كشفت مصادر سنية عراقية، أن سياسيي الطائفة يسعون في انتخابات العام 2014 إلى حصد منصب رئيس الجمهورية، مشيرين إلى أنهم يرغبون إنهاء مرحلة رئاسة البرلمان.
جاء ذلك في وقت، تحدثت المصادر عن "الخارطة المتوقعة" للكتل السنية في الانتخابات. وصنفت المصادر موازين القوى في ثلاثة مستويات، يتصدرها فريق أسامة النجيفي، ورافع العيساوي، ويأتي من بعدهما صالح المطلك، فيما أشاروا إلى أن كيانات سنية صغيرة لا تزال حائرة بين التحالف مع قوائم كبيرة، او الدخول بشكل منفرد.
وقال مصدر نيابي رفيع، لـ"العالم"، إن "الزعامات السياسية السنية تطمح لمنصب رئاسة الجمهورية، وليس لرئاسة الوزراء باعتبار ان الحكومة من نصيب الكتل الشيعية التي على ما يبدو راغبة جدا بتغيير المالكي في المرحلة القادمة".
وأضاف المصدر، "في حال تم تغيير المالكي، فان الزعامات السنية تتسابق على رئاسة الجمهورية، مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة التحالفات بين الكتل مجتمعة او متفرقة".
وتابع، "ابرز الزعامات المرشحة هي اسامة النجيفي، فضلا عن رافع العيساوي الذي يدخل الانتخابات بقائمة متخمة بالكفاءات وشيوخ عشائر الانبار الذين يمكنهم ان يرجحوا كفته اذا ما تم التحالف بينه وبين اسامة النجيفي واياد السامرائي الامين العام للحزب الاسلامي".
وزاد المصدر، "النجيفي والسامرائي مرشحان أيضاً، بقوة، لرئاسة الجمهورية".
وقال أيضا، "إلى جانب هذه الأسماء يسعى صالح المطلك للتنافس على منصب رئيس الجمهورية".
وفي سياق متصل، أكد المصدر أن "الكتل السنية لا ترسم خارطة تحالفاتها بعد نتائج الانتخابات الا مع الشيعة والكرد، ونظرا لطبيعة الوضع السياسي والاجندات الاخرى فان السنة لا يمكنهم التحالف مع الكرد قبل الشيعة".
وقال، "السيناريو المطروح حاليا هو اما ان تتفق الكتل الشيعية مع الكردية، او الشيعية مع السنية، على رئاسة الجمهورية".
ومضى يقول، "من غير المقبول في الشارع السني ان يبقى السنة في رئاسة البرلمان، لمدة 15 عاما ولا يحصلون على منصب رئاسة الجمهورية (...) هذا امر لا يقبله السنة ابدا".
وأشار المصدر إلى أن "الكيانات السنية هي التي يمكنها ان تخلق التوازن الطائفي وليس القوى المدنية، فهي تدخل في نحو 70 كياناً، بعضها يتحد ببعض، فيما يدخل مرشحون بشكل منفرد في محافظاتهم ويعتمدون على اصوات العشائر".
وتابع المصدر، "هناك هواة يتشبثون بكل شيء للوصول الى ما يعتبرونه مجدا".
وزاد بالقول، "بحسب دراستنا لطبيعة الشارع السني فان هناك امالا كبيرة تعلق على بدلاء للقيادات الحالية، لكن في الحقيقة الجمهور لا يجد بديلا ناضجا يمكنه ان يمارس اللعبة السياسية والتحالفات القادمة غير القيادات الحالية وبعض النواب البارزين منهم".
وقال، إن "مخاوف الشارع السني من استمرار النهج الحكومي سيدفعه الى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، ومن المتوقع ان يكون التوجه نحو القوائم الكبيرة والتحالفات الاكثر حظوظا لقيادة المرحلة المقبلة ولا سيما متحدون وجبهة الحوار".
وأكد المصدر، أن "هناك اكثر من شخصية بارزة لكن ليست هناك أي مفاجآت في الفترة المقبلة"، مشيراً إلى أن "اسامة النجيفي وصالح المطلك ورافع العيساوي ابرز القيادات التي يمكن ان تكون مرشحة للمناصب المقبلة".
ولفت المصدر إلى أن "رافع العيساوي لن يرشح للانتخابات لان الاقصاء سيكون حليفه، لكنه سيكون مرشح تسوية لاحدى الوزارات المقبلة على الارجح".
في المقابل، أكد سياسي سني بارز، لـ"العالم"، أن "كتلة متحدون بزعامة اسامة النجيفي تضم قادة بارزين، هم كل من رئيس حركة حماة العراق احمد المساري، والمنشق عن الحزب الاسلامي سليم الجبوري، الذي شكل التجمع المدني للإصلاح، ومظهر الجنابي وهو نائب يحظى بدعم عشائري كبير ومحمد الخالدي مقرر البرلمان، والنائب خالد العلواني الذي يتمتع بشعبية كبيرة لدى عشيرة البو علوان في الانبار، وسلمان الجميلي رئيس كتلة العراقية الحالية في البرلمان".
يشار إلى أن كتلة "متحدون"، أكدت أمس الثلاثاء، انها غير مستعدة للتخلي عن عنوانها الحالي، فيما دعت الراغبين بالدخول مع الكتلة إلى القبول باسمها الحالي.
وزاد المصدر بالقول، "من المتوقع ان تضم الكتلة احمد ابو ريشة ورافع العيساوي، الذي ابعده التقارب بين النجيفي والمالكي قليلا عن الكتلة".
وعلى ما يقول المصدر، فإن "أبو ريشة سيحاول المشاركة بكتلة اخرى تضم احمد العلواني النائب الذي اثار الجدل داخل البرلمان وعليه مذكرات القاء قبض لتورطه في عمليات ارهابية في الانبار وبغداد".
وتابع المصدر، "أبو ريشة والعلواني لم يرشحا للانتخابات حتى الان لكن لديهما حراكا انتخابيا سيتضح في ما بعد".
وكما يرى المصدر، فإن "الجبهة العراقية للحوار الوطني، بزعامة صالح المطلك، تأتي بالدرجة الثانية في موازين القوى السنية". وقال إنها "تضم ايضا الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية (الحل) بزعامة محمد ناصر دلي النائب الحالي، واحمد مولود الذي يتمتع بعمق عشائري في كركوك وبغداد (الاعظمية)، وينضم لها كيان قريب صالح المطلك حامد المطلك رئيس كيان حركة الحوار والتغيير".
وأشار المصدر إلى أنه "من المتوقع ان يدخل الحزب الاسلامي برئاسة اياد السامرائي منفردا في الانتخابات المقبلة متحالفا مع قوائم صغيرة بعضها يحظى بدعم عشائري ومناطقي منها التجمع الوطني العشائري المستقل برئاسة عمر هيجل". وقال ايضاً، "هناك كيانات صغيرة لكنها تضم سياسيين بارزين، مثل المجلس السياسي العربي الموحد الذي خاض انتخابات مجالس المحافظات السابقة بزعامة عبد الرحمن منشد عاصي بمعية عضو مجلس النواب كامل الدليمي الذي انشق عن القائمة العراقية في عام 2012 بعد ان اتهمها بتقاسم المناصب واستهدف داره بسيارة مفخخة". وإلى جانب هذه الكيانات، سيشارك في الانتخابات سياسيون سنة، من بينهم "الشيخ عبدالله حميدي عجيل الياور رئيس حركة العدل والاصلاح العراقي، والشيخ احمد مدلول محمد المطلك، ونور الدين الحيالي عضو مجلس النواب في دورة 2006، وتضم غسان العطية الديواني المولد والبغدادي النشأة، وهو رئيس المركز العراقي للتنمية والديمقراطية، والشيخ نعيم عبد المحسن عمر الكعود، وهو أحد وجهاء الانبار، والدكتور مصطفى محمد امين الهيتي من الأنبار".
وفي بقية الخارطة السياسية السنية، ستشهد الانتخابات المقبلة في 2014، مشاركة "ائتلاف الجماهير الوطنية، الذي يرأسه محافظ صلاح الدين احمد عبدالله الجبوري، وتجمع البناء والعدالة العراقي برئاسة دلدار عبدالله احمد محمد الزيباري، الذي خاض انتخابات مجالس المحافظات في الموصل وحصد ثلاثة مقاعد".
لكن المصدر لفت إلى "احتمال اقصاء كيانات بداعي المساءلة والعدالة، كقائمة فاضل الجنابي، وهو قائد صحوة سابق، وزعيم الجبهة الموحدة، وهو شقيق النائب الهارب ناصر الجنابي".
وواصل المصدر عرضه القوى السنية، ولفت إلى أن "قائمة حركة العمل والوفاء، بزعامة وزير الكهرباء المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي كريم عفتان الجميلي، ستدخل الانتخابات المقبلة منفردة".
ولدى عفتان، بحسب المصدر، "تفاهمات اولية مع النائب حسن شويرد، رئيس مجلس العموم الوطني العراقي، الذي يحظى بدعم عشائري ايضا في حزام بغداد والمنطقة الغربية".
أما "كتلة وحدة ابناء العراق برئاسة سعدون الدليمي وزير الدفاع، فلم تحسم موقفها حتى الساعة"، كما هو الحال مع "كتلة تجمع نداء الحرية، برئاسة النائب عن العراقية شعلان عبد الجبار علي الكريم، وعبد ذياب العجيلي، اضافة الى شخصيات من صلاح الدين لم يحددوا، كذلك، موقفهم من التحالفات، لكنهم قريبون من كتلة متحدون".
وفي الكيانات الصغيرة هناك، "تجمع حزام بغداد برئاسة النائب الحالي عن القائمة العراقية طلال الزوبعي، والذي من المتوقع ان يخوض الانتخابات منفردا".
وقال المصدر، إن "فواز الجربا سيدخل الانتخابات مرة اخرى، كرئيس لكيان المجلس العراقي الديمقراطي الموحد، والذي كان يعتبره بول بريمر شخصية معتدلة، لأنها عملت على محاربة القاعدة في عام 2007 بدعم من الاف المقاتلين من ابناء عشائر الموصل".
وأضاف المصدر، "سيعود الجربا الى الواجهة الان ليخوض الانتخابات بمفرده، بعد ان تراجع الامن كثيرا في الموصل وصار لا يحظى بشعبية كبيرة كما في السابق".
ومن المتوقع أن تشارك في الانتخابات بشكل منفرد حركة "تيار حقوق الشعب برئاسة علي الصجري وزير الدولة السابق والنائب الحالي الذي اعلن انشقاقه عن القائمة العراقية وتشكيل ائتلاف اسماه صقور العراقية، واعلن في بيان انه سيضم مختلف الشخصيات السياسية والعشائرية من جميع محافظات العراق ومكوناته".
أما حزب العمل العراقي، بزعامة شاكر كتاب الناطق باسم حركة تجديد سابقا، والذي اعلن انشقاقه عن الحركة بعد اتهام طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق بتهم ارهاب وهو من اهالي البصرة، فإنه هو الآخر سيدخل الانتخابات بشكل منفرد، من دون أن يتحالف مع أحد.
ورجح المصدر، أن تشهد الخارطة السياسية السنية مفاجأة من العيار الثقيل، عندما يعلن الإعلامي العراقي المخضرم، ومالك قناة الشرقية الفضائية، سعد البزاز، عن كيان انتخابي، يضم وجوها من العرب السنة تدخل المعترك السياسي للمرة الأولى
https://telegram.me/buratha
