كشف مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء، عن عودة القطع المبرمج في بغداد والمحافظات، بسبب التسرع في الإعلان عن نهاية ازمة الطاقة، فيما أكد أن الشبكة الوطنية تحسنت بسبب التغير المناخي، وليس بمقدورها الاستمرار في التجهيز المرتفع كما حصل في الشهر المنصرم.
وسجلت ساعات تجهيز الكهرباء انخفاضا كبيرا خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعدما تزايد تشغيل السخانات والمدافئ الكهربائية بسبب موجة البرد التي بدأت في بغداد أمس، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع.
"العالم" اتصلت بوكلاء الوزارة ومدير التشغيل والتحكم الوطني، ومدير توزيع الوسط لكنهم رفضوا الرد او اعتذروا عن الحديث عن سبب عودة القطع المبرمج إلى سابق عهده، فيما كان هاتف المتحدث الرسمي باسم الوزارة مصعب المدرس مغلقا لساعات أمس.
لكن مصدراً في وزارة الكهرباء، قال لـ"العالم"، إن "من الطبيعي أن تتردى الكهرباء مع انخفاض درجات الحرارة".
وأكد أن "الوزارة لم تكن منصفة مع المواطن حين اعلنت انتهاء الازمة (...) الازمة قائمة واحتياجات الشبكات الوطنية ما تزال كبيرة". وزاد، أن "وعد تجهيز المواطن بـ 24 ساعة كهرباء تلاشى مع موجة البرد الأولى".
وأشار المصدر إلى أن "اصناف استهلاك الطاقة تغيرت، ولم نعد نتمكن من احتساب الكافي لدينا من التجهيز، لا سيما وان آلاف الاصناف المنزلية تحولت الى اصناف تجارية او صناعية وهذا يستهلك اكثر من اللازم".
وتابع، "الاصناف الزراعية تستهلك اكثر من اللازم بسبب تجاوز المنازل المجاورة على الطاقة، لا سيما وان من تعليمات الوزارة ان يقدم صاحب المشروع الزراعي وثائق لتجهيزه بالكهرباء مصحوبة بموافقة دائرتي الزراعة والموارد المائية وتعهداً بعدم تبديل المضخة الزراعية بسعة اكبر الا بعد اشعار دائرة الكهرباء".
وقال، "للأسف، لم يتم الالتزام بكل هذه الشروط".
ومضى المصدر إلى القول، "إحصاءات وزارة الكهرباء تختلف تماما عما هو مستهلك بالفعل على الارض، لذلك تتصور بانها نجحت في تجهيز كافة المناطق بالطاقة الكهربائية، في حين ان الاستهلاك يتفاقم والانتاج يراوح مكانه".
وقال المصدر، "لا أحد يعرف لماذا تقف وزارة الكهرباء عاجزة عن حل هذا الموضوع".
لكنه ذكر أن "التجاوز أكثر ما يؤرق وزارة الكهرباء بصورة مستمرة، والوزارة تتسرع في كل مرة يحدث فيها استقرار في الكهرباء بسبب قلة الاستهلاك نتيجة تحسن الجو المناخي، فتهلهل وتزمر بإنجاز لن يستمر اكثر من شهرين".
وكشف المصدر أن "مخاطبات رسمية وجهت الى الوزير شرحت تفاصيل التجهيز والتوزيع وامكانية عودة تردي واقع الكهرباء مع انخفاض درجات الحرارة بالرغم من المشاريع التي نفذتها الوزارة". وفي هذا السياق، قال المصدر، "تصريح الوزارة بان محطة تازة الغازية ستكون نهاية ازمة الكهرباء متسرع لأننا نعرف جيدا ان 292 ميكا واط لا تساوي شيئا بالنسبة للاحتياجات التي تتطلبها الشبكة الوطنية لما عليها من ضغط عال".
وفي شان متصل، قال المصدر، إن "مطالبة رئيس الوزراء المواطنين بعدم تشغيل المدافئ الكهربائية امر غير واقعي، فهناك عوائل لا يمكنها الاستفادة من المدافئ النفطية لما لها من تأثيرات صحية على الاطفال ولا سيما الرضع".
من جانبه، أكد بهاء جمال الدين، عضو لجنة الطاقة والنفط النيابية، لـ"العالم"، إن "اجوبة واعذار وزارة الكهرباء مكررة وجاهزة، عن اسئلة البرلمان او لجنة النفط والطاقة او حتى الجهات الشعبية الاخرى، وهذا امر مؤسف طبعا".
وقال جمال الدين، "في حال استمر القطع المبرمج بعد ان اكدت الوزارة أنها ودعت الأزمة في كل المحافظات، وكأن العراق انتهى من ملف الكهرباء، فإن البرلمان بحاجة إلى استضافة الوزير والمسؤولين الكبار في الوزارة ليجيب بشكل مقنع عن سبب هذا التراجع".
وأضاف، "الاستضافة امر مهم للعراقيين، وخصوصا ان الصورة لم تتضح بعد بشأن عودة القطع المبرمج". وتابع، "الاشهر الخمسة المتبقية من عمر مجلس النواب ستشهد جلسة استضافة لوزير الكهرباء والمسؤولين المعنيين بهذا الملف، لنفهم ما يحدث".
لكن عضو البرلمان أكد أن "الصراعات السياسية تؤثر على كل الملفات وليس على الكهرباء فقط، وهناك عرقلة لكل الملفات التي تخدم الشارع العراقي ومنها ملف الكهرباء".
وقال، "الامر واضح.. هناك عرقلة لملف الكهرباء من اجل أهداف انتخابية تستغلها كتل ضد كتل اخرى على حساب الشعب العراقي".
https://telegram.me/buratha
