في أحياء بغداد الغربية والشرقية، غلقت بشكل تام، فيما تحولت أخرى إلى طريق واحد لمرور العجلات باتجاهين".
كما ذكر شهود العيان ان الطريق المؤدي من مطار بغداد الدولي باتجاه جسر الجادرية، غربي بغداد، تم إغلاقه بـ"جدران كونكريتية"، كما أغلقت مداخل مناطق الكاظمية والاعظمية، وطريق الدورة السريع، وطريق قناة الجيش، ومحمد القاسم السريع، بشكل شبه تام.
وشكا عدد من المواطنين، في حديث مع "المدى" أمس، من إغلاق الطرق، وتأخرهم بالوصول إلى اماكن أعمالهم، إضافة الى طلبة الجامعات في أوقات الدوام الرسمي، منتقدين فرض القوات الأمنية إجراءات، وصفوها بـ"البدائية" في التحسب للهجمات الإرهابية، وتقليل حدوث التفجيرات، بإغلاق الشوارع، ومنع سكان العاصمة من الوصول الى أعمالهم.
وكان عدد من الموظفين وطلاب الجامعات، تأخروا، امس الثلاثاء، في الوصول الى مقار عملهم ودراستهم نحو ثلاث ساعات، فيما شهدت مداخل مدينة الصدر والحبيبية، والكرادة، وبغداد الجديدة، اختناقات مرورية بسب قطع الشوارع.
وتداول سكان العاصمة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء اغلاق الطرق، بالفكاهة، وبان "القوات الأمنية تشجع الجميع على ممارسة رياضة المشي"، فيما تناقل آخرون أخبار إغلاق الطرق عبر وسائل الاتصالات، ورسائل الموبايل النصية، كما اعتذرت صفحات متخصصة في أخبار الطرق والازدحامات على "الفيسبوك"، عن عدم قدرتها على الاستجابة السريعة لأسئلة الزائرين والمشاركين في موقع التواصل الاجتماعي، عن الطرق الافضل، والأقل ازدحاما في بغداد، حتى نصح مسؤول عن احد تلك الصفحات الجميع "الجلوس بالبيت وعدم الخروج لان الازدحامات في كل مكان".
وغالبا ما تلجأ القوات الأمنية الى غلق الشوارع، وفرض حظر تجوال "غير معلن"، في اجراءات امنية تسبق "المناسبات الدينية"، فيما بدت الشوارع بغداد خالية من السائرين الى مرقد الإمام الحسين الا من عدد قليل، فيما يعتقد ان تشهد كثافة في عدد الزائرين الأسبوع المقبل.
ويطالب اصحاب سيارات الحمل والأجرة القادمون من المحافظات الجنوبية الى بغداد الاجهزة الامنية بتوفير الحماية الكاملة لزوار اربعينية، واكمال انشاء طريق يا حسين، المخصص للزوار، حتى لا تضطر القوات الامنية الى اغلاق الشوارع لحماية الزور.
وقال مسافرون قادمون من محافظات الوسط والجنوب لـ"المدى" ان طريق الدخول الى العاصمة، مزدحم جدا، بسب غلق الاتجاه الذاهب من بغداد باتجاه الجنوب، والاكتفاء بجاني واحد للداخلين إلى العاصمة والخارجين منها".
ومعلوم ان محافظة كربلاء أحالت مشروع طريق يا حسين بين (كربلاء- بغداد) بكلفة 5,500 مليار دينار وبطول8,7كم الى شركتين محليتين. والمشروع يتضمن، بحسب تصريحات مسؤولين محليين، رفع عوارض في جانب طريق الذهاب الى بغداد وانشاء جسور وقناطر صندوقية للطريق، واعتبروا الطريق من المشاريع الحيوية التي تعطي رونقاً وجمالية لمدخل المدينة للزائرين والوافدين من جهة العاصمة بغداد.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت، اول من امس الاثنين، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمناقشة الاختناقات المرورية في بغداد ومناقشة الشؤون المتعلقة بنقاط التفتيش من النواحي العسكرية والفنية والإدارية، وفيما لفتت الى تشكيل لجنة لمتابعة أمور نقاط التفتيش بالتعاون مع قائد شرطة بغداد واستبدال الصبات الكونكريتية داخل السيطرات بحواجز بلاستيكية، أكدت ضرورة مد ممرات أضافية على جوانب نقاط التفتيش واكسائها لتوسيع مساحة الشارع لاستيعاب أكثر عدد ممكن من السيارات.
https://telegram.me/buratha
