الأخبار

ديلي تلغراف: العراق «دولة فاشلة» بعد عشر سنوات


حذرت صحيفة بريطانية من تحول العراق إلى دولة فاشلة بعد مرور عشر سنوات على القبض على صدام حسين.

وذكرت ديلي تلغراف أن العراق ما زال ينزف بعد مرور عشر سنوات على القبض على صدام حسين.

وقبضت القوات الاميركية على صدام حسين في 13 كانون الاول 2003 داخل حفرة في مزرعة قرب ناحية الدور، التابعة لمحافظة صلاح الدين.

وقالت الصحيفة إن الذكرى السنوية التي وافقت، أمس الأول، جاءت في وقت يكافح فيه العراق تمرد تنظيم القاعدة ويشهد ارتفاعا مضاعفا لمعدل القتلى قبل عقد من الزمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة، التي وجدت في هذه البلاد ملاذا آمنا للعمل فيه، صعدت من ضرباتها المتكررة في مختلف أنحاء البلاد، ليصل معدلها إلى 68 هجمة بسيارة ملغومة شهريا هذا العام.

وبعد الفترة ما بين 2009 و2011 التي تراجع فيها العنف، أدى ظهور القاعدة العام الماضي للشعور باليأس في شوارع بغداد حيث بات الشباب لا يفكرون سوى بمغادرة البلاد، وفق تعبير ديلي تلغراف.

وعاش العراقيون عموما معاناة يومية وحياة قاسية بسبب الحروب التي شنها صدام ضد ايران والتي استمرت لثماني سنوات، واجتياحه للكويت في العام 1990 والذي اوقع العراق تحت وطأة عقوبات ادت الى شلل كامل لاقتصاد البلاد.

ووصف مسؤولون عراقيون واميركيون اعتقال صدام حينها بنقطة التحول في الحرب الطويلة، معتبرين ان عملية التوقيف هذه ستشكل ضربة حاسمة ضد التمرد الذي كانت قد بدأت تظهر بوادره على الارض.

غير ان العنف بقي يتصاعد بشكل متواصل، وبلغ اوجه خلال عامي 2006 و2007 حين قتل وفقد عشرات الالاف جراء العنف الطائفي بين السنة والشيعة الذي اجتاح البلاد، قبل ان يبدأ بالانخفاض تدريجيا في العام 2008.

ورغم تراجعها لأشهر طويلة، عادت وتيرة الاضطرابات مرة اخرى للتصاعد هذا العام، بمشاركة فعالة من قبل انصار صدام، بسبب السخط المتصاعد ضد الحكومة وتزايد التظاهرات السنية المعارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي والمستمرة منذ نحو عام.

وفيما يكتسب العراق يوما بعد يوم دورا اكبر في الاقتصاد العالمي والدبلوماسية الاقليمية، فان النمو البطيء، والبيروقراطية التراتبية، والفساد، وهي عوامل ظللت عهد صدام، بقيت تنخر في جسد الدولة التي تحاول اعادة بناء نفسها منذ انهيارها في العام 2003.

وعلى مدار السنوات الماضية، انخفض مستوى الخدمات العامة وسط صراعات سياسية متواصلة، وازدادت كذلك معدلات البطالة والفساد، في وقت يرى محللون ان السنة لم يقتنعوا تماما بحكم البلاد من قبل الشيعة.

إلى ذلك، رأت صحيفة "ستيتسمان جورنال" الأميركية ان ما يحدث في العراق الآن لم يكن النتيجة التي كان يأملها الذين قرروا تغيير نظام الحكم في العراق، وان حقن ديمقراطية على الطراز الغربي امر اثبت انه لا يحقق الأمن.

وقالت ستيتسمان جورنال ان الأميركيين، أياً كان موقعهم في قرار غزو العراق قبل عشر سنوات، كانوا يأملون انه عندما تنتهي الحرب المثيرة للجدل فان السلام سيعم البلد.

إلا ان الصحيفة الأميركية تقول ان تقييم الوضع الحالي في العراق من خلال الأحداث التي شهدها البلد مؤخرا يفيد ان شيئاً ما اقرب الى حرب أهلية يمزق البلد إرباً الآن.

وتضيف الصحيفة انه "حتى في هذا الوقت من العام 2013، قتل ما يزيد عن 4 أربعة آلاف عراقي جراء أعمال عنف. فكل يوم تقريباً تظهر تقارير عن تفجيرات كثيرة تحصد أرواحاً كثيرة، والحال دوماً مسلمون ضد مسلمين، شيعة بمواجهة سُنّة".

ورأت ستيتسمان جورنال ان هذا الوضع ليس هو النتيجة التي كانت الولايات المتحدة تفكر بها عندما اجتاحت العراق، والقت القبض على صدام حسين، وشاهدته وهو يعدم، ووضعت الخطط لبناء نظام ديمقراطي عراقي.

وتؤكد الصحيفة ان واشنطن لم تعط ما يكفي من الأهمية للخلافات الدينية العميقة وطويلة الأمد بين صفوف شعب العراق المسلم.

وتقول تقارير الأمم المتحدة ان الفاً و57 عراقياً قتلوا وأصيب ما يزيد عن الفين و326 آخرين بجراح جراء هجمات في شهر تموز. وهي اعلى حصيلة إصابات شهرية منذ العام 2008

وتخلص ستيتسمان جورنال الى نتيجة مفادها انه ليس هناك امل تقريباً في ان يعلن عن تحقيق الانتصار في الحرب العالمية على الإرهاب، ومحنة الشعب العراقي دليل قاتم على انه حتى ضخ ديمقراطية على الطراز الغربي لا تقدم وعدا بتحقيق الأمن. لا بل تبين في كثير من الأحيان ان الانتماءات الدينية اكثر أهمية من النظريات السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك