أكد ساسة ونواب ان احزابا كبيرة تدعم اخرى صغيرة من اجل الاستحواذ على اكبر قدر من الاصوات في الانتخابات النيابية القادمة، بينما قال اخرون انها لعبة سياسية ولا ضير بزج دماء جديدة الى العملية السياسية.
جاء ذلك في وقت اعلنت احزاب وشخصيات سياسية خوضها الانتخابات منفردة، مؤكدين ان القوائم الجديدة لن تنسلخ عن تحالفات كانت تنضوي تحت عبائتها، فيما عبر مواطنون عن استيائهم مما اسموه بـ "الخداع والتضليل" من اجل وصول الساسة الى كرسي الحكم. وتباينت آراء نواب بشأن تشكيل قوائم جديدة تابعة لاحزاب نافذة بمسميات مختلفة. ونفت عضو مجلس النواب انتصار الغريباوي، في حديث لـ "العالم" وجود قوائم ظلية للكتلة التي تنتمي اليها، وقالت "اغلب الكتل الكبرى تفرقت بسبب نظام سانت ليغو الذي سيعتمد في الانتخابات القادمة".
واوضحت الغريباوي ان "سانت ليغو يتيح للقوائم الصغيرة فرصة الفوز ويؤهلها لكسب مقاعد نيابية". بينما اكدت سميرة الموسوي النائب عن ائتلاف دولة القانون "استحداث قوائم جديدة بعضها يضم شخصيات معروفة، وتلقى قبولا في المجتمع العراقي، تعمل تحت عباءة الكتل الكبرى بهدف كسب اكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية القادمة". ويضمن قانون سانت ليغو الذي اعتمدته المفوضية العليا للانتخابات للدورة القادمة لاختيار اعضاء البرلمان العراقي فرصة كبيرة للاحزاب والقوائم الصغيرة بالحصول على مقاعد نيابية.
وبينت الموسوي، ان "واقع المجتمع العراقي مقسم الى مجموعة من الطوائف والاديان والقوميات، وهي ممثلة الان في البرلمان الحالي الذي أنتج حكومة شراكة وطنية فهمها البعض بطريقة خاطئة"، مؤكدة ان "من الممكن ان يعمل هؤلاء وفق برنامج وطني وفق مبدأ الشراكة الحقيقية وادارة البلد بصورة صحيحة". وتابعت، "على المرشحين الجدد الذين لا يمتلكون الدعم طرح برنامج وطني والابتعاد عن الاخطاء السابقة وتوفير بديل للاخطاء، وان يكونوا قريبين من عامة الناس، (...) ليس هنالك يأس من تغيير الاوضاع".
من جهتها، ذهبت النائبة عن كتلة "متحدون" وحدة الجميلي، الى القول، ان "قانون سانت ليغو سيكون فخا للكتل الكبرى، لأنه سيؤخر تشكيل الحكومة القادمة الى عدة اشهر بسبب فوز كتل صغيرة بالاضافة الى الكتل الكبرى ما يتسبب بمشاكل وصراعات على الحقائب الوزارية وآلية توزيعها"، مؤكدة ان كتلتها "لن تدعم اي قائمة صغيرة".
ويقول المواطن محمد موحان ان "الانتخابات عادة ما تفرز اشخاصا لا نعرفهم، يتم اختيارهم على اساس طائفي او قومي". واكد موحان ويعمل مدرسا، ان "الاحزاب الكبرى تستغل عقول الناس البسطاء"، مشيرا الى ان "تشكيل قوى جديدة بأسماء جديدة هو خداع واضح". ويؤكد رؤساء احزاب وشخصيات سياسية مستقلة انهم تلقوا دعوات من قبل جهات متنفذة في الحكومة من اجل التحالف معها في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في نيسان القادم.
ويقول رئيس حزب التنمية والاصلاح رياض جواد، في حديث لـ "العالم"، ان "القوائم الكبرى تدفع باتجاه دعم وجوه جديدة واحزاب سياسية ناشئة بمسميات جديدة، تساندها ماديا ومعنويا"، مشيرا الى ان "بعض الانتهازيين والوصوليين استجابوا لتلك الدعوات، وهم يغيرون وجوههم لصالح انتماءات جديدة".
واوضح ان "هناك فرقا بين مطالبات الشارع الكبيرة في التغيير وبين ما يحدث عند الاقتراب من صناديق الاقتراع"، مبينا ان "الشعب العراقي قائم على الكلام لا الفعل، وليس هنالك رغبة حقيقية في التغيير من قبل شعب يتباكى بلا اي فعل يذكر"، حسب وصفه. واكد "وجود احزاب صغرى مدعومة من احزاب كبرى في محاولة لحصد اكبر عدد من اصوات الناخبين"، مؤكدا رفض حزبه الانظمام الى كتلة كبرى.
وقال "وجهت لنا دعوات من احزاب سياسية مستعدة لتقديم الدعم المادي لنا، لكننا لن نقبل على حساب سمعة ومبادئ حزبنا". وتابع، "يمتلك العراق تيارات وشخصيات تنادي بالتغيير الا انها لن تتمكن من الفوز على احزاب احكمت سيطرتها على جميع مفاصل الدول"، لافتا الى ان "المحاصصة السياسية والحزبية تهيمن على الوضع القائم في البلاد، ومن الصعب جدا تغيير الخارطة السياسية من قبل احزاب مستقلة لا تمتلك دعما ماليا خارجيا كان ام داخليا".
من جانبه قال القيادي في الحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي في حديث مع "العالم"، ان "المتنفذين في الحكومة لجأوا الى تشكيل قوائم جديدة بمسميات مختلفة وهو نوع من الالتفاف على قانون سانت ليغو الذي يضمن فوز الاحزاب الصغيرة للاستحواذ على اكبر قدر من مقاعد البرلمان"، حسب وصفه.
ورفض الحلفي وصف قائمته بالصغيرة، لأنها "تمتلك تاريخا سياسيا كبيرا. وقال ان "القوائم المتنفذة عرضت علينا الانضمام اليها منذ اول انتخابات اجريت في العراق، الا اننا رفضنا خوض الانتخابات مع الكتل التي تستخدم اموال الشعب والسلطة في حملاتها الانتخابية، مع العلم ان التيار الديمقراطي العراقي يمتلك ادوات مالية ضعيفة".
وبين ان "القوائم الجديدة تحاول المنافسة في مساحة التيار المدني الديمقراطي"، مؤكدا وجود "قوائم تشكلت خارج العراق تمتلك بنوكا وفضائيات وعقارات بنيت بأموال العراقيين".
وتابع، "نخوض معركة نظيفة، وغنية بقيمها، بالاعتماد على نخب وكفاءات يشهد تاريخها بالنزاهة والمهنية (...)، نواجه مشروعا طائفيا فشل في تقديم ادنى الحقوق والخدمات للمواطن العراقي".
وزاد، "الحزب الشيوعي العراقي جزء من تحالف كبير يحمل اسم (التحالف المدني الديمقراطي)، والقائمة تتسع للمدنيين والديمقراطيين والليبراليين ضمن برنامج يحقق العدالة الاجتماعية للمواطن".
وقال ان "التيار المدني الديمقراطي لا يمتلك قوائم اخرى كما فعلت بقية الكتل السياسية التي تمارس الخداع وسننزل لساحة الانتخابات بمشاركة قوى وطنية وشخصيات بارزة يشهد بنزاهتها ضمن قائمة واحدة".
https://telegram.me/buratha
